الأربعاء، ٢٧ يونيو ٢٠٠٧

رسالة إلى رسالة






السلام عليكم

هذه التدوينة تحتوى على مجموعة من المعاني أوجهها في المقام الأول لنفسي ثم لزوارالمدونة الكرام



............................


منذ ما يقرب من أسبوعين تلقيت اتصالاً هاتفياً من جمعية رسالة – فأنا متطوع بالجمعية منذ أكثر من ثلاث سنوات - يخبرونني عن مشاركة الجمعية بأحد المعارض الكبرى التي تقام بالقاهرة هذه الأيام للقيام بحملة دعاية و جمع تبرعات للجمعية و أنشطتها المختلفة و يدعونني للمشاركة
و قد سعدت كثيراً و أخبرتهم في الحال بأنني مستعد للمشاركة و خصوصاً أنني في فترة أجازة قصيرة و ليس عندي ما يشغلني
ذهبت أولاً للاجتماع التحضيري للمعرض لتلقي محاضرتين عن مهام المتطوعين في المعرض

ثم كان أول يوم من أيام المعرض و لاحظت شيئاً لا أعرف له تفسيراً و هو التواجد القوي للفتيات و التواجد الضعيف للشباب ، و هو الأمر الذي استمر خلال كل أيام المعرض و الأمر الذي ألاحظه كثيراً في أغلب الأعمال التطوعية ،، هل لدى أحدكم تفسير لهذه الظاهرة ؟

ركبنا السيارات و اتجهنا لمكان المعرض و وصلنا نحن المجموعة القادمة من فرع المهندسين و كان عددنا كبيراً لنلتقي أعداد أخرى كبيرة قادمة من فرعي المعادي و مصر الجديدة ، العدد أصبح كبيراً جداً يتعدى الـ 100 متطوع ، الأمر الذي أزعج المنظمين كثيراً ، و حين تحدث المنظمين عن العدد الهائل ، رد عليه أحد المتطوعين الغير مسئولين بشكل غير لائق مما أثار استياء المنظمين لتنتهي الأمور إلى غضب المنظمين و اتخاذهم قرار بألا يتعدى العدد المشارك خمس متطوعين فقط

و بالتالي طلب المسئولون من باقي المتطوعين مغادرة المعرض و بالفعل غادر المتطوعون المعرض إلى بيوتهم و لكن من حسن حظي أنني لم أغادر مباشرة ، حيث كان قاد حان موعد صلاة الظهر ، فتوجهت أنا و متطوع آخر كنت - قد تعرفت عليه هناك ، فهو من فرع مصر الجديدة - لأداء الصلاة سوياً و بعدها اقترح عليّ التجول في المعرض نشاهد المعروضات سوياً
و بعد الجولة توجهنا إلى مقر رسالة في المعرض و استأذناهم في أن نبقى معهم باقي اليوم فوافقوا
كم كنت سعيداً و حمدت الله أن كتب لنا أن نشارك في هذا العمل ، لأشهد بعد ذلك ما لم أتوقع أن أشاهده من نماذج أكثر من رائعة من الشباب و الفتيات المتطوعين الجادين العاملين لوجه الله لا لشيئ سواه و كان العدد يصل أحياناً إلى 15 متطوع بالكاد حتى لا يغضب المنظمون و يغلقوا لنا مكان العرض " البارتيشن "

فأرى هذا المهندس و صديقه الطبيب يقفان في المنطقة المفتوحة بالمعرض – الغير مكيفة – في عز الحر و الجو الخانق في الأيام الماضية يبيعان مناديل الكلينيكس الخاصة بالجمعية و التي يدخل ربحها لصالح الأنشطة المختلفة بالجمعية ، المنظر لا يختلف كثيراً عن ذلك المنظر المعهود في إشارات المرور

و أرى تلك الفتاة التي تقف على قدميها منذ بداية المعرض و حتى انتهائه تُعرف الزوار على الجمعية و أنشطتها ، لا تستريح إلا قليلاً بالقدر الذي يجعلها قادرة على مواصلة العمل لتقف مرة أخرى تقدم رسالة و تبيع مناديل الكلينيكس ، لا تضيع الوقت في الكلام مع أحد ، لا يهمها إطلاقاً جذب نظر أحد تتجه إلى بيتها في نهاية كل يوم غير منتظرة لكلمة شكر من أحد لتعود في اليوم التالي و تبدأ العمل بنفس الحماسة

