الثلاثاء، ١ يوليو ٢٠٠٨

أوباما و عنصريته


" عندما يمتلئ كأس العذاب الإنساني ، فإنه لا يوجد ثمة مجال للمزيد "0


لست أدري كيف غابت هذه الجملة الشهيرة – التي ظل يرددها زعيم الأقلية السود ( مارتن لوثركينج ) – عن ذهن السيد باراك أوباما و هو يلقي خطابه أمام مجموعة الضغط اليهودية ( إيباك ) .0


حيث أدان ما تقوم به حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) من مقاومة للاحتلال الصهيوني ، و وصف ذلك بالإرهاب ، كما رأى أيضاً ببصيرته النافذة أن الشعب الفلسطيني عليه أن يعرف أين تكون مصلحته ، و أن يحسن الاختيار بعد ذلك ، و يتمسك بخيار السلام.

فهو الذي يبدو بمظهر المثقف الأنيق جاء اليوم ليُعلم الشعب الفلسطيني – الذي عاش و اكتوى بنار الاحتلال لمدة 60 عاماً – كيف يُقرر مصيره و كيف يُحدد اختياراته.

و نسي أن كأس ، بل بئر العذاب الإنساني للشعب الفلسطيني قد امتلئ و فاض منه الكيل منذ أمد طويل ، سواء من ذل و انتهاكات الاحتلال ، أو من وعود السلام المنقوص و الزائف .

فيبكي أوباما و يتباكى على الأطفال الإسرائيليين الذين تصيبهم الصواريخ الضعيفة للمقاومة الفلسطينية ، و لم تذرف عينه دمعة واحدة على أطفال الفلسطينيين و أطفال اللبنانيين الذين فتكت بهم الأباتشي و الإف 16 و غيرهما من المقاتلات و المدمرات و الصواريخ الفتاكة.و ينسى أيضاً ، أو يتناسى المذابح الإسرائيلية في حق الشعوب العربية ، و يسمي ذلك كله بالنضال و الكفاح اليهودي ، و الذي لا يمكن التخلي عن ثمرته اليوم.


و كان أغرب ما سمعته في خطاب أوباما ، تأكيده على ضرورة الإبقاء على هوية دولة إسرائيل كدولة يهودية ، و ما أثار الغرابة و الدهشة ، أن تلك الهوية اليهودية العنصرية تتناقض مع تاريخ السود الأمريكيين – و هو واحد منهم – في النضال ضد العنصرية البيضاء . و يبدو أوباما مرة أخرى متناسياً كيف مات ( لوثر كينج ) مناضلاص ضد العنصرية و الظلم ، باذلاً حياته ثمناً لذلك ، بينما يشتري أوباما الرضا اليهودي بثمن بخس من تأييد العنصرية ، متناسياً ذلك النضال لأجداده.


ثمة مقولة أخرى وردت في خطابه فحواها ( أفيقوا أيها العرب المغفلون ) ، و هي كما قال نصاً " إن الحفاظ على أمن إسرائيل مسألة يتقاسمها مع مرشح الحزب الجمهوري ، و أنها تتجاوز الولاء الحزبي "

لتكون هذه المقولة مبدأً جلياً أمام العرب و المسلمين و العالم كله.

و لن تتنازل أمريكا يوماً عن سلاحها الاستراتيجي الخطير و اختراقها الكبير للمنطقة العربية عبر امتدادها ( إسرائيل ) ، فإسرائيل هي السبيل الأقوى و الأفضل لتحقيق المصالح الأمريكية في المنطقة ، و سوف تظل إسرائيل التي تساندها أمريكا هي " البعبع " لكل المنطقة.فبعد محاولة الطيران الإسرائيلي قصف المفاعل النووي السوري ، و من قبله قصف المفاعل النووي العراقي ، و تهديدها الدائم بقصف منشآت إيران النووية ، ستبقى إسرائيل هي اليد الباطشة لأمريكا في المنطقة ، و لذلك ، كان على أوباما في خطابه هذا أن يشير إلى أن أمريكا لابد أن تضمن لإسرائيل دوماً تفوقاً عسكرياً في المنطقة.


هكذا و بوضوح ، يُظهر أوباما سياسات ليست بالبعيدة عن سياسات خصمه ( ماكين ) و من قبله ( جورج بوش ) تجاه قضايا العرب و المسلمين ، و حركات المقاومة في بلداننا.

حتى و إن بدا معارضاً للحرب ضد العراق ، فذلك ليس إلا حرصاً منه على مصلحة أمريكاً و اجتذاباً لصوت الناخب الأمريكي الذي رأى بعينه الجحيم الذي غاصت فيه القوات الأمريكية بل أمريكا ككل في العراق ، ليس حباً في العراق و رغبةً في تحريره ، ليس شفقة على العراق لما حل به من نكبة ، ليس انصافاً للمظلومين هناك .


أوباما الأمريكي الأسود ، الذي توقعنا أن يكون أكثر المرشحين رفضاً للعنصرية لما عاناه السود في أمريكا من ويلات العنصرية ، فاجئنا جميعاً بأنه من بين المرشحين في سباق الرئاسة الأمريكي – سواء على مستوى انتخابات الحزب الديمقراطي لمرشحه ، أو على مستوى انتخابات الرئاسة القادمة – كان أكثرهم عنصرية .

الأربعاء، ١٦ أبريل ٢٠٠٨

اسود ، عن العسكرية

أكتب هذه التدوينة ، و قلبي يقطر كلماتها كلمة كلمة

أترككم مع الكلمات






أعتذر عن الإطالة

الاثنين، ١٤ أبريل ٢٠٠٨

post جامد


أهدي هذا البوست إلى من أهديتها عمري كله ، شريكة حاضري و مستقبلي منة الله



عندما كنا نتحدث عبر الهاتف عن آخر تدوينة لها ، قالت : " لا أشعر أن التدوينة قوية " ، فقلت لها : " أقول لك الحق ، و أنا كمان لم أشعر بأن التدوينة قوية ، فأنا دوماً معتاد منك في كتاباتك على الابتكار و التجديد ، و ما عدا ذلك أشعر بأنه أقل من المستوى الذي اعتدته منك " ، فقالت " معك حق "0

و لكني بعد المحادثة سألت نفسي ، ما هي المقاييس التي نحكم بها على كتاباتنا و التي تجعلنا نضعها في مكان من القوة و الضعف ؟؟0

