الأربعاء، ١٦ أبريل ٢٠٠٨

اسود ، عن العسكرية

أكتب هذه التدوينة ، و قلبي يقطر كلماتها كلمة كلمة

أترككم مع الكلمات






أعتذر عن الإطالة

الاثنين، ١٤ أبريل ٢٠٠٨

post جامد


أهدي هذا البوست إلى من أهديتها عمري كله ، شريكة حاضري و مستقبلي منة الله



عندما كنا نتحدث عبر الهاتف عن آخر تدوينة لها ، قالت : " لا أشعر أن التدوينة قوية " ، فقلت لها : " أقول لك الحق ، و أنا كمان لم أشعر بأن التدوينة قوية ، فأنا دوماً معتاد منك في كتاباتك على الابتكار و التجديد ، و ما عدا ذلك أشعر بأنه أقل من المستوى الذي اعتدته منك " ، فقالت " معك حق "0

و لكني بعد المحادثة سألت نفسي ، ما هي المقاييس التي نحكم بها على كتاباتنا و التي تجعلنا نضعها في مكان من القوة و الضعف ؟؟0

بالطبع هناك مقاييس كثيرة نحكم بها على كتاباتنا
من تلك المقاييس
-الفكرة ( من حيث كونها مبتكرة أو تقليدية ، و من حيث ملائمتها للزمان و المكان ، ... إلخ )0
-السرد و طريقة العرض
-اللغة و قوتها

و لكن هناك مقياس آخر مهم جداً ، بل لا أشعر أنني مبالغاً إن قلت أنه هو الأهم في وجهة نظري
ألا و هو : مدى تعبير ما أكتب عما يدور بداخلي

لا أجد في الحقيقة جدوى في أن أكتب فكرة جديدة و مبتكرة ذات طريقة عرض جذابة و لغة قوية و هي في النهاية لا تعبر عما بداخلي ، أو لا تقول ما أريد أن أقول
فصدق الإحساس لا نقرأه في السطور ، و لكن نلمسه بين السطور ، و لا نستشعره إلا إذا كان الكلام يعبر عن صاحبه و يسطر مكنون نفسه

ليس صعباً أن نكتب كلمات منمقة أو نصوغ أفكار براقة ، إن ما هو صعب فعلاً ، أن نخرج هذا الإحساس القوي بداخلنا في صورة كلمات

فنحن ننجح عندما نكتب ما بداخلنا و ما يجول بخواطرنا ، نحن ننجح في كتاباتنا عندما نكتب أنفسنا و نرسم أحاسيسنا ، لتنساب في عذوبة و سلاسة

و الآن ، أشعر ، بل و أؤمن بأن التدوينة كانت من أقوى ما كتبتي ، عبرت عن داخلك ، رسمت إحساسك ، لونت أفكارك ، يا ملونتي

الأربعاء، ٩ أبريل ٢٠٠٨

اضراب 6 أبريل



6 أبريل ،، كان يوماً غريباً من نوعه ، و لكن كان الأغرب منه ، كل ما تبعه
خواطر كثيرة جالت بتفكيري عن ذلك اليوم الغريب
كان أولها عن :0

ما حدث في المحلة

و في الحقيقة ليس ما حدث في المحلة بعينه – من حرائق و تخريب و اشتباكات مع الشرطة و ما إلى ذلك - ما أذهلني ، و لكن ما أذهلني أكثر ، ما شاهدته في برنامج العاشرة مساءً ليلة الإضراب ، أو بمعنى أدق ، ما سمعته من ضيوف البرنامج
هم كانوا 4 ضيوف ، أحدهم لواء شرطة و الثاني عضو مجلس الشورى ، و الثالث النائب سعد الحسيني عضو مجلس الشعب – و أحد نواب الإخوان - ، و الرابع لم أنتبه لمنصبه
الكل أجمع - و أنا أؤيد ذلك – أن ما حدث لا يليق و لا يصح ، و لكن المبالغات التي قيلت عن عدم وجود انتماء و عدم حرص على مصلحة الوطن تثير تفكيري كثيراً ، حتى و إن صحت هذه المبالغات ، و لكن ، ألم يرى الذين قالوا ذلك الكلام – و هم لواء الشرطة و عضو مجلس الشورى – غياب الانتماء لدى المحتكرين ؟ ، و هم يعرفونهم جيداً ، ألم يروا غياب انتماء لدى المختلسين و المرتشين و الفاسدين ؟ ، ألم يروا غياب انتماء لدى من يقوموا بتزوير الانتخابات ؟؟ 0
إن ما حدث في المحلة من تخريب لا يعد شيئاً يذكر بجانب ما خربه المحتكرون و الفاسدون و المرتشون
لا يعد شيئاً بجانب مشكلة العبارة التي غرقت ، و التي هرب صاحبها عضو مجلس الشورى – زميل الضيف العضو في مجلس الشورى – بمساعدة أو قل بتغاضٍ من الحكومة ، فكلا الأمرين كارثة
إن ما حدث في المحلة من تخريب لا يعد شيئاً يذكر بجانب احتكار الحديد و الأسمنت و السلع الغذائية ، فضلاً عن تهريب الدقيق و بيعه في السوق السوداء ، و كل هذا على مسمع و مرأى من الحكومة
إذن أين الانتماء عند كل هؤلاء ؟؟0