و أرى هذه الأم العظيمة ( مدام / إ. ) التي ما تفتأ تنتهي من عملها و واجبات بيتها حتى تحضر إلى المعرض ، تجوب الشركات شركة تلو الأخرى تعرض عليهم نشاطات الجمعية و معها هذا الشاب و تلك الفتاة يحاولون استجلاب أي نوع من المساعدات للجمعية سواء كانت مواد خام أو مساعدات مادية و لا تنصرف مدام إ. إلا في نهاية اليوم

رأيت نموذجاً فريداً لشاب إخواني يعمل مع شاب سلفي في عمل واحد كليهما يضع شعار الجمعية على صدره ، يتعاونان و يتحابان و يتبادلان العمل بحب يريد كل منهما أن يستريح الآخر و يحمل عنه العمل ، لم يخطر ببال أحد منهما أي خلاف في وجهات النظر بل كانا يعملان سوياً يريد كل منهما الخير للآخر ، هل لاحظتم كيف أذابت رسالة الفوارق ؟!!


رأيت نماذج لشباب يعمل في صمت دون ضجة
رأيت نماذج لشباب يعمل بروح المقاتل
رأيت ( و في ذلك فليتنافس المتنافسون )

و في الوقت الذي يتسرب اليأس لأحدهم نتيجة التضيقات من المنظمين يبث الباقين جميعاً فيه روح الأمل
تسودهم جميعاً روح الفريق ، يجمعهم الحب في الله ، يربطهم حب الخير ، و الخير يتدفق من الجميع ، و لا مجال لأي اختلافات أيديولوجية ، فقط الجميع يعمل و يعمل و يكد

ليحقق هذا العدد الضئيل جداً ما حققه المئات في السنين السابقة ( هذا ما عرفته اليوم من على منتدى شباب الخير
http://www.resala.org/forum/showthread.php?t=20074 )

كلمة لا أنسها :
حين قالت لي ( الآنسة / إ. ) : " كنت أرى الدنيا سوداء حتى حضرت و عملت معكم ، إنها أول مرة أشارك في أعمال رسالة و في العمل الخيري "

أنا عن نفسي لم أشارك على الانترنت خلال أيام مشاركتي في المعرض ، فكنت أخرج في الـ 9 صباحاً و أعود في الـ 1 بعد منصف الليل تقريباً ، لأتأكد من فكرة كثيراً راودتني ، و هي أن مشاركاتي الكثيرة على الإنترنت إنما هي نتيجة نوع أو آخر من الفراغ ، و لو كان لدي ما أعمله مثل ما عملت في هذه الأيام لقلت مشاركاتي على الانترنت و التي تسبب لي كثيراً " حرقة أعصاب " و لأصبحت أكثر سعادة بالأعمال التي أنجزها

إنها رسالة ، إحدى الجمعيات الخيرية أو إحدى مؤسسات المجتمع المدني ، نموذج ناجح يوجد مثله نماذج أخرى ناجحة و لكن قليلية تلك النماذج
رسالة نموذج ناجح حيث بدأت منذ ما يقرب من 8 سنوات في كلية الهندسة على هيئة أسرة ذات نشاط طلابي ، ليصل اليوم عدد أفرعها إلى 27 فرع و اثنين آخرين تحت الإنشاء بالإضافة إلى مركز طبي خيري و مستشفى خيري و أخرى تحت الإنشاء و مدرسة للصم و البكم و المعاقين ذهنياً الأحدث من نوعها في الشرق الأوسط تحت الإنشاء
ربما لو لم توجد رسالة لتوجه الكثير من الشباب توجهات غير مطمئنة أو نستطيع أن نقول توجهات منحرفة
نحن نعاني في الدول المتأخرة و الغير ديمقراطية ذات الأنظمة الشمولية التي تحكم الشعوب بالقبضة الأمنية من غياب مؤسسات المجتمع المدني ، ما قد يولد انفجاراً ذات يوم ،
نحن نعاني غياب الأحزاب ، نعاني غياب النقابات ، غياب الجمعيات الخيرية ، الجمعيات الأهلية
نعم كل ما سبق موجود لكن تواجد غير حقيقي

لكن ،،
رسالة متواجدة تواجد حقيقي و لكن لا يكفي
صناع الحياة متواجدة تواجد حقيقي و لكن لا يكفي
رؤية متواجدة تواجد حقيقي و لكن لا يكفي

نريد من الدولة أن تدعم هذه الجمعيات و ترفع عنها أي معوقات بيروقراطية متخلفة



أناشد الشباب الذي لديه الوقت أن ينفق من هذا الوقت في هذه الجمعيات الخيرية









http://www.resala.org/ أقدم الشكر لجمعية رسالة
أقدم الشكر لكل من شارك في هذا العمل الرائع و العظيم
و أسأل الله أن يجزيهم كل خير