بالطبع هناك مقاييس كثيرة نحكم بها على كتاباتنا
من تلك المقاييس
-الفكرة ( من حيث كونها مبتكرة أو تقليدية ، و من حيث ملائمتها للزمان و المكان ، ... إلخ )0
-السرد و طريقة العرض
-اللغة و قوتها

و لكن هناك مقياس آخر مهم جداً ، بل لا أشعر أنني مبالغاً إن قلت أنه هو الأهم في وجهة نظري
ألا و هو : مدى تعبير ما أكتب عما يدور بداخلي

لا أجد في الحقيقة جدوى في أن أكتب فكرة جديدة و مبتكرة ذات طريقة عرض جذابة و لغة قوية و هي في النهاية لا تعبر عما بداخلي ، أو لا تقول ما أريد أن أقول
فصدق الإحساس لا نقرأه في السطور ، و لكن نلمسه بين السطور ، و لا نستشعره إلا إذا كان الكلام يعبر عن صاحبه و يسطر مكنون نفسه

ليس صعباً أن نكتب كلمات منمقة أو نصوغ أفكار براقة ، إن ما هو صعب فعلاً ، أن نخرج هذا الإحساس القوي بداخلنا في صورة كلمات

فنحن ننجح عندما نكتب ما بداخلنا و ما يجول بخواطرنا ، نحن ننجح في كتاباتنا عندما نكتب أنفسنا و نرسم أحاسيسنا ، لتنساب في عذوبة و سلاسة

و الآن ، أشعر ، بل و أؤمن بأن التدوينة كانت من أقوى ما كتبتي ، عبرت عن داخلك ، رسمت إحساسك ، لونت أفكارك ، يا ملونتي

الأربعاء، ٩ أبريل ٢٠٠٨

اضراب 6 أبريل



6 أبريل ،، كان يوماً غريباً من نوعه ، و لكن كان الأغرب منه ، كل ما تبعه
خواطر كثيرة جالت بتفكيري عن ذلك اليوم الغريب
كان أولها عن :0

ما حدث في المحلة

و في الحقيقة ليس ما حدث في المحلة بعينه – من حرائق و تخريب و اشتباكات مع الشرطة و ما إلى ذلك - ما أذهلني ، و لكن ما أذهلني أكثر ، ما شاهدته في برنامج العاشرة مساءً ليلة الإضراب ، أو بمعنى أدق ، ما سمعته من ضيوف البرنامج
هم كانوا 4 ضيوف ، أحدهم لواء شرطة و الثاني عضو مجلس الشورى ، و الثالث النائب سعد الحسيني عضو مجلس الشعب – و أحد نواب الإخوان - ، و الرابع لم أنتبه لمنصبه
الكل أجمع - و أنا أؤيد ذلك – أن ما حدث لا يليق و لا يصح ، و لكن المبالغات التي قيلت عن عدم وجود انتماء و عدم حرص على مصلحة الوطن تثير تفكيري كثيراً ، حتى و إن صحت هذه المبالغات ، و لكن ، ألم يرى الذين قالوا ذلك الكلام – و هم لواء الشرطة و عضو مجلس الشورى – غياب الانتماء لدى المحتكرين ؟ ، و هم يعرفونهم جيداً ، ألم يروا غياب انتماء لدى المختلسين و المرتشين و الفاسدين ؟ ، ألم يروا غياب انتماء لدى من يقوموا بتزوير الانتخابات ؟؟ 0
إن ما حدث في المحلة من تخريب لا يعد شيئاً يذكر بجانب ما خربه المحتكرون و الفاسدون و المرتشون
لا يعد شيئاً بجانب مشكلة العبارة التي غرقت ، و التي هرب صاحبها عضو مجلس الشورى – زميل الضيف العضو في مجلس الشورى – بمساعدة أو قل بتغاضٍ من الحكومة ، فكلا الأمرين كارثة
إن ما حدث في المحلة من تخريب لا يعد شيئاً يذكر بجانب احتكار الحديد و الأسمنت و السلع الغذائية ، فضلاً عن تهريب الدقيق و بيعه في السوق السوداء ، و كل هذا على مسمع و مرأى من الحكومة
إذن أين الانتماء عند كل هؤلاء ؟؟0

ثم لم تطلبون من الشعب أن يكون عنده انتماء ؟! ، الشعب يشعر أن البلد ليست ملكه ، بل هي ملك خاص للنظام و الحكومة ، و الشعب ليس له فيها شيء ، فالحكومة باعت ممتلكاته دون إذنه ، و النظام يختار له من يمثلونه ، و يصدر القوانين كيف ما يشاء ، و يعدل الدستور كما يحب ، و يبني ما يريد ، و يهدم ما يريد ، لا أحد يستطيع محاسبته أو ردعه عن شيء يمضي فيه ، و الناس مطحونة ، مهانة في كل مكان ، أصبحت حتى لا تستطيع توفير قوت يومها ، إلى أن وصل الأمر إلى رغيف العيش الحاف
أي انتماء تسألون عنه ، بعد ضياع كرامة الإنسان المصري في كل مكان و في كل شيء ؟؟0
و إن كان بعد كل ذلك لا تزال نظرية المؤامرة تسيطر على تفكيري في هذه النقطة ، بأن الفوضى و التخريب ورائهم الأمن ، و أن الأمن هم من دسوا تلك العناصر التي أثارت هذا الشغب
أو إذا أحسنت الطن بهم أرجح ، أن التعامل الغبي للأمن مع المواطنين قد يؤدي بهم إلى أكثر مما حدث


ثاني خاطرة عن:0

مفارقات

كنت جالساً يوم الإضراب مع شخصية كانت عميدة إحدى الكليات العملية و مسئولة في إحدى المناصب الحكومية المتعلقة بالمعلومات ، و دار بينهما حديث عن الإضراب
العميدة تقول : اللي بيعمله الإخوان ده كتير و البلد مش مستحملة
و المسئولة المعلوماتية تقول : بصراحة معاهم حق ، اللي الناس فيه ده صعب أوي
دهشت كثيراً مما قيل
فشخصيات مثل تلك و في هذه المناصب لا تعرف أن الإخوان رفضوا أن يشاركوا في الإضراب ، فضلاً عن أن يكونوا هم منظميه ، هذا يدل على مشكلة كبيرة في اختيار المسئولين في مصر ، كيف يكون هناك شخصيات مثل هذه الشخصيات على هذا القدر من التغيب ، و مسئولة عن المعلومات !!!!! عجبي
أما ما جذبني أكثر ، هو أن ينسب عمل سياسي معارض لم يشارك فيه الإخوان ، أن ينسب هذا العمل للإخوان
إلى هذا الحد لا يعتبر الناس أي قوة من القوى السياسية غير الإخوان ، إلى هذا الحد أصبح في ذهن الناس أن اللاعب الأول و الأخير في صفوف المعارضة هم الإخوان
أما الأحزاب و الحركات المعارضة الأخرى ، فإن الناس لا تؤمل فيها كثيراً ، و لا تعتبر لها كثيراً
وضع محزن و لا شك ، أن تختصر الحياة السياسية في بلد كبير مثل مصر في الحزب الوطني و الإخوان
و بما أن الحزب الوطني لا يمارس السياسة ، بل يمارس البلطجة ، فمعنى ذلك أن الناس لا ترى أحداً يمارس السياسة في مصر إلا الإخوان ، و لا عزاء للحياة السياسية في مصر

