الاثنين، ٢٤ سبتمبر ٢٠٠٧

رحلة مع معنى ....العبادة فى الأسلام



عندما يقابل الأنسان فى الحياة كلمات جديدة فى معناها أو فى مدلولاتها يجد نفسه يتوقف قليلا لكى يفكر و يستوعب هذا المعنى الجديد الذى قد يغير فى ملامح شخصيته أو قد يصل الأمر الى تغيير أسلوب حياته بالكامل ولكن الغريب عندما يقابل كلمة لطالما سمعها تتردد أمامه كما يتردد اسمه و طالما سمع الناس يرددونها من حوله فى مواقف كثيرة فى الحياة لكى يسأل نفسه مصادفة عن معناها ليكتشف فى النهاية أنه لا يعرف معناها الكامل أو لا يستطيع تحديد معناها الصحيح!!!! ,هذا هو ما حدث معى بالضبط عندما كنت أتوقف قليلا فى مراحل حياتى المختلفة لكى أسأل نفسى عن معنى كلمة العبادة لكى أجد أن معناها يختلف كلما ازدادت خبرتى البسيطة فى الحياة وكلما قرأت قليلا فى محاولة منى لكى أعرف معناها الصحيح
فما حدث لى فى محاولة الوصول للمعنى الصحيح لهذه الكلمة أشبه برحلة قصيرة بدأت عندما فاجأتنى والدتى و أنا فى الخامسة من عمرى و قالت أنك لا بد أن تتعلم الصلاة و تذهب الى المسجد فسألتها بمنتهى البساطة و لماذا نفعل ذلك فردت على قائلة لكى نعبد الله .....لم أستوعب هذا الرد ولكنى كلما ذهبت الى المسجد ووجدت أناسا يصلون قلت لنفسى هؤلاء يعبدون الله و لا بد أن أعبد الله مثلهم كما قالت لى أمى
هكذا استمررت فى الصلاة (أو فى عبادة الله) حتى وصلت الى السن الذى بدأت فيه أستوعب تصرفات الأشخاص من حولى ......لم أفهم فى هذا الوقت بعض الأشياء منهم من له أخلاق سيئة و أسلوب غير مهذب على الأطلاق خارج المسجد ومنهم من يؤذى جاره و يفترى عليه كذب ومنهم...... وهكذا
هؤلاء يعبدون الله !!!!!.......من هذه النقطة بدأت أستوعب الفرق بين العبادة و الصلاة بدأت أفهم فى هذا الوقت أن الصلاة تعتبر من العبادة و لكن العبادة ليست صلاة فقط لأن هؤلاء الأشخاص يصلون لله ولكنهم حسب فهمى فى ذلك الوقت لا يعبدون الله حق عبادته.
بدأت بعدها أقرأ فى كتب العقيدة تارة و فى كتب اللغة تارة ....ولكن المعنى الذى كنت أجده هو معنى الكلمة فى حد ذاتهاوكيفيتهاو.....و هذا لم يضف اجابة كافية عن تساؤلاتى , وفى احدى قرأتى عن العالم اينشتين قرأت فيها مقولة له "ان الشعور الدينى الذى يتملك الباحث فى الكون هو أقوى حافز على متابعة البحث العلمى و دينى هو اعجابى-فى تواضع- بتلك الروح السامية التى لا حد لها تلك التى تترائى فى التفاصيل القليلة الضعيفة العاجزة هو ايمانى العميق بوجود قدرة عاقل مهيمنة تترائر حيثما نظرنا فى هذا الكون المعجز للأفهام" وجدت أن هذا العالم على يقين تام بوجود الله رأه فى قدراته المبدعة فى صناعة هذا الكون و أحسست فى تلك اللحظة أن المعنى بدأ يتضح نعم...ارتباط معنى العبادة باليقين و أنه لن يتم تحقيق معنى العبادة الصحيح لله الا باليقين به سبحانه و تعالى و لن أجد ما أعبر به أبلغ من مقولة قرأتها للأمام الغزالى رحمه الله فى احدى مقالاته عن معنى تلك الكلمة " العبادة أن تعرف ربك من خلال دراستك لكونه الكبير ثم تجعل نفسك و الكون المسخر لك فى خدمة دين ربك و تثبيت تعاليمه فيما تحت يدك " فتمام العبادة لن يتم الا بتمام معرفة الله و تمام معرفته تقتدى دراستنا المتأنية فى كونه الفسيح ومن هنا بدأت أفهم أن الصلاة و الصوم و.....جميع المناسك التى شرعها الله لنا ليست عبادة فى حد ذاتها و لكنها مناسك لعبادته و أنها لن تتم على وجهها الصحيح الا عندما تكون تطبيق لمعرفة تامة لمعنى العبادة الصحيح الذى يتمثل فى اليقين بالله و تمام المعرفة به و اعمار الكون الذى نرى فيه قدرته و دليل وجوده , و أختم حديثى عن هذه الرحلة القصيرة بمقولة للأمام ابن القيم رحمه الله "كيف يجتمع العلم و اليقين و يتأخر العمل" أى أنه كيف للأنسان أن يجتمع له اليقين بالله و تمام العلم به و يتأخر العمل الذى تتم به تمام العبادة له عز و جل.........وفى النهاية أريد أن أطلب من كل شخص قرأ هذه الكلمات تعبير صريح جدا جدا عن رأيه سواء من حيث الفكرة أوالأسلوب لأنه كما قال صديقى عمرو( الله يسامحه هو اللى أقنعنى بموضوع التدوين) أن هذه هى أول مرة أدون فيها و احتمال كبير تكون اخر مرة لو تيقنت انى لست على المستوى المطلوب للدخول الى عالم المدونيين .جزاكم الله خيرا

