الأحد، ٤ نوفمبر ٢٠٠٧

عندما يتحقق حلم انسان و تبتسم روحه ........خاطرة و اهداء

قابلته فوجدت نور فى عينيه و هدوء فى مشاعره و أملا يراه فى مستقبله ....أخذ يتكلم معى عن الذى وجده , عن الذى أحس به ,عن الذى رأه و لم يصدق عينيه , لطالما حلمنا أنا و هو به و لطالمنا انطلقنا فى الحياة كثيرا نبحث عنه ....نعم بحثنا عنه فى الخيال قبل الواقع , بحثنا عنه فى التجارب الفاشلة أملا أن نجد أى ضوء نجاح حلمنا بالشىء الذى افتقدناه فى واقعنا الذى عشناه و كنا نعرف جيدا أننا لن نسمح بأن نعيش هكذا عندما نبنى بأيدينا حياة , حتى قد جاء الوقت الذى يئسنا فيه من حياة , كنا نتخيل أن المشكلة فى أن نجد الحلم نعم فأين نجده و كيف ...أو بمعنى اخركان بالنسبة لنا مجرد أن نجدالحلم كان هو أيضا حلم ,ولكن الغريب أن كل شخص منا وجده أقصد وجد الحلم..............و لكن هذه هى الحياة : شخص يبحث عن حلمه ويجده و عندما يجده يكتشف أن حلمه كان أيضا يبحث عنه,فتبتسم روحه و شخص اخريبحث عنه و يجده بل ويراه كل يوم أمامه و لكن فى هذه المرة أدرك أنه فى اللحظة الذى وجده فيها هى اللحظة نفسها الذى تأكد منه أنه مستحيلا..................كانت هذه الخاطرة أما الأهداء فهو معنى بسيط جدا اكتشفته فى رحلتى القصيرة فى الحياة : ليس من الصعب أبدا أن يكون لأنسان حلم مهما كان بعيدا و لكن الأصعب أن يتحقق هذا الحلم و يكتشف انه لا يستحق أن يعيشه.....................وأخيرا ربنا يستر

الأحد، ١٤ أكتوبر ٢٠٠٧

جوانب أخرى



لازلت أذكر تلك الملامح التي انطبعت في ذهني في بداية معرفتي به ، ليست بالضرورة ملامح شكلية خارجية ، بل الأرجح أنها ملامح إنسانية بما يحمل الوصف من معاني ، ربما أعجبتني ، و ربما استأت منها ، لكنها لا شك تركت لدى نفسي انطباع ، و رسمت جزءاً من صورة

هكذا غالباً يحدث عند بداية معرفتك بأي إنسان ، يترك لديك انطباع ما ، الانطباع الأول ، و كما يقول المثل الغربي " الانطباع الأول يدوم " و إن كنت لا أرى أنه يدوم طويلاً إلا أنني أرى أنه يترك و لا شك تأثيراً على تلك الصورة التي ترسمها في ذهنك عن هذا الإنسان

هي تماماً تشبه الصورة الفوتوغرافية ، تنقل جانباً واحداً من حياة هذا الاإنسان ، فربما حملت اللقطة جانب الزميل ، فنقلت سلوكه كزميل ، أو حملت جانب الكاتب ، فنقلت آراءه ككاتب ، أو حملت جانب العامل ، فنقلت أداؤه كعامل ، أو حملت جانب الجار ، فنقلت معاملته كجار ، و هكذا ، فالصورة الأولى لا تستطيع أن تحمل أكثر من جانب

مشكلتان هما ، يقع فيهما الكثير
الأولى : الانبهار بالصورة الأولى ، التي حملت جانباً واحداً فيصعب على المرء تقبل أي أخطاء في الجوانب الأخر ، هذا إن خلت الصورة الأولى من أخطاء ، و غالباً ما تكون كذلك ، لأنها غالباً ما تكون متجملة ، أو تحمل على الأقل الجانب الأجمل
و الثانية : و هي أخطر من الأولى و ربما مكملة لها ، و هي استكمال بقية الجوانب دون رؤيتها ، و استكمالها من محض التخيل و التوقعات ، فثمة صدامات عنيفة ربما تحدث لو لم توافق الواقع

أن تحدث هذه الصدمات ليس بالأمر المحتوم ، و لكنه لا شك وارد ، ربما وارد بقوة و باحتمالات كبيرة ، وربما مع اكتشاف بقية الجوانب تكون الصورة أجمل مما رسمت ، و يطغى جمالها عما استكملت ، و ليس بالضرورة أن يحدث العكس

" ضد الانبهار " ، هي دعوة ، ليس انتقاصاً من قدر الغير ، فربما يكون أجمل مما تصورت ، و تجد أن انبهارك لم يكن مكافئاً لحقيقته ، و لكن " ضد الانبهار " هي دعوة للوقوف على مشاعر حقيقية ، سواءً كانت بالإيجاب أو بالسلب

و ضد استكمال باقي الجوانب دون رؤيتها ، و لم دائماً نريد أن نسبق الحياة و نحن لن نسبقها ؟! و أفضل الأحوال أن نسير معها و فيها ، لم نتسرع و نعدو نحو صورة قد تكون سراب يحسبه الظمآن ماء ؟! لم نهرول نحو استكمال الجوانب و الصور دون رؤيتها و نتطلع دائماً للحسم العاجل و المتعجل للمواقف ؟!

تمهل و تروَّى ، لعلك تكتشف الأجمل ، أو ربما الأسوء ، اترك لتفسك متعة الاكتشاف ، و اكتشف جوانب أخرى