ثالث خاطرة:0

موقف الإخوان المسلمين

بالطبع كنت أتمنى أن يشارك الإخوان في الإضراب ، و لكن وجدت أن عدم مشاركتهم خير و أصح ، لأسباب كثيرة ، منها
أن الإضراب لم يكن على المستوى التنظيمي المطلوب ، و ما عرف عن جماعة الإخوان أنها جماعة غاية في التنظيم ، فالتنظيم أهم ما يميزها
أن ما حدث من فوضى و تخريب ، كان و لا شك سوف ينسب إلى الجماعة ، و الوضع لا يحتمل ذلك ، لأن الجماعة تكون حريصة دوماً على أن تكون في تنظيمات تمنع دخول العناصر التي تثير الشغب في وسط تلك التنظيمات ، و هذا التنظيم كان يحتاج إلى وقت كبير لإعداده ، و هذا مل لم يكن متاحاً بالنسبة
إن السبب الذي ساقته الجماعة لعدم قبولها المشاركة ، و هو أنه لم يؤخذ رأي الجماعة في الأمر ، قد يراه البعض ليس بسبب قوي ، أو أنها ( حجة فارغة ) ، و لكن في الحقيقة أن الأمر ليس بالصورة التي يراها الناس
إن جماعة الإخوان المسلمين كما يعلم الجميع تقوم في إدارتها على أساس من الشورى ، و أمر كبير مثل أمر الإضراب ، لابد و أن يؤخذ فيه آراء أعضاء الجماعة ، و بالتالي فلابد أن تنزل الشورى في هذا الأمر إلى قواعد الجماعة ، و يؤخذ فيها الرأي ، ثم ترجع تلك الآراء إلى رأس الجماعة بناء على رأي الأغلبية
هذا الأمر يحتاج إلى وقت ليس بالقليل ، و هو ما لم يتوفر ، فالوقت بين الإعلان عن الإضراب و حدوث الإضراب ، لم يكن كافياً


أما الخاطرة الأخيرة هي:0

عدم اعتصام عمال المحلة

ما تردد عن إضراب 6 أبريل ، أنه دعوة انطلقت من عمال غزل المحلة ، فكيف يكونوا أصحاب الدعوة ثم لا يعتصموا ، الأمر الذي لم أعرف له تفسير مقنع إلى الآن


في النهاية ، أحب أن أقول ، أن فكرة الإضراب فكرة قوية ، و العصيان المدني هو أحد الوسائل المطروحة للخروج من هذا الوضع المتأزم ، و من تحت سيطرة هذا النظام البوليسي الغاشم ، و لكن لا شك في أن الأمر يحتاج إلى قرار موحد من كل قوى الشعب ، و أيضاً يحتاج إلى تنظيم دقيق يضمن نجاح تلك الوسيلة

الخميس، ٧ فبراير ٢٠٠٨

تاج من طيف 1.. سراج وهاج


السلام عليكم
أنا باعتذر عن غيابي الفترة اللي فاتت
دربكة كبيرة و زحمة
امتحانات البكالوريوس .. البحث عن عمل .. ثم العمل .. التدريب .. الخطوبة .. النتيجة
يااااااااااااااااااااااااه ،، حاجات كتيييييييييييييييير أوي بصراحة
دا غير إني كنت عايز أعوض فترات النوم اللي سهرتها أيام الامتحانات
لكن الحمد لله
كل حاجة متجهة إلى انضباطها إن شاء الله

امبارح ظهرت النتيجة ، و الحمد لله نجحت في البكالوريوس بتقدير تراكمي امتياز مع مرتبة الشرف
و النهارده إن شاء الله الخطوبة ،، كمان شوية هاروح أهو

دعواتكم جميعاً


كمان فيه لخبطة كتيرة في الدماغ ، من مواضيع كتير ، اللي بيحصل في غزة ، على موجة الغلاء و خصوصاً إني داخل على زواج ، عن انطباعي عن الحياة الطبية بعد دوخلي لها ، على الحياة السياسية في مصر و ما تشهده من ركود ، و رأي أم راوية في مصر اليومين دول


هاكتب إن شاء الله في كل ده ، لو توفر لي الوقت ، و كمان بعد ما أنشر إجابة التاج اللي من طيف


التاج بتاع طيف تاج متميز جداً ، بيدور على أفكار و مفاهيم في دماغ الناس ، تاج جديد من نوعه ، لدرجة إني هجاوب عليه إن شاء الله في 3 تدوينات


التدوينة الأول بعنوان


سراج وهاج



كان السؤال : قال الشافعي " رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب" فهل تنطبق هذه القاعدة على الدين .. هل ترى ان الدين الذي تؤمن به هو الدين الحق و ربما يكون الاخرون على حق ايضا فيما يؤمنون به من اديان .. ام ان دينك الحق و سواه باطل ؟

بداية أحب أن أقول أنني أرى أن اتباع الحق لهو أعظم الأخلاق لا شك و أعلى المبادئ و القيم ، و في المقابل منه اتباع الهوى ، و الذي لا يبغي شيئاً إلا تحقيق مصلحة النفس بغض النظر عن المبادئ و القيم و الأخلاق و المثل
فاتباع الحق خلق و فضيلة لا تتوفر عند أكثر الناس
و ربما من المشاكل الكبيرة في هذا الصدد ، مشكلة نقص المعرفة و محدودية الثقافة لدى أغلب الناس ، و لذا أرى الحق أن يتبع الإنسان أحق ما علم و عرف