السبت، ٢٢ سبتمبر ٢٠٠٧

سمسم هيدون يا جدعان

الأول عايز أقول للجميع كل سنة و انتم طيبين و يعود عليكم رمضان القادم و أنتم في خير و سعادة
ثانياً عايز أقول إني فرحان برمضان السنة دي أكتر من أي سنة قبل كده ، لأسباب كتير و خير كتير
ثالثاً عايز أطمنكم على أخونا علاء عصام جبة في كلمات سريعة كده تحت عنوان :
فبذلك فليفرحوا
أخونا علاء قضى قبل رمضان بيومين ، و كان ينوي في رمضان خيراً كثيراً فنحسب أن الله بلغه إياه
إن فيه إخوان لنا كتير قالوا إنهم - كل واحد فيهم - هيختم القرآن في رمضان مرتين مرة لنفسه و مرة لعلاء الله يرحمه
و فيه إخوان له بيهدوا له ثواب صلاة القيام بتاعتهم هذا العام
و إن إخوانه بيدعوا له يومياً على الإفطار
كل ده من فضل ربنا على علاء - الله يرحمه - و بسبب اختيار علاء لصحبة صالحة فنفعته في الدنيا و تنفعه في الآخرة إن شاء الله
و ده كان فيديو علشان نفتكر علاء دايماً من مدونة عمر الجارحي ( أيام من حياتي )0
رابعاً : يسرني و يؤسفني و يفرحني و ينكد عليا في نفس الوقت ، إني أذيع على حضراتكم هذا النبأ السار المؤلم السعيد الحزين

سمسم ، صاحبي الأنتيخ ، قرر يدون ، و مش بس كده ، لأ ، دا قرر يدون معايا في المدونة دي غصب و اقتدار و عافية و فتونة ، و أنا مسلم أمري لله ، و ربنا يستر و يجيب العواقب سليمة
و كالعادة في هذه الحالات لازم نكتب الأكلاشيه الشهير
المدونة غير مسئولة عن رأي الناس اللي بتكتب فيها ، و صاحب المدونة غير مسئول عن أفكار صاحبه
سمسم صاحبي الأنتيخ من فترة كبيرة ، من ساعة ما دخل الجامعة ، يعني بعد ما أنا دخلت الجامعة بسنة ، و على الرغم من إن أنا و سمسم أصحاب من أيام ما كنا عيال صغيرين خالص و كنا بنلعب مع بعض و احنا صغيرين ، إلا إننا أنتمنا لما دخل هو الجامعة
أنا و سمسم متفقين في حاجات كتير ، و مع ذلك باحس إننا بنختلف أكتر ما بنتفق ، و سعداء ببعض جداً و مع ذلك باحس إننا بنخنق على بعض أكتر ما بنفرح بعض ، هي علاقة غريبة عجيبة مريبة بصراحة ، لكن اللي حقيقي احنا الاتنين عارفينه ، إن كل واحد فينا هو صوت الضمير للتاني ، بس صوت الضمير اللي مش بيحب يسمعه ههههههههههههههههه
أكيد سمسم هيكون إضافة قوية للمدونة ، و بالرغم من إننا ممكن نختلف في الآراء و الرؤى ، إلا إننا لازم بنحترم بعض ، و بنتعلم من بعض و ربنا يستر و مانكسرش دماغ بعض ، و اسيبكم مع سمسم و مقالاته اللي هيتحف بيها المدونة
أنا معاكم في انتظاره