الاثنين، ٢٤ سبتمبر ٢٠٠٧

رحلة مع معنى ....العبادة فى الأسلام



عندما يقابل الأنسان فى الحياة كلمات جديدة فى معناها أو فى مدلولاتها يجد نفسه يتوقف قليلا لكى يفكر و يستوعب هذا المعنى الجديد الذى قد يغير فى ملامح شخصيته أو قد يصل الأمر الى تغيير أسلوب حياته بالكامل ولكن الغريب عندما يقابل كلمة لطالما سمعها تتردد أمامه كما يتردد اسمه و طالما سمع الناس يرددونها من حوله فى مواقف كثيرة فى الحياة لكى يسأل نفسه مصادفة عن معناها ليكتشف فى النهاية أنه لا يعرف معناها الكامل أو لا يستطيع تحديد معناها الصحيح!!!! ,هذا هو ما حدث معى بالضبط عندما كنت أتوقف قليلا فى مراحل حياتى المختلفة لكى أسأل نفسى عن معنى كلمة العبادة لكى أجد أن معناها يختلف كلما ازدادت خبرتى البسيطة فى الحياة وكلما قرأت قليلا فى محاولة منى لكى أعرف معناها الصحيح
فما حدث لى فى محاولة الوصول للمعنى الصحيح لهذه الكلمة أشبه برحلة قصيرة بدأت عندما فاجأتنى والدتى و أنا فى الخامسة من عمرى و قالت أنك لا بد أن تتعلم الصلاة و تذهب الى المسجد فسألتها بمنتهى البساطة و لماذا نفعل ذلك فردت على قائلة لكى نعبد الله .....لم أستوعب هذا الرد ولكنى كلما ذهبت الى المسجد ووجدت أناسا يصلون قلت لنفسى هؤلاء يعبدون الله و لا بد أن أعبد الله مثلهم كما قالت لى أمى
هكذا استمررت فى الصلاة (أو فى عبادة الله) حتى وصلت الى السن الذى بدأت فيه أستوعب تصرفات الأشخاص من حولى ......لم أفهم فى هذا الوقت بعض الأشياء منهم من له أخلاق سيئة و أسلوب غير مهذب على الأطلاق خارج المسجد ومنهم من يؤذى جاره و يفترى عليه كذب ومنهم...... وهكذا
هؤلاء يعبدون الله !!!!!.......من هذه النقطة بدأت أستوعب الفرق بين العبادة و الصلاة بدأت أفهم فى هذا الوقت أن الصلاة تعتبر من العبادة و لكن العبادة ليست صلاة فقط لأن هؤلاء الأشخاص يصلون لله ولكنهم حسب فهمى فى ذلك الوقت لا يعبدون الله حق عبادته.
بدأت بعدها أقرأ فى كتب العقيدة تارة و فى كتب اللغة تارة ....ولكن المعنى الذى كنت أجده هو معنى الكلمة فى حد ذاتهاوكيفيتهاو.....و هذا لم يضف اجابة كافية عن تساؤلاتى , وفى احدى قرأتى عن العالم اينشتين قرأت فيها مقولة له "ان الشعور الدينى الذى يتملك الباحث فى الكون هو أقوى حافز على متابعة البحث العلمى و دينى هو اعجابى-فى تواضع- بتلك الروح السامية التى لا حد لها تلك التى تترائى فى التفاصيل القليلة الضعيفة العاجزة هو ايمانى العميق بوجود قدرة عاقل مهيمنة تترائر حيثما نظرنا فى هذا الكون المعجز للأفهام" وجدت أن هذا العالم على يقين تام بوجود الله رأه فى قدراته المبدعة فى صناعة هذا الكون و أحسست فى تلك اللحظة أن المعنى بدأ يتضح نعم...ارتباط معنى العبادة باليقين و أنه لن يتم تحقيق معنى العبادة الصحيح لله الا باليقين به سبحانه و تعالى و لن أجد ما أعبر به أبلغ من مقولة قرأتها للأمام الغزالى رحمه الله فى احدى مقالاته عن معنى تلك الكلمة " العبادة أن تعرف ربك من خلال دراستك لكونه الكبير ثم تجعل نفسك و الكون المسخر لك فى خدمة دين ربك و تثبيت تعاليمه فيما تحت يدك " فتمام العبادة لن يتم الا بتمام معرفة الله و تمام معرفته تقتدى دراستنا المتأنية فى كونه الفسيح ومن هنا بدأت أفهم أن الصلاة و الصوم و.....جميع المناسك التى شرعها الله لنا ليست عبادة فى حد ذاتها و لكنها مناسك لعبادته و أنها لن تتم على وجهها الصحيح الا عندما تكون تطبيق لمعرفة تامة لمعنى العبادة الصحيح الذى يتمثل فى اليقين بالله و تمام المعرفة به و اعمار الكون الذى نرى فيه قدرته و دليل وجوده , و أختم حديثى عن هذه الرحلة القصيرة بمقولة للأمام ابن القيم رحمه الله "كيف يجتمع العلم و اليقين و يتأخر العمل" أى أنه كيف للأنسان أن يجتمع له اليقين بالله و تمام العلم به و يتأخر العمل الذى تتم به تمام العبادة له عز و جل.........وفى النهاية أريد أن أطلب من كل شخص قرأ هذه الكلمات تعبير صريح جدا جدا عن رأيه سواء من حيث الفكرة أوالأسلوب لأنه كما قال صديقى عمرو( الله يسامحه هو اللى أقنعنى بموضوع التدوين) أن هذه هى أول مرة أدون فيها و احتمال كبير تكون اخر مرة لو تيقنت انى لست على المستوى المطلوب للدخول الى عالم المدونيين .جزاكم الله خيرا

السبت، ٢٢ سبتمبر ٢٠٠٧

سمسم هيدون يا جدعان

الأول عايز أقول للجميع كل سنة و انتم طيبين و يعود عليكم رمضان القادم و أنتم في خير و سعادة
ثانياً عايز أقول إني فرحان برمضان السنة دي أكتر من أي سنة قبل كده ، لأسباب كتير و خير كتير
ثالثاً عايز أطمنكم على أخونا علاء عصام جبة في كلمات سريعة كده تحت عنوان :
فبذلك فليفرحوا
أخونا علاء قضى قبل رمضان بيومين ، و كان ينوي في رمضان خيراً كثيراً فنحسب أن الله بلغه إياه
إن فيه إخوان لنا كتير قالوا إنهم - كل واحد فيهم - هيختم القرآن في رمضان مرتين مرة لنفسه و مرة لعلاء الله يرحمه
و فيه إخوان له بيهدوا له ثواب صلاة القيام بتاعتهم هذا العام
و إن إخوانه بيدعوا له يومياً على الإفطار
كل ده من فضل ربنا على علاء - الله يرحمه - و بسبب اختيار علاء لصحبة صالحة فنفعته في الدنيا و تنفعه في الآخرة إن شاء الله
و ده كان فيديو علشان نفتكر علاء دايماً من مدونة عمر الجارحي ( أيام من حياتي )0
رابعاً : يسرني و يؤسفني و يفرحني و ينكد عليا في نفس الوقت ، إني أذيع على حضراتكم هذا النبأ السار المؤلم السعيد الحزين

سمسم ، صاحبي الأنتيخ ، قرر يدون ، و مش بس كده ، لأ ، دا قرر يدون معايا في المدونة دي غصب و اقتدار و عافية و فتونة ، و أنا مسلم أمري لله ، و ربنا يستر و يجيب العواقب سليمة
و كالعادة في هذه الحالات لازم نكتب الأكلاشيه الشهير
المدونة غير مسئولة عن رأي الناس اللي بتكتب فيها ، و صاحب المدونة غير مسئول عن أفكار صاحبه
سمسم صاحبي الأنتيخ من فترة كبيرة ، من ساعة ما دخل الجامعة ، يعني بعد ما أنا دخلت الجامعة بسنة ، و على الرغم من إن أنا و سمسم أصحاب من أيام ما كنا عيال صغيرين خالص و كنا بنلعب مع بعض و احنا صغيرين ، إلا إننا أنتمنا لما دخل هو الجامعة
أنا و سمسم متفقين في حاجات كتير ، و مع ذلك باحس إننا بنختلف أكتر ما بنتفق ، و سعداء ببعض جداً و مع ذلك باحس إننا بنخنق على بعض أكتر ما بنفرح بعض ، هي علاقة غريبة عجيبة مريبة بصراحة ، لكن اللي حقيقي احنا الاتنين عارفينه ، إن كل واحد فينا هو صوت الضمير للتاني ، بس صوت الضمير اللي مش بيحب يسمعه ههههههههههههههههه
أكيد سمسم هيكون إضافة قوية للمدونة ، و بالرغم من إننا ممكن نختلف في الآراء و الرؤى ، إلا إننا لازم بنحترم بعض ، و بنتعلم من بعض و ربنا يستر و مانكسرش دماغ بعض ، و اسيبكم مع سمسم و مقالاته اللي هيتحف بيها المدونة
أنا معاكم في انتظاره

الأربعاء، ١٢ سبتمبر ٢٠٠٧

البسمة الباكية


كعادتي هذه الأيام ينتهي يومي بعد صلاة الفجر بقليل ، حيث أحب المذاكرة في وقت الليل و الناس نيام ، و لكن هذه المرة ، على غير سابق استعداد ، تغير الأمر