ثم لم تطلبون من الشعب أن يكون عنده انتماء ؟! ، الشعب يشعر أن البلد ليست ملكه ، بل هي ملك خاص للنظام و الحكومة ، و الشعب ليس له فيها شيء ، فالحكومة باعت ممتلكاته دون إذنه ، و النظام يختار له من يمثلونه ، و يصدر القوانين كيف ما يشاء ، و يعدل الدستور كما يحب ، و يبني ما يريد ، و يهدم ما يريد ، لا أحد يستطيع محاسبته أو ردعه عن شيء يمضي فيه ، و الناس مطحونة ، مهانة في كل مكان ، أصبحت حتى لا تستطيع توفير قوت يومها ، إلى أن وصل الأمر إلى رغيف العيش الحاف
أي انتماء تسألون عنه ، بعد ضياع كرامة الإنسان المصري في كل مكان و في كل شيء ؟؟0
و إن كان بعد كل ذلك لا تزال نظرية المؤامرة تسيطر على تفكيري في هذه النقطة ، بأن الفوضى و التخريب ورائهم الأمن ، و أن الأمن هم من دسوا تلك العناصر التي أثارت هذا الشغب
أو إذا أحسنت الطن بهم أرجح ، أن التعامل الغبي للأمن مع المواطنين قد يؤدي بهم إلى أكثر مما حدث


ثاني خاطرة عن:0

مفارقات

كنت جالساً يوم الإضراب مع شخصية كانت عميدة إحدى الكليات العملية و مسئولة في إحدى المناصب الحكومية المتعلقة بالمعلومات ، و دار بينهما حديث عن الإضراب
العميدة تقول : اللي بيعمله الإخوان ده كتير و البلد مش مستحملة
و المسئولة المعلوماتية تقول : بصراحة معاهم حق ، اللي الناس فيه ده صعب أوي
دهشت كثيراً مما قيل
فشخصيات مثل تلك و في هذه المناصب لا تعرف أن الإخوان رفضوا أن يشاركوا في الإضراب ، فضلاً عن أن يكونوا هم منظميه ، هذا يدل على مشكلة كبيرة في اختيار المسئولين في مصر ، كيف يكون هناك شخصيات مثل هذه الشخصيات على هذا القدر من التغيب ، و مسئولة عن المعلومات !!!!! عجبي
أما ما جذبني أكثر ، هو أن ينسب عمل سياسي معارض لم يشارك فيه الإخوان ، أن ينسب هذا العمل للإخوان
إلى هذا الحد لا يعتبر الناس أي قوة من القوى السياسية غير الإخوان ، إلى هذا الحد أصبح في ذهن الناس أن اللاعب الأول و الأخير في صفوف المعارضة هم الإخوان
أما الأحزاب و الحركات المعارضة الأخرى ، فإن الناس لا تؤمل فيها كثيراً ، و لا تعتبر لها كثيراً
وضع محزن و لا شك ، أن تختصر الحياة السياسية في بلد كبير مثل مصر في الحزب الوطني و الإخوان
و بما أن الحزب الوطني لا يمارس السياسة ، بل يمارس البلطجة ، فمعنى ذلك أن الناس لا ترى أحداً يمارس السياسة في مصر إلا الإخوان ، و لا عزاء للحياة السياسية في مصر

ثالث خاطرة:0

موقف الإخوان المسلمين

بالطبع كنت أتمنى أن يشارك الإخوان في الإضراب ، و لكن وجدت أن عدم مشاركتهم خير و أصح ، لأسباب كثيرة ، منها
أن الإضراب لم يكن على المستوى التنظيمي المطلوب ، و ما عرف عن جماعة الإخوان أنها جماعة غاية في التنظيم ، فالتنظيم أهم ما يميزها
أن ما حدث من فوضى و تخريب ، كان و لا شك سوف ينسب إلى الجماعة ، و الوضع لا يحتمل ذلك ، لأن الجماعة تكون حريصة دوماً على أن تكون في تنظيمات تمنع دخول العناصر التي تثير الشغب في وسط تلك التنظيمات ، و هذا التنظيم كان يحتاج إلى وقت كبير لإعداده ، و هذا مل لم يكن متاحاً بالنسبة
إن السبب الذي ساقته الجماعة لعدم قبولها المشاركة ، و هو أنه لم يؤخذ رأي الجماعة في الأمر ، قد يراه البعض ليس بسبب قوي ، أو أنها ( حجة فارغة ) ، و لكن في الحقيقة أن الأمر ليس بالصورة التي يراها الناس
إن جماعة الإخوان المسلمين كما يعلم الجميع تقوم في إدارتها على أساس من الشورى ، و أمر كبير مثل أمر الإضراب ، لابد و أن يؤخذ فيه آراء أعضاء الجماعة ، و بالتالي فلابد أن تنزل الشورى في هذا الأمر إلى قواعد الجماعة ، و يؤخذ فيها الرأي ، ثم ترجع تلك الآراء إلى رأس الجماعة بناء على رأي الأغلبية
هذا الأمر يحتاج إلى وقت ليس بالقليل ، و هو ما لم يتوفر ، فالوقت بين الإعلان عن الإضراب و حدوث الإضراب ، لم يكن كافياً


أما الخاطرة الأخيرة هي:0

عدم اعتصام عمال المحلة

ما تردد عن إضراب 6 أبريل ، أنه دعوة انطلقت من عمال غزل المحلة ، فكيف يكونوا أصحاب الدعوة ثم لا يعتصموا ، الأمر الذي لم أعرف له تفسير مقنع إلى الآن


في النهاية ، أحب أن أقول ، أن فكرة الإضراب فكرة قوية ، و العصيان المدني هو أحد الوسائل المطروحة للخروج من هذا الوضع المتأزم ، و من تحت سيطرة هذا النظام البوليسي الغاشم ، و لكن لا شك في أن الأمر يحتاج إلى قرار موحد من كل قوى الشعب ، و أيضاً يحتاج إلى تنظيم دقيق يضمن نجاح تلك الوسيلة