الأربعاء، ١٢ سبتمبر ٢٠٠٧

البسمة الباكية


كعادتي هذه الأيام ينتهي يومي بعد صلاة الفجر بقليل ، حيث أحب المذاكرة في وقت الليل و الناس نيام ، و لكن هذه المرة ، على غير سابق استعداد ، تغير الأمر


فذهبت هذا اليوم لصلاة الفجر في المسجد الذي اعتدت أن أراه فيه في الفجر ، و تأخرت قليلاً فدخلت المسجد بعد الركعة الأولى ، لأجد أحد إخواننا يؤم المصلين و لم أعهد منه أن يصلي الفجر في هذا المسجد البعيد عن بيته
و بعد انتهاء الصلاة ، توجه هو إلى الميكروفون و أنا لازلت في الركعة الثانية
و إذا به ينعي وفاة الأستاذ علاء عصام جُبة ، و شعرت بانقباضة في قلبي ، الإسم يشبه اسمه ، و لكن الأمر ليس بالسهل عليّ تصديقه ، انتهيت من الصلاة و خرجت من المسجد لأسأله ، " انت تقصد مين ؟ تقصد علاء ؟؟؟ " قال " أيوه علاء " ، " علاء صاحبنا ؟؟؟ " قال " أيوه هو " ، علاء خريج كلية التجارة ؟؟!! قال هو علاء


لم أصدق نفسي ، و جلست على الأرض أبكي و أبكي ، حتى استوعبت الأمر ، ثم نهضت و قلت له " حصل ازاي الموضوع ده و فين و ازاي ؟؟؟ " و راح يسرد لي الأمر بإيجاز ، فتأكدت منه من موعد الجنازة و من المسجد الذي سوف تخرج منه ، و انصرفت إلى بيتي و أنا انتحب و انتحب كما التائه لا يدري أين تأخذه قدماه ، تركتها تسير فهي تعرف الطريق وحدها ، و كل ما يدور بذهني تساؤلات


هل انتهى الأمر هكذا ؟؟ ، ألن أراه ثانية في صلاة الفجر ؟؟ ، ألن أراه كل جمعة بعد الصلاة ؟؟ ، ألن أراه في مناسبات الإخوة التي كان حريصاً كل الحرص على حضورها ؟؟ هل غابت هذه البسمة إلى الأبد ؟؟ هل كان ملك الموت يتتبعه و هو بيننا ؟؟ لم يغب عني كثيراً ، فقد كنا منذ يومين في حفل خطبة أحد إخواننا ، فهل كان ملك الموت يتتبعه في روحته و غدوته ؟؟


و على قدر ما أضحكتنا يا علاء باسكتشاتك اللطيفة و " قفشاتك " الجميلة ، على قدر ما أبكيتنا برحيلك عنّا


أدخل البيت و أنا انتحب و سمعت والدتي صوت بكائي و أنا بالباب الخارجي ، فخرجت لي مسرعة مندهشة ، تسألني " مالك يا بني ؟!! " و أنا لا أجيب ، و دخلت الشقة و خرجت لي أختي من غرفتها تسألني هي الأخرى ، و استيقظ والدي على إثر نحيبي ، و قد ارتميت بوجهي على " الكنبه " و يسألونني جميعاً و لست مجيباً أحد ، لست أقول غير ( إنا لله و إنا إليه راجعون ) أرددها كثيراً خشية أن ينفلت لساني بما يغضب ربي ، و بعد ما صاروا يسألونني عما بي بإلحاح شديد ، قلت بالكاد " واحد صاحبي مات " و أي واحد هو ؟! ، ليس كأي أحد ، إنه علاء


علاء ، الأخلاق متجسدة في إنسان
علاء ، الذوق و الأدب و الحترام
علاء ، البسمة و الضحكة و الفرح
علاء ، الدعوة المخلصة الصادقة
علاء ، الشباب في عنفوانه و قوته


علاء ، آخر إنسان أتوقع أن نفقده هكذا من بيننا و هو في عز شبابه ، فهو كان - و لا مبالغة - أكثرنا شباباً و حيوية