فذهبت هذا اليوم لصلاة الفجر في المسجد الذي اعتدت أن أراه فيه في الفجر ، و تأخرت قليلاً فدخلت المسجد بعد الركعة الأولى ، لأجد أحد إخواننا يؤم المصلين و لم أعهد منه أن يصلي الفجر في هذا المسجد البعيد عن بيته
و بعد انتهاء الصلاة ، توجه هو إلى الميكروفون و أنا لازلت في الركعة الثانية
و إذا به ينعي وفاة الأستاذ علاء عصام جُبة ، و شعرت بانقباضة في قلبي ، الإسم يشبه اسمه ، و لكن الأمر ليس بالسهل عليّ تصديقه ، انتهيت من الصلاة و خرجت من المسجد لأسأله ، " انت تقصد مين ؟ تقصد علاء ؟؟؟ " قال " أيوه علاء " ، " علاء صاحبنا ؟؟؟ " قال " أيوه هو " ، علاء خريج كلية التجارة ؟؟!! قال هو علاء


لم أصدق نفسي ، و جلست على الأرض أبكي و أبكي ، حتى استوعبت الأمر ، ثم نهضت و قلت له " حصل ازاي الموضوع ده و فين و ازاي ؟؟؟ " و راح يسرد لي الأمر بإيجاز ، فتأكدت منه من موعد الجنازة و من المسجد الذي سوف تخرج منه ، و انصرفت إلى بيتي و أنا انتحب و انتحب كما التائه لا يدري أين تأخذه قدماه ، تركتها تسير فهي تعرف الطريق وحدها ، و كل ما يدور بذهني تساؤلات


هل انتهى الأمر هكذا ؟؟ ، ألن أراه ثانية في صلاة الفجر ؟؟ ، ألن أراه كل جمعة بعد الصلاة ؟؟ ، ألن أراه في مناسبات الإخوة التي كان حريصاً كل الحرص على حضورها ؟؟ هل غابت هذه البسمة إلى الأبد ؟؟ هل كان ملك الموت يتتبعه و هو بيننا ؟؟ لم يغب عني كثيراً ، فقد كنا منذ يومين في حفل خطبة أحد إخواننا ، فهل كان ملك الموت يتتبعه في روحته و غدوته ؟؟


و على قدر ما أضحكتنا يا علاء باسكتشاتك اللطيفة و " قفشاتك " الجميلة ، على قدر ما أبكيتنا برحيلك عنّا


أدخل البيت و أنا انتحب و سمعت والدتي صوت بكائي و أنا بالباب الخارجي ، فخرجت لي مسرعة مندهشة ، تسألني " مالك يا بني ؟!! " و أنا لا أجيب ، و دخلت الشقة و خرجت لي أختي من غرفتها تسألني هي الأخرى ، و استيقظ والدي على إثر نحيبي ، و قد ارتميت بوجهي على " الكنبه " و يسألونني جميعاً و لست مجيباً أحد ، لست أقول غير ( إنا لله و إنا إليه راجعون ) أرددها كثيراً خشية أن ينفلت لساني بما يغضب ربي ، و بعد ما صاروا يسألونني عما بي بإلحاح شديد ، قلت بالكاد " واحد صاحبي مات " و أي واحد هو ؟! ، ليس كأي أحد ، إنه علاء


علاء ، الأخلاق متجسدة في إنسان
علاء ، الذوق و الأدب و الحترام
علاء ، البسمة و الضحكة و الفرح
علاء ، الدعوة المخلصة الصادقة
علاء ، الشباب في عنفوانه و قوته


علاء ، آخر إنسان أتوقع أن نفقده هكذا من بيننا و هو في عز شبابه ، فهو كان - و لا مبالغة - أكثرنا شباباً و حيوية


نهضت من على " الكنبه " و ذهبت إلى الكمبيوتر أستخرج صوره و أبكي ، حتى نهضت و ذهبت إلى غرفتي و استلقيت على سريري أكتم أنفاسي و بكائي ، قررت أن أنام حتى أستطيع أن أصحو للجنازة ، ولكن من أين النوم يأتي ؟!! ، فلم أنم ، رحت إلى الكمبيوتر ، و قررت كتابة التدوينة السابقة ، بعد أن قصصت صور علاء حتى أضعها بالتدوينة
ثم بعدها رحت أخلد للنوم بعد أن أرهقني و أعياني البكاء و بعد أن جفت الدموع من عيني


ليس أمامي وقت طويل ، أنام فقط ساعة و ثلث الساعة حتى أستطيع أن أذهب للمسجد مبكراً ، و بعد أن نهضت من نومي على صوت المنبه ، أحسست بنوع من التوهان ، لا أدري ما هذا اليوم ، هل هو يوم حقيقي ؟

نهضت و أنا أحس بنوع من الذهول ، ارتديت ملابسي و توجهت للمسجد الذي سوف تخرج منه الجنازة ، و لكن و أنا في الشارع أحسست بأن قدماي لا تستطيعان حملي ، فاستوقفت " توك توك " و توجه بي إلى المسجد ، و أنا لا أكاد أصدق بعد ، و أسأل نفسي في حيرة ، إلى أين أنا ذاهب ؟!! ، هل حقيقةً إلى جنازة علاء ؟!! ، هل أنا ذاهب لأودع جثمانه إلى الأبد ؟!! ، هل صعدت روحه إلى بارئها ؟!! ، لست مدركاً للأمر و أبعاده ، لست متهيئاً لهذا الحدث و هو ثاني حدث يمر عليّ كهذا في خلال 6 أشهر فقط بعد أن قضى صديقي الضابط الشهيد محمد عبد الكريم المتناوي شهيداً للواجب و هو يدافع عن فتاة كانت مختطفة بهدف اغتصابها


دخلت المسجد فإذا به ممتلئ بأصحابي و أصدقائي و أناس أعرفهم و آخرون لا أعرفهم ، و لا أكاد أتخيل أن هذا النعش الذي هو أمامي يرقد بداخله أخي و حبيبي علاء ، تقدمت الصفوف حتى أجلس بجواره و لو للحظات قبل أن نودعه للأبد ، و الخطيب والد أحد إخواننا يخطب فينا مواسياً و معدداً مناقب علاء و داعياً له ، حتى حان وقت الصلاة ، و لا أدرك الأمر بجد ، الأحداث تتسارع نحو نقطة واحدة ، الأحداث تتجه كلها نحو تلك النقطة


أفيق من شرودي على التكبير ، و عندما حان الدعاء له ، ارتج المسجد بالبكاء و النحيب ، و تمنيت ألا ينطق الإمام بالتكبيرة الرابعة ، تمنيت أن نظل بقية عمرنا ندعو له ، فمهما دعونا لن نوفيه ، و لكن الأحداث لازالت تتسارع و تنتهي الصلاة ، شيئ عجيب يحدث لي ، أنظر إلى شخص ما فأراه علاء ، أقول في نفسي " علاء أهو ، لسه عايش " ، أقترب منه ، فلا أجده هو ، أقول ربما يشبهه ، أقترب أكثر ، فلا أجد أي شبه ، ليتكرر معي هذا الأمر أكثر من مرة ، فأدركت أنها هلوسة ، أخرج خارج المسجد مسرعاً لأقف على الباب و أستعد لخروج النعش و حمله ، و هم بالداخل يقفون بجواره ينتحبون و يدعون له ، و أخيراً يخرج النعش من المسجد متجهاً إلى تلك النقطة التي تتسارع في اتجاهها


أحمل النعش و لا أكاد أصدق أنني أحمله ، أصبر نفسي بقراءة القرآن و الدعاء له ، و أترك النعش لغيري حتى ينال الثواب ، لأسير بجواره ، و أشغل لساني أحياناً بالدعاء له ، و يلجم البكاء لساني أحياني أخرى