الأحد، ١٧ يونيو ٢٠٠٧

تزوجت الإخوان ،، حرية و التزام

السلام عليكم



مرحباً بكم مجدداً زوار مدونتي الكرام

في بدأ مرحلة الشباب ، يبدأ كل شاب في البحث عن ذاته ، و في القلب من رحلة البحث ، يكون الانتماء و الاتجاه السياسي ، و هنا نجد الشباب على حال من ثلاث
إما أن يكون شاباً غير مهتم و عازف عن السياسة و المشاركة السياسية لأسباب عدة لا مجال لذكرها في تلك التدوينة
و إما أن يكون شاباً يميل إلى السياسة و العمل السياسي ، و لكنه لا يجد تيار سياسي يناسبه و لهذا لا ينتسب إلى أي تيار سياسي ، و هؤلاء قلة في البلدان التي يوجد بها تعدد في التيارات السياسية
و إما أن ينجذب الشاب بطريقة أو بأخرى إلى تيار سياسي محدد و هذا هو موضوع التدوينة

و من وجهة نظري الشخصية و عن هذا الانجذاب أو الانتماء أرى أن الشاب بشكل أو بآخر يبحث عن التيار الأكثر توافقاً مع ميوله و ثقافته و اتجاهه ، لنجد في النهاية أن كل تيار سياسي يتكون من مجموعة من المتقاربين فكرياً حول رؤية سياسية معينة
و ليس بالضرورة أن يكون الجميع متفق على كل تفاصيلها ، و لكن هو نوع من التوافق و التقارب
الأمر يشبه كثيراً الزواج
فعندما يبحث الشاب عن فتاة للزواج يكون له مجموعة من المواصفات ، و بأي حال من الأحوال فإن الشاب لن يجد في أي فتاة كل الصفات التي رسمها ، لابد و أن تغيب فيها صفة أو أكثر مما رسم و حلم ، و ن يجد فيها عيباً أو أكثر ، و لكنه بالمجمل يرى أنه يستطيع التعايش مع ذلك و خصوصاً إن كانت فيها مميزات نادرة

و هكذا و بهذا الشكل أجدني أنتمي سياسياً إلى جماعة الإخوان المسلمين ، بالطبع الجماعة ليست سياسية فقط و لها جوانب عدة ، و بالطبع أنا أنتمي إليها في كل الجوانب و تختلف نسبة التوافق من جانب لآخر ، و لكنني هنا في هذه التدوينة بصدد الانتماء السياسي

هكذا أنتمي إلى الجماعة ، نوع من التوافق أتفق مع أكثر الأفكار و أختلف مع البعض ، قد أرفض بعض الموجود ، أو قد أطالب ببعض الغائب ، إذاً ليس بالضرورة كوني أحد أفراده أن أكون موافقاً على كل ما بها من أفكار و مرحباً بها ، بل إنني أجد هذا الاختلاف من شخص إلى آخر و بين البعض و البعض الآخر علامة صحية ، تدفع دائماً على المستوى العام إلى التجديد و الحراك في مواجهة الركود و الجمود

مبدأي في هذا الكلام يتفق مع كلمة الشيخ رشيد رضا للإمام محمد عبده عندما طلب الشيخ رشيد من الإمام أن يساعده في إصدار جريدة المنار في لقائه به 31 ديسمبر 1897م
حيث قال الشيخ رشيد للإمام محمد عبده
" ( إني أعاهدكم على أن أكون معكم كالمريد مع أستاذه – على نحو ما يقول الصوفية – و لكني أحفظ لنفسي شيئاً واحداً أخالفهم فيه ، عن : أن أسأل عن حكمة ما لا أعقله ، و لا أقبل إلا ما أفهمه ، و لا أفعل إلا ما أعتقد فائدته )

فقال له الإمام :
( هذا ضروري لابد منه !.. ) " (1)

أؤمن بهذه القاعدة على مستويين :
مستوى الفكر و التنظير
و مستوى العمل الفردي داخل الجماعة

أما على مستوى العمل الجماعي ، فلا مجال لهذا المبدأ ، و إنما المجال للرأي الموحد الذي يجمع عليه الأغلبية بعد طرح و مناقشة كل الأفكار و المقترحات ، ثم عمل تصويت عليها ، ما يسمى في الإسلام بـ ( الشورى ) ، و هو مبدأ تؤمن به جماعة الإخوان و تعتبره فرضاً (وأمرهم شورى بينهم ) سورة الشورى أية 38
و بعد الشورى لابد و أن يمتثل الجميع إلى القرارات التي تنتج عنها منعاً لشق الصف و توحيداً للعمل و الجهد إلا إذا كانت هذه القرارات تخالف ما أمر به الله عز و جل أو ارتأى الفرد ذلك