نهضت من على " الكنبه " و ذهبت إلى الكمبيوتر أستخرج صوره و أبكي ، حتى نهضت و ذهبت إلى غرفتي و استلقيت على سريري أكتم أنفاسي و بكائي ، قررت أن أنام حتى أستطيع أن أصحو للجنازة ، ولكن من أين النوم يأتي ؟!! ، فلم أنم ، رحت إلى الكمبيوتر ، و قررت كتابة التدوينة السابقة ، بعد أن قصصت صور علاء حتى أضعها بالتدوينة
ثم بعدها رحت أخلد للنوم بعد أن أرهقني و أعياني البكاء و بعد أن جفت الدموع من عيني


ليس أمامي وقت طويل ، أنام فقط ساعة و ثلث الساعة حتى أستطيع أن أذهب للمسجد مبكراً ، و بعد أن نهضت من نومي على صوت المنبه ، أحسست بنوع من التوهان ، لا أدري ما هذا اليوم ، هل هو يوم حقيقي ؟

نهضت و أنا أحس بنوع من الذهول ، ارتديت ملابسي و توجهت للمسجد الذي سوف تخرج منه الجنازة ، و لكن و أنا في الشارع أحسست بأن قدماي لا تستطيعان حملي ، فاستوقفت " توك توك " و توجه بي إلى المسجد ، و أنا لا أكاد أصدق بعد ، و أسأل نفسي في حيرة ، إلى أين أنا ذاهب ؟!! ، هل حقيقةً إلى جنازة علاء ؟!! ، هل أنا ذاهب لأودع جثمانه إلى الأبد ؟!! ، هل صعدت روحه إلى بارئها ؟!! ، لست مدركاً للأمر و أبعاده ، لست متهيئاً لهذا الحدث و هو ثاني حدث يمر عليّ كهذا في خلال 6 أشهر فقط بعد أن قضى صديقي الضابط الشهيد محمد عبد الكريم المتناوي شهيداً للواجب و هو يدافع عن فتاة كانت مختطفة بهدف اغتصابها


دخلت المسجد فإذا به ممتلئ بأصحابي و أصدقائي و أناس أعرفهم و آخرون لا أعرفهم ، و لا أكاد أتخيل أن هذا النعش الذي هو أمامي يرقد بداخله أخي و حبيبي علاء ، تقدمت الصفوف حتى أجلس بجواره و لو للحظات قبل أن نودعه للأبد ، و الخطيب والد أحد إخواننا يخطب فينا مواسياً و معدداً مناقب علاء و داعياً له ، حتى حان وقت الصلاة ، و لا أدرك الأمر بجد ، الأحداث تتسارع نحو نقطة واحدة ، الأحداث تتجه كلها نحو تلك النقطة


أفيق من شرودي على التكبير ، و عندما حان الدعاء له ، ارتج المسجد بالبكاء و النحيب ، و تمنيت ألا ينطق الإمام بالتكبيرة الرابعة ، تمنيت أن نظل بقية عمرنا ندعو له ، فمهما دعونا لن نوفيه ، و لكن الأحداث لازالت تتسارع و تنتهي الصلاة ، شيئ عجيب يحدث لي ، أنظر إلى شخص ما فأراه علاء ، أقول في نفسي " علاء أهو ، لسه عايش " ، أقترب منه ، فلا أجده هو ، أقول ربما يشبهه ، أقترب أكثر ، فلا أجد أي شبه ، ليتكرر معي هذا الأمر أكثر من مرة ، فأدركت أنها هلوسة ، أخرج خارج المسجد مسرعاً لأقف على الباب و أستعد لخروج النعش و حمله ، و هم بالداخل يقفون بجواره ينتحبون و يدعون له ، و أخيراً يخرج النعش من المسجد متجهاً إلى تلك النقطة التي تتسارع في اتجاهها


أحمل النعش و لا أكاد أصدق أنني أحمله ، أصبر نفسي بقراءة القرآن و الدعاء له ، و أترك النعش لغيري حتى ينال الثواب ، لأسير بجواره ، و أشغل لساني أحياناً بالدعاء له ، و يلجم البكاء لساني أحياني أخرى