و سريعاً سريعاً نصل إلى تلك النقطة ، حيث القبر مفتوح في انتظار هذا الجسد الطاهر و يوضع النعش ، و يحملون جسد علاء ليدخلوه في هذا المكان الضيق المكتوم ، من هذه الفتحة الصغيرة التي لا تصل في مساحتها إلى مساحة شباك في منزل ، و يعلو صوت البكاء ، و تتابع النظرات الأخيرة على جسد هذا الملاك ، و تمر اللحظات متسارعة ، ثم ، ثم يغلقون عليه القبر و هو فيه وحيد ، لا إنسان منا معه ، تركه الأهل و الأصحاب و الأحباب و الجيران ، أغلقوا عليه الباب بالأقفال ، فلا أنيس منا و لا جليس


وقفنا يخطب فينا أحدهم و يدعو له ، و انصرف الناس و بقينا بجواره لا نريد أن نتركه و نمضي ، ختمنا على قبره القرآن ، فقد كان يوصي إخواننا بأن نختم له القرآن يوم عرسه ، و لكننا نختمه اليوم ، يوم رحيله


و بالكاد استنهضَنا مربيينا لنمضي و نتركه و نحن لا نريد أن نتركه ، و لكن مضينا امتثالاً لسنة نبينا لما ذكرنا بها أحد مربيينا ، و أنا ألقى النظرات الأخيرة على قبره في صمت ، و أتخيل كيف يبيت الليلة وحيد ، في ظلام علينا شديد ، إلى يوم الخلود ، و لكن الله سوف يضيء له قبره ، و سوف يؤنس وحشته إن شاء الله ، إلى أن يدخله برحمته في جنات و نهر ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر


كان هذا اليوم يوماً صامتاً
لم أحدث فيه أحداً إلا قليلاً
رحلت يا علاء يا صاحب البسمات و الضحكات
رحلت و طبعت في قلوبنا

بسمة باكية


اللهم اجعل القرآن له جليساً و أنيساً
اللهم اجعل عمله الصالح له جليساً و أنيساً
اللهم وسع له في قبره مد بصره
اللهم أظله في ظلك يوم لا ظل إلا ظلك
اللهم اسقه يوم القيامة شربة لا يظمأ بعدها أبداً
اللهم أدخل الجنة بلا مناقشة حساب و لا سابقة عذاب
اللهم أسكنه الفردوس الأعلى مع الشهداء و الصدقين و الأنبياء و المرسلين
و حسن أولئك رفيقاً

الاثنين، ١٠ سبتمبر ٢٠٠٧

قلب آخر لم يُخلق للحياة

كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ


إنّا لله و إنّا إليه راجعون


قلوب لم تُخلق للحياة


و قلب آخر لم يخلق للحياة


لم يُخلق للعيش في هذه الدنيا


( و للدار الآخرة خيرٌ للذين يتقون )


علاء

شاب نشأ في طاعة الله


و عمل لدعوة الله

كان على خير خُلق و خير دين

ما أكثر أن قابلته في صلاة الفجر فقد كان حريصاً عليها

لم أكن أراه إلا في الخير

و في زيارة إخوانه سواء في فرح أو في حزن لم يكن يتأخر

سباقاً للخير ودوداً ، قوياً في الحق محباً لإخوانه

طيب النفس ، نقي القلب ، باسم الوجه

عُذِّب في سبيل الله و أوذيَ في سبيل الله


أحسبه كذلك و لا أزكي على الله أحداً و الله حسيبه

و في ربيعه الثاني و العشرين

يرحل عنّا اليوم

و يودعنا

و يتركنا مكلومين محزونين لفراقه

رحم الله أخي علاء و أسكنه فسيح جناته

فقد سأل الله الشهادة بصدق و نالها

فقد مات غريقاً بعد انقلاب السيارة في ترعة المريوطية

الأخ علاء ، ابن الدعوة البار


علاء بين إخوانه


سنفتقد بسمتك الملائكية


علاء في فرح أحد إخوانه يردد : الله غايتنا و الرسول زعيمنا و القرآن دستورنا و الجهاد سبيلنا و الموت في سبيل الله أسمى أمانينا


وداعاً أيها الملاك

أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه

اللهم ارحم أخي علاء رحمة واسعة يعجب منها الأولون و الآخرون

اللهم باعد بينه و بين خطاياه كما باعدت بين المشرق و المغرب

اللهم اغسل خطاياه بالماء و الثلج و البرد

اللهم نقه من خطاياه كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس

اللهم أدخله الجنة بغير حساب و لا سابقة عذاب

اللهم أظله في ظلك يوم لا ظل إلا ظلك

اللهم احشره في رفقة نبينا الكريم محمد صلى الله عليه و سلم

اللهم اسقه يوم القيامة شربة ماء لا يظمأ بعدها أبداً

اللهم أدخله الجنة بغير حساب و لا سابقة عذاب

اللهم أسكنه الفردوس الأعلى مع الشهداء و الصديقين و الأنبياء و المرسلين

اللهم أسكنه الفردوس الأعلى مع نبيك و رسولك محمد - صلى الله عليه و سلم - كما سار على سنته و اتبع هديه و سبيله و جاهد في سبيل دعوته و إعلاء كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله

اللهم إني أسألك لنا و لأهله الصبر و السلوان

اللهم إني أسألك لنا و لأهله الصبر و السلوان

اللهم إني أسألك لنا و لأهله الصبر و السلوان

اللهم لا تحرمنا أجره و لا تفتنّا بعده

اللهم لا تفتنا بعده ، و ألحقنا به على خير في مستقر رحمتك

اللهم كما جمعتنا في الدنيا ، اجمعنا في الآخرة في جنتك على سرر متقابلين

اللهم إنه كان يبحث عن زوجة صالحة ، فزوجه بالحور العين

في جنة الخلد يا رب العالمين

لم تحبنا إلا في الله ، أحبك الذي أحببتنا فيه

يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي


الخميس، ٦ سبتمبر ٢٠٠٧

إلى أختي المدونة الصغيرة بسمة

المدونة الصغيرة أختي بسمة صابر علام صاحبة مدونة فوق .. صحصح


تابعت مدونتك منذ اليوم الأول الذي عرفتها فيه من خلال مدونة كش ملك
و سعدت كثيراً بانضمامك إلى عالم التدوين إلى جانب أختنا الصغيرة الوردة الزرقاء شقيقة أخي و حبيبي د. أحمد الجعلي ، و سعدت أيضاً عندما قرأت كلماتك عن الطابع الخاص لمدونتك و لمست فيك أملاً كبيراً



و تابعت أيضاً تدوينتك الأخيرة و قرأت المقال الذي نشره محمد عبد العاطي على موقع عشرينات ، و تابعت أيضاً التعليقات ، و أسفت كثيراً لهذا المشهد الغريب



أختي الصغيرة بسمة ، لن أخوض كثيراً في تحليلي الشخصي لهذا المشهد و الذي قد يكشف لك شيئاً من حقيقية الأمر و تداعيات المشهد و كيف ظهر بهذه الصورة لأنني لا أريد أن أخرج رسالتي إليكي عن مضمونها الذي أردت لها
إنما كانت هذه الرسالة إليك أبث فيها بعضاً من خواطري المبعثرة في ذهني على إثر ذلك المشهد


و لكن قبل ذلك أود أن أعتذر لك بالنيابة عن الإخوان المسلمين إذا كانت بعض تعليقات المتحمسين للجماعة على مقال محمد عبد العاطي قد حملت نوعاً من السخرية أو التهكم أو الشدة أو أي كلمة أصابتك بالضيق أو تسببت في أي قدر من الألم النفسي لك