في هذه الأطر المختلفة و بهذه المضامين ، أفهم الانتماء السياسي و بشكل شخصي انتمائي إلى جماعة الإخوان المسلمين ، بين حرية الفكر و التعبير و حرية الدعوة إلى الأفكار و حرية العمل في الإطار الفردي بما لا يؤثر على الإطار الجماعي و بين الالتزام الجماعي و التقيد بما يجتمع عليه الأغلبية

بهذا أجدني متزوج من الجماعة ، أتوافق فكرياً معها كثيراً ، أختلف أحياناً ، في بعض الأطر ألتزم فكري و نهجي الخاص سواءً اتفق كع الجماعة أو اختلف – بما لا يضر بالنهج العام للجماعة – و في أطر أخرى أنزل على رأي الجماعة – المبني على الشورى – سواءً اختلفت معه أو اتفقت

فهل بعد كل هذا من النهج الديمقراطي سأجد من يقول ( سمع و طاعة عمياء )
و للا أنا بادّن في مالطة

أقم الصلاة يا بني

--------------------------------------------------
(1) مسلمون ثوار – تأليف الدكتور محمد عمارة – ص 453 الطبعة الرابعة – دار الشروق


*******************************************************


على هامش التدوينة

----------------


أتقدم بالشكر للسيد الدكتور / محمد السيد حبيب النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين على رسالته التي أصدرها يوم الثلاثاء الماضي بخصوص خوض الإخوان المسلمين انتخابات مجلس الشورى ، حيث خاطب الإخوان مخاطبة الأخ الذي يستشعر ما يدور بأذهان إخوانه من تساؤلات و حيرة حول هذا الأمر ، معترفاً ضمنياً في بدأ الرسالة بأن القرار كان له سلبياته و إيجابياته ، أرجو أن يتعلم قادة النظام في مصر و قادة كل المؤسسات هذا السلوك الرائع النبيل و الأخلاقي الحكيم من قادة الإخوان المسلمين ، و أهمية التواصل بين القيادة و القاعدة العريضة
حقيقةً سعدت كثيراً بهذه الرسالة و استشعرت فيها بأن والداً يشرح لابنه أمراً حيره و استفهم عنه ، نعم هو واجبه ، و أنا أشكره على أدائه الواجب و أقول له
جزاكم الله خيراً أخي و والدي الكريم ، الدكتور / محمد السيد حبيب
طالع نص الرسالة
رسالة إلى الإخوان

الأحد، ١٠ يونيو ٢٠٠٧

نحن ندون ،، أول أدان يمكن يكون الفجر

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

مرحباً بكم زوار مدونتي الكرام ، أسال الله أن ينفعني و ينفعكم بها و أن يجعلها في ميزان حسناتنا و أن تكون حجة لنا لا علينا .

في الحقيقة ، حرت كثيراً في كتابة أول تدوينة و في اختيار الموضوع الذي تتناوله ، ربما لأن أول تدوينة هي صاحبة الانطباع الأول ، و كما يقول المثل الإنجليزي – على ما أذكر – ( الانطباع الأول يدوم ) ، و ربما لأنني أحب أن تكون البداية قوية ، أو ربما لأن للمدونة عندي مكانة خاصة ، حيث أنها سوف تحمل أغلى ما أملك ، فأنا بذلك أعتبرها جريدتي الخاصة التي أكتب فيها ، فأنا فيها الصحفي و رئيس التحرير ، ربما لذلك أو لغير ذلك .

كنت قد قررت التدوين منذ ما يقرب من شهرين بعد أن أخذت جولة في المدونات و نضجت فكرة التدوين لدي ، و قررت تأجيل الفكرة بسبب انشغالي الشديد بالدراسة و الامتحانات ، و الحمد لله انقضت الامتحانات .

و رأيت أن أبدأ من حيث انتهى الآخرون ،،

حيث فوجئت في الآونة الأخيرة بتقرير المصري اليوم عن المدونين الإخوان ، و تابعت ردود الأفعال ، و لكن أكثر شيئ أثار ذهني هو تساؤل الكثيرين من شباب الإخوان ( لماذا النقد الذاتي العلني من شباب الإخوان في المدونات ؟ لماذا لا نناقش أمورنا داخلياً ؟؟؟ )
السؤال الذي استوقفني كثيراً حيث شعرت بنوع من الارتباك و سألت نفسي ،،

لماذا ندون من الأساس ؟؟؟؟؟

ليصبح هذا التساؤل موضوع أول تدوينة .