و سريعاً سريعاً نصل إلى تلك النقطة ، حيث القبر مفتوح في انتظار هذا الجسد الطاهر و يوضع النعش ، و يحملون جسد علاء ليدخلوه في هذا المكان الضيق المكتوم ، من هذه الفتحة الصغيرة التي لا تصل في مساحتها إلى مساحة شباك في منزل ، و يعلو صوت البكاء ، و تتابع النظرات الأخيرة على جسد هذا الملاك ، و تمر اللحظات متسارعة ، ثم ، ثم يغلقون عليه القبر و هو فيه وحيد ، لا إنسان منا معه ، تركه الأهل و الأصحاب و الأحباب و الجيران ، أغلقوا عليه الباب بالأقفال ، فلا أنيس منا و لا جليس


وقفنا يخطب فينا أحدهم و يدعو له ، و انصرف الناس و بقينا بجواره لا نريد أن نتركه و نمضي ، ختمنا على قبره القرآن ، فقد كان يوصي إخواننا بأن نختم له القرآن يوم عرسه ، و لكننا نختمه اليوم ، يوم رحيله


و بالكاد استنهضَنا مربيينا لنمضي و نتركه و نحن لا نريد أن نتركه ، و لكن مضينا امتثالاً لسنة نبينا لما ذكرنا بها أحد مربيينا ، و أنا ألقى النظرات الأخيرة على قبره في صمت ، و أتخيل كيف يبيت الليلة وحيد ، في ظلام علينا شديد ، إلى يوم الخلود ، و لكن الله سوف يضيء له قبره ، و سوف يؤنس وحشته إن شاء الله ، إلى أن يدخله برحمته في جنات و نهر ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر


كان هذا اليوم يوماً صامتاً
لم أحدث فيه أحداً إلا قليلاً
رحلت يا علاء يا صاحب البسمات و الضحكات
رحلت و طبعت في قلوبنا

بسمة باكية


اللهم اجعل القرآن له جليساً و أنيساً
اللهم اجعل عمله الصالح له جليساً و أنيساً
اللهم وسع له في قبره مد بصره
اللهم أظله في ظلك يوم لا ظل إلا ظلك
اللهم اسقه يوم القيامة شربة لا يظمأ بعدها أبداً
اللهم أدخل الجنة بلا مناقشة حساب و لا سابقة عذاب
اللهم أسكنه الفردوس الأعلى مع الشهداء و الصدقين و الأنبياء و المرسلين
و حسن أولئك رفيقاً

الاثنين، ١٠ سبتمبر ٢٠٠٧

قلب آخر لم يُخلق للحياة

كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ


إنّا لله و إنّا إليه راجعون


قلوب لم تُخلق للحياة


و قلب آخر لم يخلق للحياة


لم يُخلق للعيش في هذه الدنيا


( و للدار الآخرة خيرٌ للذين يتقون )


علاء

شاب نشأ في طاعة الله


و عمل لدعوة الله

كان على خير خُلق و خير دين

ما أكثر أن قابلته في صلاة الفجر فقد كان حريصاً عليها

لم أكن أراه إلا في الخير

و في زيارة إخوانه سواء في فرح أو في حزن لم يكن يتأخر

سباقاً للخير ودوداً ، قوياً في الحق محباً لإخوانه

طيب النفس ، نقي القلب ، باسم الوجه

عُذِّب في سبيل الله و أوذيَ في سبيل الله


أحسبه كذلك و لا أزكي على الله أحداً و الله حسيبه

و في ربيعه الثاني و العشرين

يرحل عنّا اليوم

و يودعنا

و يتركنا مكلومين محزونين لفراقه

رحم الله أخي علاء و أسكنه فسيح جناته

فقد سأل الله الشهادة بصدق و نالها

فقد مات غريقاً بعد انقلاب السيارة في ترعة المريوطية

الأخ علاء ، ابن الدعوة البار


علاء بين إخوانه


سنفتقد بسمتك الملائكية


علاء في فرح أحد إخوانه يردد : الله غايتنا و الرسول زعيمنا و القرآن دستورنا و الجهاد سبيلنا و الموت في سبيل الله أسمى أمانينا