و أحب أيضاً أن أذكر أن الإيمان " مطلق الإيمان " هو التصديق ، و أن الكفر " مطلق الكفر " هو الجحود و الإنكار ، و كل مؤمن بشيء هو كافر بنقيضه لا شك ، و هذا أمر لا يشمل فقط الأديان ، و لكن يشمل أيضاً الأفكار و الأيديولوجيات و مختلف الاعتقادات
و هكذا ، فالمؤمن بالاشتراكية كافر بالرأسمالية ، و المؤمن بالدين كافر بالإلحاد ، و المؤمن بالفاشية كافر بالليبرالية ، و المؤمن بالإسلام كافر بالبوذية و الهندوسية و كافر لا شك بما يخالف عقيدته في عقائد المسيحيين و اليهود ، و مؤمن بما يوافق عقيدته في عقائدهم ، كوجود الملائكة مثلاً و وجود الجن و وجود دار آخرة .
و هكذا فالعكس صحيح أيضاً ، فاليهودي كافر بالإسلام ( ينكره و يجحده )0
لذا فإن الإيمان و الكفر ليست صفات تدل على الحق أو الباطل في ذاتها و لكن بما تنسب إليه
ثم بعد ذلك ، لي حول السؤال ثلاثة خواطر
* الأولى
من حيث العقيدة فإنني كمسلم أعتقد في أن كل إنسان يعتنق ديناً غير الإسلام فهو على عقيدة باطلة ، و هذا من أسس الاعتقاد الإسلامي ( إن الدين عند الله الإسلام ) . آل عمران آية 19

و لاعتقادنا في تحريف الديانات السماوية السابقة للإسلام
و لكن مع اعتقادي هذا فلست أقول أن كل معتقد لدين غير الإسلام هو من أهل الباطل ، فقد يكون من أهل الحق ، لأنه قد يكون معتقداً أحق ما عرف و علم و استطاع أن يفرز
فلو أخذنا مثال رجل أمريكي يهودي بسيط يعتنق اليهودية لأنها أحق ما علم و عرف و هو لم يسمع بالإسلام ، أو لم يصله عن الإسلام غير صورة مشوهة ، أو أنه يرى أن أهل الإسلام أهل تأخر عن بقية الأمم ، فيظن أن العيب في الإسلام و أن من يعتقده لابد و أن ينحدر إلى أسفل

* الثانية
أننا ينبغي أن نتعامل مع الناس على أساس من موقفنا من أعمالهم و سلوكهم و ليس على أساس من موقفنا من عقائدهم
فينبغي أن أرحب بكل من ينادي بالقيم السامية و المثل العليا و الأخلاق الحميدة و فعل الخير و فضائل الأعمال و يحققها في نفسه ، يجب أن أرحب به و أعمل معه على نشرها بغض النظر عن ديانته و معتقداته ، و يجب أن أنبذ كل من ينادي بالنقيض من ذلك و يحققه في نفسه – بالطبع بعد أن أنصح له و أبين له ما يرتكب من خطأ ثم لم يعدل عن ذلك – أيضاً بغض النظر عن ديانته و معتقداته ، بل و قد يصل الأمر إلى محاربته و قتاله حتى و إن كان مسلماً
(وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ )0 الحجرات – آية 9
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (انصر أخاك ظالما أو مظلوما قالوا يا رسول الله هذا ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما قال تأخذ فوق يديه.)0
و لعلنا نلحظ في هذا الحديث اندهاش الصحابة و استغرابهم في أول الأمر لما فهموا من أن ينصروا الظالم حتى و إن كان أخاً لهم في الدين ، و ذلك لحرصهم دوماً على اتباع الحق و نصرته
و رب مسلم مفسد في الأرض ، و رب بوذيّ مصلح في الأرض
و لعل المسلم المفسد في الأرض يُنكر عليه إفساده أكثر من غيره ، و لعل المتدين المفسد يُنكر عليه إفساده أكثر من غير المتدين ، ذلك لمعرفتهم الحق و جحودهم له ، بينما غيرهم لم يعرف هذا الحق

* الثالثة
أنني ضد الاستفزاز الذي ملأ مجتمعاتنا ، فليس من التعقل استعداء الآخر و استفزازه بشكل مستمر ، فكثيراً ما يتردد في وسائل عدة بداعٍ و بغير داعٍ أن النصارى كافرون و اليهود كافرون ، و الطعن في عقائدهم على مسمع و مرأى منهم ، في خطب الجمعة و الميكروفونات تسمع الجميع ، و شرائط الكاسيت بالمواصلات و القنوات الفضائية ، و ما إلى ذلك من مظاهر عديدة
فضلاً عن الدعاء عليهم في الصلوات ، مثل ما يتردد " اللهم أهلك اليهود ، و يتم أطفالهم ، و رمل نسائهم ، ... إلخ "
و ربما يكون من اليهود من يناصر قضايانا و يرى أننا مظلومون ، فلما يجد ذلك منا يحزن و يمتنع ، فضلاً عن ذلك فإننا نغلق قلوبهم من ناحيتنا، فإذا ما دعوتذلك الآخر إلى حوار أو إلى فكرتك أو حتى إلى أن يسمعوا لك ، فإنك ستجد لا شك أن قلوبهم مغلقة قبل آذانهم
و هذه الأدعية لم ترد عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و إنما كان دعائه بأن ينصره الله على أعدائه ، و لم يدعُ الله أبداً بأن يهلك قوماً أو أصحاب ديانة عادوه
هذه الأدعية سماها الشيخ يوسف القرضاوي بـ " الأدعية المستفزة "

يبقى أخيراً أن أورد قصة رواها الأستاذ فهمي هويدي ثم أعلق عليها
يقول الأستاذ فهمي هويدي
" استطاع إمام مسجد التقوى في بروكلين – حي الفساد الشهير في نيويورك – أن يحدث انقلاباً اجتماعياً في منطقته ، صارت قصته على كل لسان ، ففي خلال سنوات معدودة ، قاد الشيخ سراج وهاج – و هو من المسلمين الأمريكيين السود – حملة من المسجد للدفاع عن الأخلاق و الفضائل ، استأصلت بكفاءة مثيرة للانتباه الكثير من الشرور التي استوطنت في الحي ، من الشذوذ و الدعارة إلى الإدمان و السرقة و التسول
لما لقيته هناك ، سألته : كيف فعلتها ؟ ، رد قائلاً : إن الأمر بسيط للغاية ، فقد كنت أردد في المسجد ، و في كل مكان ، إن إسلام المرء لا يستقيم إلا إذا تطهر من تلك الشرور ، و كانت النتيجة أن المسلمين السود أول من بادر بالاقتناع و الاستجابة و فوجئ الآخرون بأن تجمعات المسلمين أصبحت أنظف و أرقى مما كانت عليه من قبل ، و تسائل بعضهم : لماذا نجح المسجد في هذه المهمة ، بينما تقف إلى جواره معابد أخرى أكبر و أقدم لم تحقق مثل هذا الإنجاز ؟ و بعدما تردد السؤال أكثر من مرة ، و راج بين الناس ، كانت المفاجأة التالية أن تزايد عدد المقبلين على الإسلام ، بصورة غير متوقعة "
انتهت القصة كما رواها الأستاذ فهمي هويدي
و السؤال الذي أطرحه الآن ، عن أولئك الذين أقبلوا على الإسلام بعدما تردد السؤال و راج بين الناس ، و بعدما رأوا بأعينهم نموذج متميز لتطبيق الإسلام ، ترى قبل أن يعتنقوا الإسلام ، هل كانوا من أهل الحق أم من أهل الباطل ، أم أنهم هم و الكثيرون غيرهم لم يجدوا إلى طريق الهدى و الحق سراج وهاج

