الخميس، ٧ فبراير ٢٠٠٨

تاج من طيف 1.. سراج وهاج


السلام عليكم
أنا باعتذر عن غيابي الفترة اللي فاتت
دربكة كبيرة و زحمة
امتحانات البكالوريوس .. البحث عن عمل .. ثم العمل .. التدريب .. الخطوبة .. النتيجة
يااااااااااااااااااااااااه ،، حاجات كتيييييييييييييييير أوي بصراحة
دا غير إني كنت عايز أعوض فترات النوم اللي سهرتها أيام الامتحانات
لكن الحمد لله
كل حاجة متجهة إلى انضباطها إن شاء الله

امبارح ظهرت النتيجة ، و الحمد لله نجحت في البكالوريوس بتقدير تراكمي امتياز مع مرتبة الشرف
و النهارده إن شاء الله الخطوبة ،، كمان شوية هاروح أهو

دعواتكم جميعاً


كمان فيه لخبطة كتيرة في الدماغ ، من مواضيع كتير ، اللي بيحصل في غزة ، على موجة الغلاء و خصوصاً إني داخل على زواج ، عن انطباعي عن الحياة الطبية بعد دوخلي لها ، على الحياة السياسية في مصر و ما تشهده من ركود ، و رأي أم راوية في مصر اليومين دول


هاكتب إن شاء الله في كل ده ، لو توفر لي الوقت ، و كمان بعد ما أنشر إجابة التاج اللي من طيف


التاج بتاع طيف تاج متميز جداً ، بيدور على أفكار و مفاهيم في دماغ الناس ، تاج جديد من نوعه ، لدرجة إني هجاوب عليه إن شاء الله في 3 تدوينات


التدوينة الأول بعنوان


سراج وهاج



كان السؤال : قال الشافعي " رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب" فهل تنطبق هذه القاعدة على الدين .. هل ترى ان الدين الذي تؤمن به هو الدين الحق و ربما يكون الاخرون على حق ايضا فيما يؤمنون به من اديان .. ام ان دينك الحق و سواه باطل ؟

بداية أحب أن أقول أنني أرى أن اتباع الحق لهو أعظم الأخلاق لا شك و أعلى المبادئ و القيم ، و في المقابل منه اتباع الهوى ، و الذي لا يبغي شيئاً إلا تحقيق مصلحة النفس بغض النظر عن المبادئ و القيم و الأخلاق و المثل
فاتباع الحق خلق و فضيلة لا تتوفر عند أكثر الناس
و ربما من المشاكل الكبيرة في هذا الصدد ، مشكلة نقص المعرفة و محدودية الثقافة لدى أغلب الناس ، و لذا أرى الحق أن يتبع الإنسان أحق ما علم و عرف

و أحب أيضاً أن أذكر أن الإيمان " مطلق الإيمان " هو التصديق ، و أن الكفر " مطلق الكفر " هو الجحود و الإنكار ، و كل مؤمن بشيء هو كافر بنقيضه لا شك ، و هذا أمر لا يشمل فقط الأديان ، و لكن يشمل أيضاً الأفكار و الأيديولوجيات و مختلف الاعتقادات
و هكذا ، فالمؤمن بالاشتراكية كافر بالرأسمالية ، و المؤمن بالدين كافر بالإلحاد ، و المؤمن بالفاشية كافر بالليبرالية ، و المؤمن بالإسلام كافر بالبوذية و الهندوسية و كافر لا شك بما يخالف عقيدته في عقائد المسيحيين و اليهود ، و مؤمن بما يوافق عقيدته في عقائدهم ، كوجود الملائكة مثلاً و وجود الجن و وجود دار آخرة .
و هكذا فالعكس صحيح أيضاً ، فاليهودي كافر بالإسلام ( ينكره و يجحده )0
لذا فإن الإيمان و الكفر ليست صفات تدل على الحق أو الباطل في ذاتها و لكن بما تنسب إليه
ثم بعد ذلك ، لي حول السؤال ثلاثة خواطر
* الأولى
من حيث العقيدة فإنني كمسلم أعتقد في أن كل إنسان يعتنق ديناً غير الإسلام فهو على عقيدة باطلة ، و هذا من أسس الاعتقاد الإسلامي ( إن الدين عند الله الإسلام ) . آل عمران آية 19

و لاعتقادنا في تحريف الديانات السماوية السابقة للإسلام
و لكن مع اعتقادي هذا فلست أقول أن كل معتقد لدين غير الإسلام هو من أهل الباطل ، فقد يكون من أهل الحق ، لأنه قد يكون معتقداً أحق ما عرف و علم و استطاع أن يفرز
فلو أخذنا مثال رجل أمريكي يهودي بسيط يعتنق اليهودية لأنها أحق ما علم و عرف و هو لم يسمع بالإسلام ، أو لم يصله عن الإسلام غير صورة مشوهة ، أو أنه يرى أن أهل الإسلام أهل تأخر عن بقية الأمم ، فيظن أن العيب في الإسلام و أن من يعتقده لابد و أن ينحدر إلى أسفل