و لكن قبل أنا أحاول في إجابة السؤال أحب أن أذكر أمرين

الأمر الأول أننا عندنا مشكلة في دول العالم الثالث و هي مشكلة ( عدم الكتابة ) ، فنحن لا نكتب ، و هذه مشكلة حقيقة ينتج عنها ضعف عام في ثقافة الشعوب ، و يستطيع أي أحد منا أن يرجع للإحصائيات ليعرف ما هو إنتاج العالم العربي مثلاً من الكتب سنوياً و يقارنه بإنتاج إسرائيل مثلاً أو أي دولة متقدمة من الكتب ليعرف الفرق ، فتجد أنه في مصر لا يزيد عدد الكتب التي تصدر سنويا على ألف كتاب، في حين أن إسرائيل ينتج أكثر من 14 ألف كتاب سنويا - حسبما ذكرت د. سهير فهمي وسطاوي أمين عام المكتبات بمكتبة الأسكندرية و بالتالي نحن نعاني من مشكلة في انتاج الكتاب و في الكتابة أيضاً ، المشكلة يتحملها الجميع هذا كله فضلاً عن مشكلة القرءة .

الأمر الثاني ، هو أننا لم نكن أول من يدون ، فتجد مثلاً أن ( ابن الجوزي ) كان يكتب الخواطر التي تراوده ، و ألف منها كتابه الرائع جداً ( صيد الخاطر ) ، فأنا أعتبر ذلك تدويناً ، و تستطيع أن تطلق على أي مقال صحفي ( تدوينة ) و أن تقول أن أي كتاب يتكون من عدة ( تدوينات ) مترابطة مع بعضها البعض بفكرة أو أكثر و هكذا ..

و لذلك أجد أننا لسنا أول من يدون ، بل أستطيع أن أقول أن التدوين ليس بالشيئ الحديث ، فقط كل ما في الأمر تغيرت هو استحداث شكل جديد .


إذاً ،، لماذا ندون ؟؟؟؟؟

ربما لا نجد أحداً يسمعنا و نريد أن نتواصل مع غيرنا
ربما نريد أن ننشر أفكارنا التي نؤمن بها و ندعو إليها
ربما نريد أن نوصل أصواتنا لمن هو في موقع مسئولية و من هم أصحاب القرار
ربما نريد أن نتحاور و نتبادل الأفكار و نوسع ثقافتنا و مداركنا
ربما نكون اختنقنا و نريد أن نتحدث فقط لكي نتحدث و نخرج ما بداخلنا بدلاً من أن ننفجر داخلياً
ربما رأيناها فرصة لأن نرسم مستقبلنا سوياً و نخط له معالمه
ربما هي أيضاً فرصة لنكتب بأنفسنا ما سوف يصبح يوماً ما في المستقبل تاريخاً فنكون كتبنا تاريخنا بأنفسنا

فالأمر في كل الأحوال فرصة ، علينا استغلالها و إلا نكون ضيعنا الفرصة مثل ما تضيع الكثير من الفرص


و هكذا أجدني أدون ،،

فقد أكون تارة (
واحد من الإخوان ) و أقول أحياناً ( يلا مش مهم ) ، ربما لأنني ( أتنفس بصعوبة ) ، و لكن لأن ( لساني ملوتوفي ) و عندي ( كلمة واقفة في زوري ) فإن صوتي يعلو كثيراً صارخاً ( هتكلم و هقول ) و أجدني أحياناً أرد على نفسي قائلاً ( إنسى ) .

و ربما أكون تارة أخر (
مش معاهم ) و ذلك كوني ( بحب النور ) و دائماً ما أحتاج إلى ( ومضات ) تنير لي الطريق لـ ( تستمر الحياة ) .

و لأن (
أحلى ما في الدنيا ) ( أوقات الفراغ ) أحب فيها ( طرقعة الكيبورد ) و أرسم كثيراً ( شخابيط ) ربما تعبر عن ( طرطشة أفكار ) ، و استمع إلى ( رنين الصمت ) فأكتب أحياناً مذكرات ( شاب مصري ) أحلم فيها بـ ( حلم الحرية ) و أرفض يوماً أن أكون من ( الأغلبية الصامتة ) و عندما تسألني لماذا كل هذا ؟؟؟ أقول لك بهدوء ، ( أنا كده ) ، ( مع نفسي )

و كل يوم في (
الفجرية ) و بينما يلون الحياة ( طيف ) زاهي ، أصعد إلى ( مأذنتي ) لأرفع الأذن .

و لكن يبقى السؤال و لم أحط بكل الأجوبة ،،

لماذا ندون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