الأحد، ٤ نوفمبر ٢٠٠٧

عندما يتحقق حلم انسان و تبتسم روحه ........خاطرة و اهداء

قابلته فوجدت نور فى عينيه و هدوء فى مشاعره و أملا يراه فى مستقبله ....أخذ يتكلم معى عن الذى وجده , عن الذى أحس به ,عن الذى رأه و لم يصدق عينيه , لطالما حلمنا أنا و هو به و لطالمنا انطلقنا فى الحياة كثيرا نبحث عنه ....نعم بحثنا عنه فى الخيال قبل الواقع , بحثنا عنه فى التجارب الفاشلة أملا أن نجد أى ضوء نجاح حلمنا بالشىء الذى افتقدناه فى واقعنا الذى عشناه و كنا نعرف جيدا أننا لن نسمح بأن نعيش هكذا عندما نبنى بأيدينا حياة , حتى قد جاء الوقت الذى يئسنا فيه من حياة , كنا نتخيل أن المشكلة فى أن نجد الحلم نعم فأين نجده و كيف ...أو بمعنى اخركان بالنسبة لنا مجرد أن نجدالحلم كان هو أيضا حلم ,ولكن الغريب أن كل شخص منا وجده أقصد وجد الحلم..............و لكن هذه هى الحياة : شخص يبحث عن حلمه ويجده و عندما يجده يكتشف أن حلمه كان أيضا يبحث عنه,فتبتسم روحه و شخص اخريبحث عنه و يجده بل ويراه كل يوم أمامه و لكن فى هذه المرة أدرك أنه فى اللحظة الذى وجده فيها هى اللحظة نفسها الذى تأكد منه أنه مستحيلا..................كانت هذه الخاطرة أما الأهداء فهو معنى بسيط جدا اكتشفته فى رحلتى القصيرة فى الحياة : ليس من الصعب أبدا أن يكون لأنسان حلم مهما كان بعيدا و لكن الأصعب أن يتحقق هذا الحلم و يكتشف انه لا يستحق أن يعيشه.....................وأخيرا ربنا يستر

الأحد، ١٤ أكتوبر ٢٠٠٧

جوانب أخرى



لازلت أذكر تلك الملامح التي انطبعت في ذهني في بداية معرفتي به ، ليست بالضرورة ملامح شكلية خارجية ، بل الأرجح أنها ملامح إنسانية بما يحمل الوصف من معاني ، ربما أعجبتني ، و ربما استأت منها ، لكنها لا شك تركت لدى نفسي انطباع ، و رسمت جزءاً من صورة

هكذا غالباً يحدث عند بداية معرفتك بأي إنسان ، يترك لديك انطباع ما ، الانطباع الأول ، و كما يقول المثل الغربي " الانطباع الأول يدوم " و إن كنت لا أرى أنه يدوم طويلاً إلا أنني أرى أنه يترك و لا شك تأثيراً على تلك الصورة التي ترسمها في ذهنك عن هذا الإنسان

هي تماماً تشبه الصورة الفوتوغرافية ، تنقل جانباً واحداً من حياة هذا الاإنسان ، فربما حملت اللقطة جانب الزميل ، فنقلت سلوكه كزميل ، أو حملت جانب الكاتب ، فنقلت آراءه ككاتب ، أو حملت جانب العامل ، فنقلت أداؤه كعامل ، أو حملت جانب الجار ، فنقلت معاملته كجار ، و هكذا ، فالصورة الأولى لا تستطيع أن تحمل أكثر من جانب

مشكلتان هما ، يقع فيهما الكثير
الأولى : الانبهار بالصورة الأولى ، التي حملت جانباً واحداً فيصعب على المرء تقبل أي أخطاء في الجوانب الأخر ، هذا إن خلت الصورة الأولى من أخطاء ، و غالباً ما تكون كذلك ، لأنها غالباً ما تكون متجملة ، أو تحمل على الأقل الجانب الأجمل
و الثانية : و هي أخطر من الأولى و ربما مكملة لها ، و هي استكمال بقية الجوانب دون رؤيتها ، و استكمالها من محض التخيل و التوقعات ، فثمة صدامات عنيفة ربما تحدث لو لم توافق الواقع

أن تحدث هذه الصدمات ليس بالأمر المحتوم ، و لكنه لا شك وارد ، ربما وارد بقوة و باحتمالات كبيرة ، وربما مع اكتشاف بقية الجوانب تكون الصورة أجمل مما رسمت ، و يطغى جمالها عما استكملت ، و ليس بالضرورة أن يحدث العكس

" ضد الانبهار " ، هي دعوة ، ليس انتقاصاً من قدر الغير ، فربما يكون أجمل مما تصورت ، و تجد أن انبهارك لم يكن مكافئاً لحقيقته ، و لكن " ضد الانبهار " هي دعوة للوقوف على مشاعر حقيقية ، سواءً كانت بالإيجاب أو بالسلب

و ضد استكمال باقي الجوانب دون رؤيتها ، و لم دائماً نريد أن نسبق الحياة و نحن لن نسبقها ؟! و أفضل الأحوال أن نسير معها و فيها ، لم نتسرع و نعدو نحو صورة قد تكون سراب يحسبه الظمآن ماء ؟! لم نهرول نحو استكمال الجوانب و الصور دون رؤيتها و نتطلع دائماً للحسم العاجل و المتعجل للمواقف ؟!