وداعاً أيها الملاك

أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه

اللهم ارحم أخي علاء رحمة واسعة يعجب منها الأولون و الآخرون

اللهم باعد بينه و بين خطاياه كما باعدت بين المشرق و المغرب

اللهم اغسل خطاياه بالماء و الثلج و البرد

اللهم نقه من خطاياه كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس

اللهم أدخله الجنة بغير حساب و لا سابقة عذاب

اللهم أظله في ظلك يوم لا ظل إلا ظلك

اللهم احشره في رفقة نبينا الكريم محمد صلى الله عليه و سلم

اللهم اسقه يوم القيامة شربة ماء لا يظمأ بعدها أبداً

اللهم أدخله الجنة بغير حساب و لا سابقة عذاب

اللهم أسكنه الفردوس الأعلى مع الشهداء و الصديقين و الأنبياء و المرسلين

اللهم أسكنه الفردوس الأعلى مع نبيك و رسولك محمد - صلى الله عليه و سلم - كما سار على سنته و اتبع هديه و سبيله و جاهد في سبيل دعوته و إعلاء كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله

اللهم إني أسألك لنا و لأهله الصبر و السلوان

اللهم إني أسألك لنا و لأهله الصبر و السلوان

اللهم إني أسألك لنا و لأهله الصبر و السلوان

اللهم لا تحرمنا أجره و لا تفتنّا بعده

اللهم لا تفتنا بعده ، و ألحقنا به على خير في مستقر رحمتك

اللهم كما جمعتنا في الدنيا ، اجمعنا في الآخرة في جنتك على سرر متقابلين

اللهم إنه كان يبحث عن زوجة صالحة ، فزوجه بالحور العين

في جنة الخلد يا رب العالمين

لم تحبنا إلا في الله ، أحبك الذي أحببتنا فيه

يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي


الخميس، ٦ سبتمبر ٢٠٠٧

إلى أختي المدونة الصغيرة بسمة

المدونة الصغيرة أختي بسمة صابر علام صاحبة مدونة فوق .. صحصح


تابعت مدونتك منذ اليوم الأول الذي عرفتها فيه من خلال مدونة كش ملك
و سعدت كثيراً بانضمامك إلى عالم التدوين إلى جانب أختنا الصغيرة الوردة الزرقاء شقيقة أخي و حبيبي د. أحمد الجعلي ، و سعدت أيضاً عندما قرأت كلماتك عن الطابع الخاص لمدونتك و لمست فيك أملاً كبيراً



و تابعت أيضاً تدوينتك الأخيرة و قرأت المقال الذي نشره محمد عبد العاطي على موقع عشرينات ، و تابعت أيضاً التعليقات ، و أسفت كثيراً لهذا المشهد الغريب



أختي الصغيرة بسمة ، لن أخوض كثيراً في تحليلي الشخصي لهذا المشهد و الذي قد يكشف لك شيئاً من حقيقية الأمر و تداعيات المشهد و كيف ظهر بهذه الصورة لأنني لا أريد أن أخرج رسالتي إليكي عن مضمونها الذي أردت لها
إنما كانت هذه الرسالة إليك أبث فيها بعضاً من خواطري المبعثرة في ذهني على إثر ذلك المشهد


و لكن قبل ذلك أود أن أعتذر لك بالنيابة عن الإخوان المسلمين إذا كانت بعض تعليقات المتحمسين للجماعة على مقال محمد عبد العاطي قد حملت نوعاً من السخرية أو التهكم أو الشدة أو أي كلمة أصابتك بالضيق أو تسببت في أي قدر من الألم النفسي لك



أقول تعليقات المتحمسين لجماعة الإخوان المسلمين و ليس أعضاء الجماعة ، فهذه التعليقات لا تكون أبداً لأعضاء من جماعة الإخوان المسلمين ، فقد عرفتهم جيداً ، و تربيت في السنتين الأخيرتين من عمري داخل صفوفهم ، و أصبحت واحداً منهم ، و أعرف كيف يتقبلون كل مخالف لهم ، و كيف أنهم يقابلون الفكرة بالفكرة و الرأي بالرأي و لا يتعرضون إلى الأشخاص أو الهيئات بالتجريح ، و إنما نقبل الأخر و ندعوا إلى سبيل ربنا بالحكمة و الموعظة الحسنة
هذه التعليقات على المقال ليست إلا لشباب متحمسين للجماعة ممزوج باندفاع الشباب أو ربما لشباب ليس لهم علاقة تنظيمية بالجماعة و لكن يرون الظلم الواقع على الجماعة يوماً بعد يوماً فيندفعون أحياناً في مهاجمة كل من يخالفها أو يراها بصورة بعيدة إلى حد ما عن الواقع