أقول تعليقات المتحمسين لجماعة الإخوان المسلمين و ليس أعضاء الجماعة ، فهذه التعليقات لا تكون أبداً لأعضاء من جماعة الإخوان المسلمين ، فقد عرفتهم جيداً ، و تربيت في السنتين الأخيرتين من عمري داخل صفوفهم ، و أصبحت واحداً منهم ، و أعرف كيف يتقبلون كل مخالف لهم ، و كيف أنهم يقابلون الفكرة بالفكرة و الرأي بالرأي و لا يتعرضون إلى الأشخاص أو الهيئات بالتجريح ، و إنما نقبل الأخر و ندعوا إلى سبيل ربنا بالحكمة و الموعظة الحسنة
هذه التعليقات على المقال ليست إلا لشباب متحمسين للجماعة ممزوج باندفاع الشباب أو ربما لشباب ليس لهم علاقة تنظيمية بالجماعة و لكن يرون الظلم الواقع على الجماعة يوماً بعد يوماً فيندفعون أحياناً في مهاجمة كل من يخالفها أو يراها بصورة بعيدة إلى حد ما عن الواقع



أقول هذا عن معرفة بطبيعة هذه التعليقات ، و ذلك أنني كنت كذلك قبل أن أنضم للجماعة ، كانت تعليقاتي على المهاجمين للجماعة أشبه بهذه التعليقات و كان اندفاعي أكثر من ذلك و حماسي و تعصبي للجماعة أكثر قبل أن أنضم للجماعة بينما كان أعضاء الجماعة ليسوا بهذا الاندفاع و التعصب في الدفاع عن الجماعة



و بعد انضمامي للجماعة تعلمت أن أولوياتنا تنصب أولاً على العمل و نشر فكرتنا و الدعوة إليها ، و المخالفين لنا في الرأي نتقبل نصائحهم و نأخذها بعين الاعتبار دائماً و نستفيد بها ، و بعد ذلك لا وقت لشيئ آخر



و تعلمت بداخل الجماعة أن كسب القلوب أهم من الانتصار للفكرة ، فقد ينتصر الفرد لفكرته و يخسر قلوب الناس و لكننا لا نفعل ذلك و لا نحبه ، و نسعى دائماً لكسب قلوب الناس أولاً و هذا بالطبع لم أجده في التعليقات على المقال مما يجعلني على يقين أنه لا يوجد أي أحد من المعلقين على المقال من الأعضاء الفعليين للجماعة


لا أخفي سعادتي بأن صغيرة في عمرك عندها الاهتمام بتكوين فكرة عما يدور حولها ، و عندها الاهتمام بتكوين فكرة عن جماعة الإخوان المسلمين ، أياً كانت هذه الفكرة و مضمونها إلا أن ذلك يبعث على الأمل

أختي الصغيرة بسمة ، لست بصدد دعوتك لحب جماعة الإخوان أو تعريفك بها و تغيير فكرتك عنها ، فمن خصائص دعوة الإخوان " إيثار الناحية العملية الإنتاجية على الدعاية والإعلانات " (1) ، و لكني في هذه الرسالة بصدد أن أقول لك تعالي و إن اختلفنا ، تعالي أن نبتغي نفس الهدف و أن نسلك نفس السبيل و إن اختلفت طرقنا في السير

السبيل الذي سلكه رسول الله صلى الله عليه و سلم ، سبيل الرسل و الأنبياء " قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ " (2) ، تعالي نسير في هذا السبيل كل بطريقته نبتغي جميعاً هدفاً واحداً ألا و هو رضا الله سبحانه و تعالى

تعالي ندعو إلى الله كما فعل الرسول الكريم و أصحابه الأبرار
ندعو إلى الله بالعلم و التعلم و التفوق و التقدم
ندعو إلى الله بنشر تعاليم دينه الحنيف
ندعو إلى الله بنشر القيم السامية و الأخلاق الطيبة

أختي الصغيرة بسمة ، إن كل مظلوم في هذا العالم سواء كان مسلماً أو غير مسلم إنما ينتظر عودة المسلمين ليقودوا العالم بالإسلام فينشروا فيه العدل و ينصروا الضعيف كما فعل المسلمون الأوائل ، فالعالم ينتظر المسلمون ، و المسلمون ينتظرون العرب ، و العرب ينتظرون مصر ، و مصر تنتظر شبابها و أبنائها ليرفعوا هذا الظلم من العالم ، و أنت واحدة منهم

فاعلمي أختي الصغيرة أنما أنتي أمل كل أم ثكلى غاب عنها ولدها بين رصاصات الغدر أو في سجون الظلم ، و أنت أمل كل طفل أو طفلة فقدوا أبائهم أو أمهاتهم تحت نيران مدافع الظلم و العدوان و عاشوا لوعة اليتم و الوحدة ، أنت أمل كل أرملة فقدت زوجها عائلها وعائل أبنائها
أنت أمل كل طفل من أطفال الشوراع في حياة كريمة ، أنت أمل كل يتيم في لمسة حانية وحياة طيبة ، أنت أمل كل فقير معدم لا يقدر على كسب قوت يومه في أن يحيا كريما بين الناس ، أنت أمل كل من فقد أرضه وعرضه في أن يسترد كرامته ، أنت أمل كل صاحب حق ضاع حقه ظلماً





أنت من ستثأرين للعدل من الظلم ، لمحمد الدرة و إيمان حجو من المعتدين الغاصبين ، أمل لكل جنين بقرت بطن أمه وهي تحمله ، أنت أمل هدى غالية التي فقدت أسرتها كاملة علي شواطئ غزة بصواريخ الاحتلال الغاشم ،
أنت أمل العالم في الخير .. في الحب .. في السلام

فانطلقي في هذه الحياة مستعينة بالله مستمدة تأييده و عونه رافعة لواء الحق والعدل والحرية داعية إلي الحب والسلام والصدق والأمانة والرحمة والخير ، إلى كل القيم السامية والأخلاق الحميدة

واجمعي حولك كل من لهم نفس أفكارك و مبادئك و اعملوا سويا " و تعاونوا على البر و التقوى " (3) " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " (4) ، فإن " يد الله مع الجماعة " (5) ، ولا تكوني أبدا علي الطريق وحدك فــ " إن الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم يأخذ الشاة القاصية والناحية " (6) ، وابحثي لفكرتك عن مؤيدين في كل أرجاء العالم و اعملوا معاً حتى تكون دعوتك عالمية وتكوني كرسول الله صلى الله عليه وسلم " رحمة للعاملين " (7

واعتذري لمخالفيك بل وتعاوني معهم فيما تتفقين معهم عليه ، واجعلي ارضية مشتركة بينك وبين الجميع واجعلي دعوتك دعوة تجمع ولا تفرق ، و إن اختلفت الأراء فلا تدعي الخلاف يتعدى إلى القلوب واكسبي قلوب مخالفيك بالكلمة الطيبة والتهادي " تهادوا تحابوا " (8) واجعلي شعارك معهم دائما " نتعاون فيما اتفقنا عليه ، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه

ولا تيأسي أبداً من ر وح الله ومن نصره
" ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون " (9
" ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز " (10
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (11
وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ * (12

و امتثلي دائماً لآيات القرآن التي خاطب فيها الله المؤمنين و احفريها في قلبك
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ * (13

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً (14

و حققي في نفسك و في من حولك صفات المؤمنين

إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15

قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * (16

و اجعلي دوماً أمام عينينك و في قلبك هذا الشعار و اكتبيه في كل مكان حولك
" أصلح نفسك ، و ادع غيرك ، و لا تكن وحدك "