تمهل و تروَّى ، لعلك تكتشف الأجمل ، أو ربما الأسوء ، اترك لتفسك متعة الاكتشاف ، و اكتشف جوانب أخرى

الاثنين، ٢٤ سبتمبر ٢٠٠٧

رحلة مع معنى ....العبادة فى الأسلام



عندما يقابل الأنسان فى الحياة كلمات جديدة فى معناها أو فى مدلولاتها يجد نفسه يتوقف قليلا لكى يفكر و يستوعب هذا المعنى الجديد الذى قد يغير فى ملامح شخصيته أو قد يصل الأمر الى تغيير أسلوب حياته بالكامل ولكن الغريب عندما يقابل كلمة لطالما سمعها تتردد أمامه كما يتردد اسمه و طالما سمع الناس يرددونها من حوله فى مواقف كثيرة فى الحياة لكى يسأل نفسه مصادفة عن معناها ليكتشف فى النهاية أنه لا يعرف معناها الكامل أو لا يستطيع تحديد معناها الصحيح!!!! ,هذا هو ما حدث معى بالضبط عندما كنت أتوقف قليلا فى مراحل حياتى المختلفة لكى أسأل نفسى عن معنى كلمة العبادة لكى أجد أن معناها يختلف كلما ازدادت خبرتى البسيطة فى الحياة وكلما قرأت قليلا فى محاولة منى لكى أعرف معناها الصحيح
فما حدث لى فى محاولة الوصول للمعنى الصحيح لهذه الكلمة أشبه برحلة قصيرة بدأت عندما فاجأتنى والدتى و أنا فى الخامسة من عمرى و قالت أنك لا بد أن تتعلم الصلاة و تذهب الى المسجد فسألتها بمنتهى البساطة و لماذا نفعل ذلك فردت على قائلة لكى نعبد الله .....لم أستوعب هذا الرد ولكنى كلما ذهبت الى المسجد ووجدت أناسا يصلون قلت لنفسى هؤلاء يعبدون الله و لا بد أن أعبد الله مثلهم كما قالت لى أمى
هكذا استمررت فى الصلاة (أو فى عبادة الله) حتى وصلت الى السن الذى بدأت فيه أستوعب تصرفات الأشخاص من حولى ......لم أفهم فى هذا الوقت بعض الأشياء منهم من له أخلاق سيئة و أسلوب غير مهذب على الأطلاق خارج المسجد ومنهم من يؤذى جاره و يفترى عليه كذب ومنهم...... وهكذا
هؤلاء يعبدون الله !!!!!.......من هذه النقطة بدأت أستوعب الفرق بين العبادة و الصلاة بدأت أفهم فى هذا الوقت أن الصلاة تعتبر من العبادة و لكن العبادة ليست صلاة فقط لأن هؤلاء الأشخاص يصلون لله ولكنهم حسب فهمى فى ذلك الوقت لا يعبدون الله حق عبادته.
بدأت بعدها أقرأ فى كتب العقيدة تارة و فى كتب اللغة تارة ....ولكن المعنى الذى كنت أجده هو معنى الكلمة فى حد ذاتهاوكيفيتهاو.....و هذا لم يضف اجابة كافية عن تساؤلاتى , وفى احدى قرأتى عن العالم اينشتين قرأت فيها مقولة له "ان الشعور الدينى الذى يتملك الباحث فى الكون هو أقوى حافز على متابعة البحث العلمى و دينى هو اعجابى-فى تواضع- بتلك الروح السامية التى لا حد لها تلك التى تترائى فى التفاصيل القليلة الضعيفة العاجزة هو ايمانى العميق بوجود قدرة عاقل مهيمنة تترائر حيثما نظرنا فى هذا الكون المعجز للأفهام" وجدت أن هذا العالم على يقين تام بوجود الله رأه فى قدراته المبدعة فى صناعة هذا الكون و أحسست فى تلك اللحظة أن المعنى بدأ يتضح نعم...ارتباط معنى العبادة باليقين و أنه لن يتم تحقيق معنى العبادة الصحيح لله الا باليقين به سبحانه و تعالى و لن أجد ما أعبر به أبلغ من مقولة قرأتها للأمام الغزالى رحمه الله فى احدى مقالاته عن معنى تلك الكلمة " العبادة أن تعرف ربك من خلال دراستك لكونه الكبير ثم تجعل نفسك و الكون المسخر لك فى خدمة دين ربك و تثبيت تعاليمه فيما تحت يدك " فتمام العبادة لن يتم الا بتمام معرفة الله و تمام معرفته تقتدى دراستنا المتأنية فى كونه الفسيح ومن هنا بدأت أفهم أن الصلاة و الصوم و.....جميع المناسك التى شرعها الله لنا ليست عبادة فى حد ذاتها و لكنها مناسك لعبادته و أنها لن تتم على وجهها الصحيح الا عندما تكون تطبيق لمعرفة تامة لمعنى العبادة الصحيح الذى يتمثل فى اليقين بالله و تمام المعرفة به و اعمار الكون الذى نرى فيه قدرته و دليل وجوده , و أختم حديثى عن هذه الرحلة القصيرة بمقولة للأمام ابن القيم رحمه الله "كيف يجتمع العلم و اليقين و يتأخر العمل" أى أنه كيف للأنسان أن يجتمع له اليقين بالله و تمام العلم به و يتأخر العمل الذى تتم به تمام العبادة له عز و جل.........وفى النهاية أريد أن أطلب من كل شخص قرأ هذه الكلمات تعبير صريح جدا جدا عن رأيه سواء من حيث الفكرة أوالأسلوب لأنه كما قال صديقى عمرو( الله يسامحه هو اللى أقنعنى بموضوع التدوين) أن هذه هى أول مرة أدون فيها و احتمال كبير تكون اخر مرة لو تيقنت انى لست على المستوى المطلوب للدخول الى عالم المدونيين .جزاكم الله خيرا

السبت، ٢٢ سبتمبر ٢٠٠٧

سمسم هيدون يا جدعان

الأول عايز أقول للجميع كل سنة و انتم طيبين و يعود عليكم رمضان القادم و أنتم في خير و سعادة
ثانياً عايز أقول إني فرحان برمضان السنة دي أكتر من أي سنة قبل كده ، لأسباب كتير و خير كتير
ثالثاً عايز أطمنكم على أخونا علاء عصام جبة في كلمات سريعة كده تحت عنوان :
فبذلك فليفرحوا
أخونا علاء قضى قبل رمضان بيومين ، و كان ينوي في رمضان خيراً كثيراً فنحسب أن الله بلغه إياه
إن فيه إخوان لنا كتير قالوا إنهم - كل واحد فيهم - هيختم القرآن في رمضان مرتين مرة لنفسه و مرة لعلاء الله يرحمه
و فيه إخوان له بيهدوا له ثواب صلاة القيام بتاعتهم هذا العام
و إن إخوانه بيدعوا له يومياً على الإفطار
كل ده من فضل ربنا على علاء - الله يرحمه - و بسبب اختيار علاء لصحبة صالحة فنفعته في الدنيا و تنفعه في الآخرة إن شاء الله
و ده كان فيديو علشان نفتكر علاء دايماً من مدونة عمر الجارحي ( أيام من حياتي )0
رابعاً : يسرني و يؤسفني و يفرحني و ينكد عليا في نفس الوقت ، إني أذيع على حضراتكم هذا النبأ السار المؤلم السعيد الحزين