* الثانية
أننا ينبغي أن نتعامل مع الناس على أساس من موقفنا من أعمالهم و سلوكهم و ليس على أساس من موقفنا من عقائدهم
فينبغي أن أرحب بكل من ينادي بالقيم السامية و المثل العليا و الأخلاق الحميدة و فعل الخير و فضائل الأعمال و يحققها في نفسه ، يجب أن أرحب به و أعمل معه على نشرها بغض النظر عن ديانته و معتقداته ، و يجب أن أنبذ كل من ينادي بالنقيض من ذلك و يحققه في نفسه – بالطبع بعد أن أنصح له و أبين له ما يرتكب من خطأ ثم لم يعدل عن ذلك – أيضاً بغض النظر عن ديانته و معتقداته ، بل و قد يصل الأمر إلى محاربته و قتاله حتى و إن كان مسلماً
(وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ )0 الحجرات – آية 9
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (انصر أخاك ظالما أو مظلوما قالوا يا رسول الله هذا ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما قال تأخذ فوق يديه.)0
و لعلنا نلحظ في هذا الحديث اندهاش الصحابة و استغرابهم في أول الأمر لما فهموا من أن ينصروا الظالم حتى و إن كان أخاً لهم في الدين ، و ذلك لحرصهم دوماً على اتباع الحق و نصرته
و رب مسلم مفسد في الأرض ، و رب بوذيّ مصلح في الأرض
و لعل المسلم المفسد في الأرض يُنكر عليه إفساده أكثر من غيره ، و لعل المتدين المفسد يُنكر عليه إفساده أكثر من غير المتدين ، ذلك لمعرفتهم الحق و جحودهم له ، بينما غيرهم لم يعرف هذا الحق

* الثالثة
أنني ضد الاستفزاز الذي ملأ مجتمعاتنا ، فليس من التعقل استعداء الآخر و استفزازه بشكل مستمر ، فكثيراً ما يتردد في وسائل عدة بداعٍ و بغير داعٍ أن النصارى كافرون و اليهود كافرون ، و الطعن في عقائدهم على مسمع و مرأى منهم ، في خطب الجمعة و الميكروفونات تسمع الجميع ، و شرائط الكاسيت بالمواصلات و القنوات الفضائية ، و ما إلى ذلك من مظاهر عديدة
فضلاً عن الدعاء عليهم في الصلوات ، مثل ما يتردد " اللهم أهلك اليهود ، و يتم أطفالهم ، و رمل نسائهم ، ... إلخ "
و ربما يكون من اليهود من يناصر قضايانا و يرى أننا مظلومون ، فلما يجد ذلك منا يحزن و يمتنع ، فضلاً عن ذلك فإننا نغلق قلوبهم من ناحيتنا، فإذا ما دعوتذلك الآخر إلى حوار أو إلى فكرتك أو حتى إلى أن يسمعوا لك ، فإنك ستجد لا شك أن قلوبهم مغلقة قبل آذانهم
و هذه الأدعية لم ترد عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و إنما كان دعائه بأن ينصره الله على أعدائه ، و لم يدعُ الله أبداً بأن يهلك قوماً أو أصحاب ديانة عادوه
هذه الأدعية سماها الشيخ يوسف القرضاوي بـ " الأدعية المستفزة "

يبقى أخيراً أن أورد قصة رواها الأستاذ فهمي هويدي ثم أعلق عليها
يقول الأستاذ فهمي هويدي
" استطاع إمام مسجد التقوى في بروكلين – حي الفساد الشهير في نيويورك – أن يحدث انقلاباً اجتماعياً في منطقته ، صارت قصته على كل لسان ، ففي خلال سنوات معدودة ، قاد الشيخ سراج وهاج – و هو من المسلمين الأمريكيين السود – حملة من المسجد للدفاع عن الأخلاق و الفضائل ، استأصلت بكفاءة مثيرة للانتباه الكثير من الشرور التي استوطنت في الحي ، من الشذوذ و الدعارة إلى الإدمان و السرقة و التسول
لما لقيته هناك ، سألته : كيف فعلتها ؟ ، رد قائلاً : إن الأمر بسيط للغاية ، فقد كنت أردد في المسجد ، و في كل مكان ، إن إسلام المرء لا يستقيم إلا إذا تطهر من تلك الشرور ، و كانت النتيجة أن المسلمين السود أول من بادر بالاقتناع و الاستجابة و فوجئ الآخرون بأن تجمعات المسلمين أصبحت أنظف و أرقى مما كانت عليه من قبل ، و تسائل بعضهم : لماذا نجح المسجد في هذه المهمة ، بينما تقف إلى جواره معابد أخرى أكبر و أقدم لم تحقق مثل هذا الإنجاز ؟ و بعدما تردد السؤال أكثر من مرة ، و راج بين الناس ، كانت المفاجأة التالية أن تزايد عدد المقبلين على الإسلام ، بصورة غير متوقعة "
انتهت القصة كما رواها الأستاذ فهمي هويدي
و السؤال الذي أطرحه الآن ، عن أولئك الذين أقبلوا على الإسلام بعدما تردد السؤال و راج بين الناس ، و بعدما رأوا بأعينهم نموذج متميز لتطبيق الإسلام ، ترى قبل أن يعتنقوا الإسلام ، هل كانوا من أهل الحق أم من أهل الباطل ، أم أنهم هم و الكثيرون غيرهم لم يجدوا إلى طريق الهدى و الحق سراج وهاج