و اعلمي و أنتي مقبلة بعد سنين قليلة على مرحلة الشباب " إنما تنجح الفكرة إذا قوي الإيمان بها ، وتوفر الإخلاص في سبيلها ، وازدادت الحماسة لها ، ووجد الاستعداد الذي يحمل على التضحية والعمل لتحقيقها . وتكاد تكون هذه الأركان الأربعة : الإيمان، والإخلاص ، والحماسة ، والعمل من خصائص الشباب . لان أساس الإيمان القلب الذكي ، وأساس الإخلاص الفؤاد النقي ، وأساس الحماسة الشعور القوي ، وأساس العمل العزم الفتي ، وهذه كلها لا تكون إلا للشباب. ومن هنا كان الشباب قديما و حديثا في كل أمة عماد نهضتها ، وفي كل نهضة سر قوتها ، وفي كل فكرة حامل رايتها " (17
انتهت الرسالة
ربما تكون بعض كلماتي صعبة أو كبيرة عليك و ربما لا ، و لكن هي رسالتي لك ، اقرأيها كل سنة تكبرين فيها و تلمسي فيها في كل سنة تكبرينها معانٍ جديدة و فهماً جديداً و قراءة جديدة أكثر نضجاً و من قلب الحياة

و أخيراً أعتذر إن كنت أطلت عليك ، و أرجو ألا أكون أزعجتك بكلماتي ، و أسأل الله أن ينفعك و ينفعني بها




----------------------------------
1- رسالة المؤتمر الخامس ، كتاب مجموعة رسائل الإمام الشهيد حسن البنا
2- سورة يوسف ، آية 108
3- سورة المائدة ، آية 2
4- سورة آل عمران ، آية 103
5- سنن الترمذي ، و عارضة الأحوذي
6- مسند الإمام أحمد ، و تخريج الإحياء
7- سورة الأنبياء ، آية 107
8- بلوغ المرام
9- سورة يوسف ، آية 87
10- سورة الحج ، آية 40
11- سورة النور ، آية 55
12- سورة القصص ، آية 5 و 6
13- سورة الحج ، آية 77 و 78
14- سورة النساء ، آية 135
15- سورة الحجرات ، آية 15
16- سورة المؤمنون ، آية 1 - 9
17- رسالة إلى الشباب ، كتاب مجموعة رسائل الإمام الشهيد حسن البنا

الجمعة، ٢٤ أغسطس ٢٠٠٧

الفقي لمّا يسعد

الفقي لما يسعد ، يجي له تاجين مرة واحدة

التاج الأول من الأخت الكريمة منة الله
و التاج الثاني من الأخت الكريمة سالي

مؤامرة طبعاً ، و لا يخفى على أحد صداقتهما ، و بما إني بحب نظرية المؤامرة ، لازم أقول إنها مؤامرة ، لكن مؤامرة جميلة بجد ، و طبعاً أنا بهزر، أكيد مش مؤامرة و لا حاجة إن شاء الله ، و على الرغم إن مافيش حد عرف يعمل معايا تاج خالص لحد دلوقتي ، حتى أمن الدولة لحد دلوقتي – الحمد لله – مش عمل معايا أي تاج ، و فشل أعضاء الجلسة التربوية التي أحضرها في إجلاسي حتى الآن على كرسي الإعتراف و عمل التاج اللازم ، بعد ما بهدلتهم كلهم في كراسي إعترافهم ، إلا أنني سعيد جداً بالتاجين دول

ففضلاً عن كونهما من أختين فاضلتين أعتز شخصياً بهما ، إلا أن التاجين أيضاً كانا محل إعجاب لي
لأني رأيت في التاجين بحثاً عن مفهوم الأسئلة عند كل شخص أكثر من البحث عن إجابة الأسئلة

فكل سؤال يبحث عن مفهوم ما يسأل عنه أكثر من بحثه عن إجابة عليه

و ده كان سبب إعجابي جداً بالأسئلة
و نتوكل على الله ، و ربنا يرحمنا ، و إنا لله و إنا إليه راجعون
و معلش لو هتقل عليكم شوية ، و أرغي كتير أحياناً


لكن قبل ما أبدأ ، عايز أقول لأختي ، جزاك الله خيراً
لأنها هي اللي بتكتب لي التدوينات على الكمبيوتر بسبب انشغالي
جزاها الله خيراً


التاج الأول ، من الأستاذة منة الله



انت مين ؟
فكرت كتير في السؤال ده في حياتي ، و دا آخر ما توصلت له
أنا مش عمرو ، عمرو ده اسمي
و مش مسلم ، مسلم دا ديانتي
و مش إنسان ، إنسان ده نوعي
و مش كذا لأن كذا ده كذا و هكذا
و أصبحت إجابتي على هذا السؤال ده
انت مين ؟
أنا نفسي بكل تفاصيلها ، و اللي هي كتير جداً ، بس أهم حاجة فيها : إنها لإنسان



مين أكتر 6 أشخاص بتحبهم ؟

نتكلم خارج الأسرة و نتكلم كمان في الناس اللي عايشين

بحب أستاذ عبد الرحمن ، كان مسئولي التربوي في فترة من الفترات ، إنسان مخلص أوي و صادق أوي ، بجد بيشتغل لله أوي أوي أوي و بحاول أتعلم منه الحاجات دي

بحب ميزو ، كان مسئولي الإداري في الكلية ، بيحب الدعوة و همته عالية ، و كنت دايماً حريص على إني ألازمه علشان أتعلم منه ، إنسان أهل للثقة بجد ، و أخ من إخوان الزمن الجميل ، مش إخوان اليومين دول

بحب الدرعمي ، مراقب عام منتدى كل الطلبة ( منتدى طلاب جامعة القاهرة ) بحب فكره ، و أدبه و أسلوبه في الحوار – بس ع المنتدى بس :D - اتعلمت منه اسلوب الحوار الهادئ المحترم

بحب أختي ، هتقولوا أختك من الأسرة ، هقولكم لأ ، أختي صديقتي أكتر من كونها شقيقتي

بحب د/ محمد ، أثر كتير جداً في صياغة أفكاري في الفترة الأخيرة ، و تعلمت منه إن الفطرة السليمة هي دليلي في فهم الإسلام ، و مجموعة من أروع الأفكار ، و لو إني بدأت أختلف معاه شوية

بحب د/ حسيب ، شوفت فيه ( فاعط كل ذي حق حقه ) و اتمنى إني أقدر أعمل كده
يمكن الناس دي مش أكتر شخصيات بحبها ، لكن لا شك إني بحبهم جداً و تأثرت بهم بشدة



انت سعيد ؟

مافيش حد سعيد على طول ، و مافيش حد حزين على طول
كل إنسان بيمر بفترات فرح و فترات حزن
بس المهم إن الحزن مايطولش ، علشان كده كده هيروح
يبقى طالما كده كده الحزن هيروح يبقى يا ريت نعديه بسرعة
و مادمت أنا كده كده هبقى سعيد تاني ، يبقى ليه أفضل حزين كتير

لكن أطول فترة حزن في حياتي كانت بعد ما فسخت الخطبة ، فضلت تقريباً 5 شهور عايش في حزن و اكتئاب
مش بس علشان كنت بحب خطيبتي ، لكن كمان لأني اكتشفت إن مافيش حد في الدنيا دي حاسس بيا و لا واقف بجد جنبي ، حقيقي مافيش حد وقف بجد جنبي و لا حتى أقرب أصحابي ، فضلاً عن ناس كنت فاكرهم هيقفوا جنبي بجد و ماحصلش اللي كنت منتظره منهم