سمسم ، صاحبي الأنتيخ ، قرر يدون ، و مش بس كده ، لأ ، دا قرر يدون معايا في المدونة دي غصب و اقتدار و عافية و فتونة ، و أنا مسلم أمري لله ، و ربنا يستر و يجيب العواقب سليمة
و كالعادة في هذه الحالات لازم نكتب الأكلاشيه الشهير
المدونة غير مسئولة عن رأي الناس اللي بتكتب فيها ، و صاحب المدونة غير مسئول عن أفكار صاحبه
سمسم صاحبي الأنتيخ من فترة كبيرة ، من ساعة ما دخل الجامعة ، يعني بعد ما أنا دخلت الجامعة بسنة ، و على الرغم من إن أنا و سمسم أصحاب من أيام ما كنا عيال صغيرين خالص و كنا بنلعب مع بعض و احنا صغيرين ، إلا إننا أنتمنا لما دخل هو الجامعة
أنا و سمسم متفقين في حاجات كتير ، و مع ذلك باحس إننا بنختلف أكتر ما بنتفق ، و سعداء ببعض جداً و مع ذلك باحس إننا بنخنق على بعض أكتر ما بنفرح بعض ، هي علاقة غريبة عجيبة مريبة بصراحة ، لكن اللي حقيقي احنا الاتنين عارفينه ، إن كل واحد فينا هو صوت الضمير للتاني ، بس صوت الضمير اللي مش بيحب يسمعه ههههههههههههههههه
أكيد سمسم هيكون إضافة قوية للمدونة ، و بالرغم من إننا ممكن نختلف في الآراء و الرؤى ، إلا إننا لازم بنحترم بعض ، و بنتعلم من بعض و ربنا يستر و مانكسرش دماغ بعض ، و اسيبكم مع سمسم و مقالاته اللي هيتحف بيها المدونة
أنا معاكم في انتظاره

الأربعاء، ١٢ سبتمبر ٢٠٠٧

البسمة الباكية


كعادتي هذه الأيام ينتهي يومي بعد صلاة الفجر بقليل ، حيث أحب المذاكرة في وقت الليل و الناس نيام ، و لكن هذه المرة ، على غير سابق استعداد ، تغير الأمر


فذهبت هذا اليوم لصلاة الفجر في المسجد الذي اعتدت أن أراه فيه في الفجر ، و تأخرت قليلاً فدخلت المسجد بعد الركعة الأولى ، لأجد أحد إخواننا يؤم المصلين و لم أعهد منه أن يصلي الفجر في هذا المسجد البعيد عن بيته
و بعد انتهاء الصلاة ، توجه هو إلى الميكروفون و أنا لازلت في الركعة الثانية
و إذا به ينعي وفاة الأستاذ علاء عصام جُبة ، و شعرت بانقباضة في قلبي ، الإسم يشبه اسمه ، و لكن الأمر ليس بالسهل عليّ تصديقه ، انتهيت من الصلاة و خرجت من المسجد لأسأله ، " انت تقصد مين ؟ تقصد علاء ؟؟؟ " قال " أيوه علاء " ، " علاء صاحبنا ؟؟؟ " قال " أيوه هو " ، علاء خريج كلية التجارة ؟؟!! قال هو علاء


لم أصدق نفسي ، و جلست على الأرض أبكي و أبكي ، حتى استوعبت الأمر ، ثم نهضت و قلت له " حصل ازاي الموضوع ده و فين و ازاي ؟؟؟ " و راح يسرد لي الأمر بإيجاز ، فتأكدت منه من موعد الجنازة و من المسجد الذي سوف تخرج منه ، و انصرفت إلى بيتي و أنا انتحب و انتحب كما التائه لا يدري أين تأخذه قدماه ، تركتها تسير فهي تعرف الطريق وحدها ، و كل ما يدور بذهني تساؤلات


هل انتهى الأمر هكذا ؟؟ ، ألن أراه ثانية في صلاة الفجر ؟؟ ، ألن أراه كل جمعة بعد الصلاة ؟؟ ، ألن أراه في مناسبات الإخوة التي كان حريصاً كل الحرص على حضورها ؟؟ هل غابت هذه البسمة إلى الأبد ؟؟ هل كان ملك الموت يتتبعه و هو بيننا ؟؟ لم يغب عني كثيراً ، فقد كنا منذ يومين في حفل خطبة أحد إخواننا ، فهل كان ملك الموت يتتبعه في روحته و غدوته ؟؟


و على قدر ما أضحكتنا يا علاء باسكتشاتك اللطيفة و " قفشاتك " الجميلة ، على قدر ما أبكيتنا برحيلك عنّا


أدخل البيت و أنا انتحب و سمعت والدتي صوت بكائي و أنا بالباب الخارجي ، فخرجت لي مسرعة مندهشة ، تسألني " مالك يا بني ؟!! " و أنا لا أجيب ، و دخلت الشقة و خرجت لي أختي من غرفتها تسألني هي الأخرى ، و استيقظ والدي على إثر نحيبي ، و قد ارتميت بوجهي على " الكنبه " و يسألونني جميعاً و لست مجيباً أحد ، لست أقول غير ( إنا لله و إنا إليه راجعون ) أرددها كثيراً خشية أن ينفلت لساني بما يغضب ربي ، و بعد ما صاروا يسألونني عما بي بإلحاح شديد ، قلت بالكاد " واحد صاحبي مات " و أي واحد هو ؟! ، ليس كأي أحد ، إنه علاء


علاء ، الأخلاق متجسدة في إنسان
علاء ، الذوق و الأدب و الحترام
علاء ، البسمة و الضحكة و الفرح
علاء ، الدعوة المخلصة الصادقة
علاء ، الشباب في عنفوانه و قوته


علاء ، آخر إنسان أتوقع أن نفقده هكذا من بيننا و هو في عز شبابه ، فهو كان - و لا مبالغة - أكثرنا شباباً و حيوية