أقول هذا عن معرفة بطبيعة هذه التعليقات ، و ذلك أنني كنت كذلك قبل أن أنضم للجماعة ، كانت تعليقاتي على المهاجمين للجماعة أشبه بهذه التعليقات و كان اندفاعي أكثر من ذلك و حماسي و تعصبي للجماعة أكثر قبل أن أنضم للجماعة بينما كان أعضاء الجماعة ليسوا بهذا الاندفاع و التعصب في الدفاع عن الجماعة



و بعد انضمامي للجماعة تعلمت أن أولوياتنا تنصب أولاً على العمل و نشر فكرتنا و الدعوة إليها ، و المخالفين لنا في الرأي نتقبل نصائحهم و نأخذها بعين الاعتبار دائماً و نستفيد بها ، و بعد ذلك لا وقت لشيئ آخر



و تعلمت بداخل الجماعة أن كسب القلوب أهم من الانتصار للفكرة ، فقد ينتصر الفرد لفكرته و يخسر قلوب الناس و لكننا لا نفعل ذلك و لا نحبه ، و نسعى دائماً لكسب قلوب الناس أولاً و هذا بالطبع لم أجده في التعليقات على المقال مما يجعلني على يقين أنه لا يوجد أي أحد من المعلقين على المقال من الأعضاء الفعليين للجماعة


لا أخفي سعادتي بأن صغيرة في عمرك عندها الاهتمام بتكوين فكرة عما يدور حولها ، و عندها الاهتمام بتكوين فكرة عن جماعة الإخوان المسلمين ، أياً كانت هذه الفكرة و مضمونها إلا أن ذلك يبعث على الأمل

أختي الصغيرة بسمة ، لست بصدد دعوتك لحب جماعة الإخوان أو تعريفك بها و تغيير فكرتك عنها ، فمن خصائص دعوة الإخوان " إيثار الناحية العملية الإنتاجية على الدعاية والإعلانات " (1) ، و لكني في هذه الرسالة بصدد أن أقول لك تعالي و إن اختلفنا ، تعالي أن نبتغي نفس الهدف و أن نسلك نفس السبيل و إن اختلفت طرقنا في السير

السبيل الذي سلكه رسول الله صلى الله عليه و سلم ، سبيل الرسل و الأنبياء " قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ " (2) ، تعالي نسير في هذا السبيل كل بطريقته نبتغي جميعاً هدفاً واحداً ألا و هو رضا الله سبحانه و تعالى

تعالي ندعو إلى الله كما فعل الرسول الكريم و أصحابه الأبرار
ندعو إلى الله بالعلم و التعلم و التفوق و التقدم
ندعو إلى الله بنشر تعاليم دينه الحنيف
ندعو إلى الله بنشر القيم السامية و الأخلاق الطيبة

أختي الصغيرة بسمة ، إن كل مظلوم في هذا العالم سواء كان مسلماً أو غير مسلم إنما ينتظر عودة المسلمين ليقودوا العالم بالإسلام فينشروا فيه العدل و ينصروا الضعيف كما فعل المسلمون الأوائل ، فالعالم ينتظر المسلمون ، و المسلمون ينتظرون العرب ، و العرب ينتظرون مصر ، و مصر تنتظر شبابها و أبنائها ليرفعوا هذا الظلم من العالم ، و أنت واحدة منهم

فاعلمي أختي الصغيرة أنما أنتي أمل كل أم ثكلى غاب عنها ولدها بين رصاصات الغدر أو في سجون الظلم ، و أنت أمل كل طفل أو طفلة فقدوا أبائهم أو أمهاتهم تحت نيران مدافع الظلم و العدوان و عاشوا لوعة اليتم و الوحدة ، أنت أمل كل أرملة فقدت زوجها عائلها وعائل أبنائها
أنت أمل كل طفل من أطفال الشوراع في حياة كريمة ، أنت أمل كل يتيم في لمسة حانية وحياة طيبة ، أنت أمل كل فقير معدم لا يقدر على كسب قوت يومه في أن يحيا كريما بين الناس ، أنت أمل كل من فقد أرضه وعرضه في أن يسترد كرامته ، أنت أمل كل صاحب حق ضاع حقه ظلماً





أنت من ستثأرين للعدل من الظلم ، لمحمد الدرة و إيمان حجو من المعتدين الغاصبين ، أمل لكل جنين بقرت بطن أمه وهي تحمله ، أنت أمل هدى غالية التي فقدت أسرتها كاملة علي شواطئ غزة بصواريخ الاحتلال الغاشم ،
أنت أمل العالم في الخير .. في الحب .. في السلام