في أغلب الأحيان سعيد الحمد لله ، لكن أحياناً بحب أعيش لحظات من الشجن الجميل



لو اجتمعت انت و حسني مبارك في غرفة واحدة ؟

ياااااااااااااااااااااااااااه
كتير حصلت ، بس في الحلم ، بس كنت دايماً باحلم إن أنا و هو بنتمشى مع بعض على شاطئ الترعة و هو لابس جلابية بيضاء و أنا دايماً باسئله أسئلة عن أسرار السياسة في العالم و إني عايز أفهم اللي مافيش حد فاهمه في الدنيا دي غيره هو و أقرانه و مساعديهم
قلت لواحد صاحبي على إني باحلم بحسني مبارك أكتر من مرة ، و قال لي
إن اللي بيحلم بالملوك و الرؤساء ، بيكون له شأن عظيم ، حاسبوا بقى مني
لكن لو اجتمعت أنا و مبارك في غرفة واحدة و على الرغم من اقتناعي التام بأن مصيبتنا الأولى في أنفسنا أكثر من كونها في النظم التي تحكمنا ، إلا أنني لن أدع الفرصة تفوت و سوف أقول – بإذن الله – كلمة حق عند إمام جائر



لو معاك مليون ونص جنيه......تعمل بيهم ايه؟

يا سلااااااااااااااام ، من بقك حضرتك لباب السما
يعني بالرغم من إنهم مش كتير أوي – فقر و عنطظة بقى – إلا إني هصرفهم بالطبع كعادتي في عدم استبقاء أي أموال – الله يخرب بيت الكيف – فيما هو آت :
400 ألف هشتري بيهم شقتين في أحياء راقية أعملهم عيادتين
100 ألف هروح أحج أنا و والدتي و أختي – طيب اشمعنى أبويا يعني ؟؟ - علشان حج قبل كده و خلاص ، بس لو فاض فلوس هاخده معانا برضه ، أهو يكفر عن سيئاته اللي بيعملها فيا J
500 ألف هشتري حتة أرض و أبني عليها فرع لجمعية رسالة الخيرية عندنا
100 ألف أشطب الشقة و أتجوز و أغير العربية
400 ألف للإخوان ، بس هاشترط عليهم يشتروا منهم ميكروباصين ، علشان المواصلات بتستنزف دعم كبير في الرحلات و كمان الميكروباصين في الأيام اللي مش فيها رحلات و دي الأغلب بالطبع نشغلهم على خط المواصلات و الفلوس اللي يجيبوها تدخل للدعوة برضه

يا خسارة خلصوا خلاص ، أبقوا ابعتوا كمان شوية الله يكرمكم



بتحب مصر ؟؟؟

مصر كده حتة واحدة ، ليه هو أنا قلبي كله قد إيه ؟!
طيب أما نشوف مصر دي إيه :
مصر الأرض ، انتوا عارفين ، الأرض مش بتبقى فارقة أوي ، بس أرض مصر مليانة أماكن طبيعية جميلة علشان كده بحبها ، بس التراب بقى و الرملة يا ساتر ، فظيع فظيع فظيع
مصر التاريخ ، أه بحبه ، حضارة فرعونية ، و حضارة قبطية و حضارة إسلامية ، على شوية حروب و معارك جامدين برضه ، يعني تاريخ عدالة بصراحة ، مش سهل برضه تلاقي زيه في أي بلد تانية
مصر الأهل و الناس ، هم غلابة ، صعبانين عليا ، بس زعلان منهم علشان دايماً ماشيين بمنطق اللي يتجوز أمي أقول له يا عمي ، و مش مهم بقى عمي دا فاسد ، ديكتاتور ، مابيخافش ربنا ، مش مهم ، اللي نعرفه أحسن من اللي مانعرفوش
مصر النظم الحاكمة ، أجدع ناس ، و اللي عنده كلمة يلمها و كل واحد يروح يلعب قدام المدونة بتاعتهم علشان هنرش مية قدام المدونة دي خلاص.
طبعاً النظم الحاكمة ، مش عايزة كلام ، إحنا في الموضوع ده محققين أرقام قياسية أصلي




بتحب البنات ؟؟؟

جداً جداً جداً ، و نفسي ربنا يرزقني ببنوتين زي العسل يدوبوني فيهم بشقاوتهم ، و أفضل ألعب معاهم طول ما أنا في البيت ، و أسيب أمهم تشد في شعرها مني ، و تفضل تقول لي بتدلع بناتك زيادة عن اللزوم ، و أنا أطلع لها لساني و أقول لها ( انت بس غيرانة منهم ) ، و أسيبها ترن و أكمل لعب معاهم ، بس كمان نفسي ربنا يرزقني بـ 3 أولاد ، و يبقوا كده 5 في وش النظام



أنت مسلم ؟

آه ، يعني نعم



ليه ؟

أنا مسلم علشان أنا اتولدت لأب و أم مسلمين ، أما أنا ليه مستمر في الإسلام ، علشان داخل دماغي ع الآخر ، و مقتنع بيه كدين و نظام حياة ، و بالطبع و بلا شك لو لقيت دين أحسن من كده هاعتنقه على طول ، لأني اتعلمت كده من الإسلام ، اتعلمت أن أتبع الحق ، الحق المطلق مهما كانت العقبات ، فلو وصلني ما هو أحق من الإسلام سوف أعتنقه إن شاء الله ، علشان ما أعملش زي الناس دي ,"وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا" أو الناس دي "وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل إلينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقاً لما معهم" و علشان أنا مؤمن بالآية دي"يأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين ,إن يكن غنياً أو فقيراً فالله أولى بهما,فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا.وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيراً" و كمان " الحق أحق أن يُتَّبع " و كمان " واتبعوا احسن ما انزل اليكم من ربكم من قبل ان ياتيكم العذاب بغتة وانتم لا تشعرون " ، تمام كده



مين اكتر شخصية ما تقدرش تستغنى عنها في حياتك؟ وليه؟

أنا عاجبني جداً إجابة أختي الكريمة سالي ، و هقول إن أكتر شخصية ما أقدرش أستغنى عنها في حياتي ، عمرو ، لأنها إجابة حقيقية و واقعية و أنا شايف إن كده الصح