نهضت من على " الكنبه " و ذهبت إلى الكمبيوتر أستخرج صوره و أبكي ، حتى نهضت و ذهبت إلى غرفتي و استلقيت على سريري أكتم أنفاسي و بكائي ، قررت أن أنام حتى أستطيع أن أصحو للجنازة ، ولكن من أين النوم يأتي ؟!! ، فلم أنم ، رحت إلى الكمبيوتر ، و قررت كتابة التدوينة السابقة ، بعد أن قصصت صور علاء حتى أضعها بالتدوينة
ثم بعدها رحت أخلد للنوم بعد أن أرهقني و أعياني البكاء و بعد أن جفت الدموع من عيني


ليس أمامي وقت طويل ، أنام فقط ساعة و ثلث الساعة حتى أستطيع أن أذهب للمسجد مبكراً ، و بعد أن نهضت من نومي على صوت المنبه ، أحسست بنوع من التوهان ، لا أدري ما هذا اليوم ، هل هو يوم حقيقي ؟

نهضت و أنا أحس بنوع من الذهول ، ارتديت ملابسي و توجهت للمسجد الذي سوف تخرج منه الجنازة ، و لكن و أنا في الشارع أحسست بأن قدماي لا تستطيعان حملي ، فاستوقفت " توك توك " و توجه بي إلى المسجد ، و أنا لا أكاد أصدق بعد ، و أسأل نفسي في حيرة ، إلى أين أنا ذاهب ؟!! ، هل حقيقةً إلى جنازة علاء ؟!! ، هل أنا ذاهب لأودع جثمانه إلى الأبد ؟!! ، هل صعدت روحه إلى بارئها ؟!! ، لست مدركاً للأمر و أبعاده ، لست متهيئاً لهذا الحدث و هو ثاني حدث يمر عليّ كهذا في خلال 6 أشهر فقط بعد أن قضى صديقي الضابط الشهيد محمد عبد الكريم المتناوي شهيداً للواجب و هو يدافع عن فتاة كانت مختطفة بهدف اغتصابها


دخلت المسجد فإذا به ممتلئ بأصحابي و أصدقائي و أناس أعرفهم و آخرون لا أعرفهم ، و لا أكاد أتخيل أن هذا النعش الذي هو أمامي يرقد بداخله أخي و حبيبي علاء ، تقدمت الصفوف حتى أجلس بجواره و لو للحظات قبل أن نودعه للأبد ، و الخطيب والد أحد إخواننا يخطب فينا مواسياً و معدداً مناقب علاء و داعياً له ، حتى حان وقت الصلاة ، و لا أدرك الأمر بجد ، الأحداث تتسارع نحو نقطة واحدة ، الأحداث تتجه كلها نحو تلك النقطة


أفيق من شرودي على التكبير ، و عندما حان الدعاء له ، ارتج المسجد بالبكاء و النحيب ، و تمنيت ألا ينطق الإمام بالتكبيرة الرابعة ، تمنيت أن نظل بقية عمرنا ندعو له ، فمهما دعونا لن نوفيه ، و لكن الأحداث لازالت تتسارع و تنتهي الصلاة ، شيئ عجيب يحدث لي ، أنظر إلى شخص ما فأراه علاء ، أقول في نفسي " علاء أهو ، لسه عايش " ، أقترب منه ، فلا أجده هو ، أقول ربما يشبهه ، أقترب أكثر ، فلا أجد أي شبه ، ليتكرر معي هذا الأمر أكثر من مرة ، فأدركت أنها هلوسة ، أخرج خارج المسجد مسرعاً لأقف على الباب و أستعد لخروج النعش و حمله ، و هم بالداخل يقفون بجواره ينتحبون و يدعون له ، و أخيراً يخرج النعش من المسجد متجهاً إلى تلك النقطة التي تتسارع في اتجاهها


أحمل النعش و لا أكاد أصدق أنني أحمله ، أصبر نفسي بقراءة القرآن و الدعاء له ، و أترك النعش لغيري حتى ينال الثواب ، لأسير بجواره ، و أشغل لساني أحياناً بالدعاء له ، و يلجم البكاء لساني أحياني أخرى


و سريعاً سريعاً نصل إلى تلك النقطة ، حيث القبر مفتوح في انتظار هذا الجسد الطاهر و يوضع النعش ، و يحملون جسد علاء ليدخلوه في هذا المكان الضيق المكتوم ، من هذه الفتحة الصغيرة التي لا تصل في مساحتها إلى مساحة شباك في منزل ، و يعلو صوت البكاء ، و تتابع النظرات الأخيرة على جسد هذا الملاك ، و تمر اللحظات متسارعة ، ثم ، ثم يغلقون عليه القبر و هو فيه وحيد ، لا إنسان منا معه ، تركه الأهل و الأصحاب و الأحباب و الجيران ، أغلقوا عليه الباب بالأقفال ، فلا أنيس منا و لا جليس


وقفنا يخطب فينا أحدهم و يدعو له ، و انصرف الناس و بقينا بجواره لا نريد أن نتركه و نمضي ، ختمنا على قبره القرآن ، فقد كان يوصي إخواننا بأن نختم له القرآن يوم عرسه ، و لكننا نختمه اليوم ، يوم رحيله


و بالكاد استنهضَنا مربيينا لنمضي و نتركه و نحن لا نريد أن نتركه ، و لكن مضينا امتثالاً لسنة نبينا لما ذكرنا بها أحد مربيينا ، و أنا ألقى النظرات الأخيرة على قبره في صمت ، و أتخيل كيف يبيت الليلة وحيد ، في ظلام علينا شديد ، إلى يوم الخلود ، و لكن الله سوف يضيء له قبره ، و سوف يؤنس وحشته إن شاء الله ، إلى أن يدخله برحمته في جنات و نهر ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر


كان هذا اليوم يوماً صامتاً
لم أحدث فيه أحداً إلا قليلاً
رحلت يا علاء يا صاحب البسمات و الضحكات
رحلت و طبعت في قلوبنا

بسمة باكية


اللهم اجعل القرآن له جليساً و أنيساً
اللهم اجعل عمله الصالح له جليساً و أنيساً
اللهم وسع له في قبره مد بصره
اللهم أظله في ظلك يوم لا ظل إلا ظلك
اللهم اسقه يوم القيامة شربة لا يظمأ بعدها أبداً
اللهم أدخل الجنة بلا مناقشة حساب و لا سابقة عذاب
اللهم أسكنه الفردوس الأعلى مع الشهداء و الصدقين و الأنبياء و المرسلين
و حسن أولئك رفيقاً