فانطلقي في هذه الحياة مستعينة بالله مستمدة تأييده و عونه رافعة لواء الحق والعدل والحرية داعية إلي الحب والسلام والصدق والأمانة والرحمة والخير ، إلى كل القيم السامية والأخلاق الحميدة

واجمعي حولك كل من لهم نفس أفكارك و مبادئك و اعملوا سويا " و تعاونوا على البر و التقوى " (3) " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " (4) ، فإن " يد الله مع الجماعة " (5) ، ولا تكوني أبدا علي الطريق وحدك فــ " إن الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم يأخذ الشاة القاصية والناحية " (6) ، وابحثي لفكرتك عن مؤيدين في كل أرجاء العالم و اعملوا معاً حتى تكون دعوتك عالمية وتكوني كرسول الله صلى الله عليه وسلم " رحمة للعاملين " (7

واعتذري لمخالفيك بل وتعاوني معهم فيما تتفقين معهم عليه ، واجعلي ارضية مشتركة بينك وبين الجميع واجعلي دعوتك دعوة تجمع ولا تفرق ، و إن اختلفت الأراء فلا تدعي الخلاف يتعدى إلى القلوب واكسبي قلوب مخالفيك بالكلمة الطيبة والتهادي " تهادوا تحابوا " (8) واجعلي شعارك معهم دائما " نتعاون فيما اتفقنا عليه ، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه

ولا تيأسي أبداً من ر وح الله ومن نصره
" ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون " (9
" ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز " (10
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (11
وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ * (12

و امتثلي دائماً لآيات القرآن التي خاطب فيها الله المؤمنين و احفريها في قلبك
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ * (13

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً (14

و حققي في نفسك و في من حولك صفات المؤمنين

إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15

قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * (16

و اجعلي دوماً أمام عينينك و في قلبك هذا الشعار و اكتبيه في كل مكان حولك
" أصلح نفسك ، و ادع غيرك ، و لا تكن وحدك "

و اعلمي و أنتي مقبلة بعد سنين قليلة على مرحلة الشباب " إنما تنجح الفكرة إذا قوي الإيمان بها ، وتوفر الإخلاص في سبيلها ، وازدادت الحماسة لها ، ووجد الاستعداد الذي يحمل على التضحية والعمل لتحقيقها . وتكاد تكون هذه الأركان الأربعة : الإيمان، والإخلاص ، والحماسة ، والعمل من خصائص الشباب . لان أساس الإيمان القلب الذكي ، وأساس الإخلاص الفؤاد النقي ، وأساس الحماسة الشعور القوي ، وأساس العمل العزم الفتي ، وهذه كلها لا تكون إلا للشباب. ومن هنا كان الشباب قديما و حديثا في كل أمة عماد نهضتها ، وفي كل نهضة سر قوتها ، وفي كل فكرة حامل رايتها " (17
انتهت الرسالة
ربما تكون بعض كلماتي صعبة أو كبيرة عليك و ربما لا ، و لكن هي رسالتي لك ، اقرأيها كل سنة تكبرين فيها و تلمسي فيها في كل سنة تكبرينها معانٍ جديدة و فهماً جديداً و قراءة جديدة أكثر نضجاً و من قلب الحياة

و أخيراً أعتذر إن كنت أطلت عليك ، و أرجو ألا أكون أزعجتك بكلماتي ، و أسأل الله أن ينفعك و ينفعني بها




----------------------------------
1- رسالة المؤتمر الخامس ، كتاب مجموعة رسائل الإمام الشهيد حسن البنا
2- سورة يوسف ، آية 108
3- سورة المائدة ، آية 2
4- سورة آل عمران ، آية 103
5- سنن الترمذي ، و عارضة الأحوذي
6- مسند الإمام أحمد ، و تخريج الإحياء
7- سورة الأنبياء ، آية 107
8- بلوغ المرام
9- سورة يوسف ، آية 87
10- سورة الحج ، آية 40
11- سورة النور ، آية 55
12- سورة القصص ، آية 5 و 6
13- سورة الحج ، آية 77 و 78
14- سورة النساء ، آية 135
15- سورة الحجرات ، آية 15
16- سورة المؤمنون ، آية 1 - 9
17- رسالة إلى الشباب ، كتاب مجموعة رسائل الإمام الشهيد حسن البنا