ايه اكتر موقف محرج اتعرضت ليه في حياتك؟واتصرفت ازاي؟

يا ساتر يا رب على الأسئلة المحرجة
طيب
كنت لسه داخل أولى جامعة ، و كنت متأثر أوي بأفلام الحب بتاعة عبد الحليم و شكري سرحان و الجماعة دول ، و كان عندي صورة في دماغي عن الجامعة كلها من التليفزيون و في نفس الوقت كنت متربي في المسجد ، بس مش مع الإخوان ، مع ناس تانية ، و كنت نفسي أعيش قصة حب ، و في إطار حلال مش حرام ، و في بداية التيرم التاني لأول سنة ، و كنت مش باتكلم مع بنات إلا نادراً ، و كنت في الوقت ده متأثر بشريط غنائي لـ هاني شاكر – منه لله – و كانت فيه بنت معجب بيها ، طبعاً مش أعرف عنها أي حاجة غير إني بشوفها معايا في السكشن – و لأني ما أعرفش عنها حاجة كان سبب في مفاجئة غريبة إلى حد ما – و شريط أونكل هاني سخَّن معايا الموزمبليه جامد لحد ما شاط ، فرحت لها بعد سكشن و كلمتها على طول ، إني معجب بيها و كنت جاد جداً في الارتباط بيها – كنت شخص دوغري و عملي و مش أعرف اللف و لا الدوران ، أو ممكن لو أنصفت إني أقول كنت إنسان ساذج جداً – و طبعاً سمعت الاسطوانة المشروخة ، فعرفت إن الموضوع انتهى خلاص و فهمت كده بناء على شخصيتي العملية في الوقت ده ، لكن أنا فاكر يومها إني كنت أتصبب عرقاً مع إننا كننا في عز الشتاء و في المدرج خلعت الجاكت و لم أبق إلا بالقميص و مسكت الكتاب اللي معايا و في عز البرد قعدت أهوي على نفسي ، كان وشي أحمر جداً و كان جلدي ساخن جداً لدرجة إن لو حد حط عليا رغيف عيش نيئ كان هيستوي ، زي ما بيقولوا بالفعل ، قفايا يقمر عيش ، بس و انتهى الموقف بنتهى الجدية اللي بدأ بيها و ما عملتش حاجة بعدها ، لأني ما تخيلتش إنها تكون فاكراني بالعب و باتسلى ، لكن بعد كده لما كبرت و بدأت أفهم الحياة ، عرفت إن اللي سمعته ده اسمه الاسطوانة المشروخة عند البنات في الموقف ده ، و إنك عليك إنك تحاول بشكل أكثر إصرار و أكثر تمسكاً ، و ده فسر لي بعض الملاحطات اللي لاحظتها في سلوكها أمامي بعد اليوم ده
يااااااااااااااااااااااااااااااااه ، كنت شفاف أوي و كنت فاكر إن كل الدنيا زيي في صدقي و في جديتي و في التعامل دون تكلف أو وجوه زائفة و دون لف و لا دوران ، حتى إني أذكر إن قلت لها بالنص ( أنا هقول لك حاجة ، أنا مش هاعمل زي الأولاد اللي بيلفوا و يدوروا و يروحوا يقولوا للبنت أنا عايز كشكول و مش فاهم الجزء الفلاني و عايز أصور المحاضرة الفلانية بهدف إني أتعرف عليكي و نبقى أصحاب و كده ، أنا مش بتاع الكلام ده ، أنا بصراحة و على طول معجب بيكي ) طبعاً يا عيني بنت في سنة أولى جامعة تسمع الكلام ده تتخض حتة خضة ، بجد صعبانة عليا ، بس مش فهمت كده إلا بعدين لما بدأت أتعرف أكتر على الحياة ، الطريف بقى ، إنها طلعت من محافظة بعيدة جداً عن القاهرة و الجيزة ، و أنا بصراحة بحب أستقرب من منطلق ( يعني هي القاهرة و الجيزة خلصوا من البنات ، و على إيه وجع الدماغ و السفر و الحياة المتعبة دي ) لكن الحمد لله ، إنها مش وافقت ، و إني مش كنت عندي خبرات في الحياة زي دلوقتي ، لأنها كانت مش هتناسبني تماماً ، لأني وقتها مش كنت عارف أنا عايز إيه تماماً ، مجرد انبهار ضمن انبهاراتي بمجتمع الجامعة
رغيت كتير في الموقف ده ، بس حاسس إنه بيعبر بإيحاءاته أكتر من كلماته عن ذهول و انبهار شاب مهذب – و إن جاز التعبير أن أقول طفل – دخل مجتمع الجامعة في مصر دون أن يجد من يرشده إلى أي شيئ و لا من ينصحه بأي شيئ ، دون أن يجد معلم أو صديق كبير أو صاحب خبرة حقيقية بالحياة ، فبدأ يكتشف الحياة وحده و يكتسب خبراته بنفسه




ايه الأمنية اللي بتدعي ربنا دايما انه يحققها لك؟

التوفيق و التفوق





التاج الثاني من الأخت سالي

بالإضافة للأسئلة السابقة في تاج الأخت منة ، يحوي الأسئلة التالية

و تحس كده إنه تحقيق ، و إن الناس دي تبع أمن الدولة ، يلا خليها على الله



اسمك ؟

عمرو



سنك ؟

24



برجك ؟

الأسد



مجال دراستك ؟

الطب البشري و الجراحة



اسم مدونتك ؟

مكتوب فوق أهو بادَّن في مالطة ، مش بقول تحقيق



لماذا اخترته وما هى نيتك من وراء اختياره؟

لإحساسي بمشاكلنا التي في أنفسنا ، أكثر من كونها في من حولنا ، و علشان أكتب فيه عن بعض المفاهيم اللي شايفها خطأ في تفكيرنا ، نحن الشعب ، نحن الإسلاميين و أو المتأثرين بالمشروع الإسلامي ، نحن المهتمين بالشأن العام و تغييره ، و علشان أكتب عن بعض الرؤى التي أود نشرها
و أنا باعمل كده ، و ألاقي عناد غير مبرر من الذين أوجه إليهم الحوار أحياناً ، على الرغم من أن علامات اقتناع لاحت في العيون ، إلا أن هذا العند و التمسك بما هو تراث ما قد يصل أحياناً إلى الجمود و ربما الاستعصاء على الفهم الفطري للإسلام و أحكامه و مقاصده و معانيه ، يجعلني كثيراً أشعر و كأنني بادّن في مالطة
نحن نريد إصلاحات داخلية ، بداخل نفوسنا قبل أي شيئ ، تستطيع أن تستشعر كل ما أحمله من مقاصد وراء هذا الإسم و أنت تقرأ - بعقل متففتح و مستعد لتقبل كل ما هو منطقي و فطري – كتاب ( هموم داعية ) لفضيلة الشيخ الإمام المجدد محمد الغزالي رحمه الله



صورتك الرمزية في المدونه بتعبر عن ايه؟

حصان منطلق ، هكذا أريد أن أكون في الحياة ، حصان منطلق بحرية واسعة ، لا يوقفني أحد طالما لم أتعد على حرية غيري و حقوقه ، منطلق بحرية و سرعة وهمة عالية نحو أهدافه



هل فكرت فى اغلاق مدونتك والسبب؟

فكرت في إغلاقها و إعادة فتحها بعد الانتهاء من الدراسة ، و ربما أحياناً فكرت في ترك الكتابة على النت ، رغبة مني للتوجه إلى العمل الإصلاحي بشكل مباشر و توجيه كل جهودي له
و كان دائماً يتصارع في ذهني نموذجين حديثين
نموذج الإمام الشهيد حسن البنا ، ذاك النموذج الذي كتب قليلاً و عمل دائماً على تربية الرجال تربية عملية ، خرج من الذين رباهم بعد ذلك من كتبوا كثيراً و كثيراً عن فكره و تجربته
و نموذج الإمام جمال الدين الأفغاني و الإمام محمد عبده ، اللذان صاغت أفكارهما و رؤاهما فكر و رؤية الإمام حسن البنا عبر الشيخ رشيد رضا تلميذهما ، فهؤلاء لا شك عملوا و لكن أنفقوا كثيراً في الكتابة ، ما أدي إلى تشكيل فكر الحركي الإسلامي الأشهر في عصرنا الحديث الإمام حسن البنا
و يشبه كثيراً دور هؤلاء في تشكيل فكر الإمام البنا ، دور الشيخ محمد الغزالي في تشكيل فكري الشخصي
هناك من يبنون الحركات و هناك من يصيغون الأفكار ، كل يؤثر في الآخر بشكل محتلف
أعتقد أن كل ميسر لما خُلق له ، و لم أعرف حتى الآن إلى ماذا سوف أُيَسَّر ، لذا أحاول في شتى الطرق و منها الكتابة ، حتى أصل إلى إجابة السؤال الذي يشغلني كثيراً ، أين أبرع و أبدع و أتميز ؟؟؟




ايه رد فعلك لو حد قل ادبه في التعليق؟

مش عارف ، لسه مش حصل معايا كده ، لما يحصل هاعرف ، بس هاحاول أعالج الموقف بنوع من الحكمة التي أدعيها



اسوأ مدونه؟

لا أعرف



هيحصل ايه للايميل لما تموت؟

هيتقفل بعد المدة المحددة لدى كل شركة ما عادا إيميل واحد على الياهو ، ليا فيه شريك ، صاحبي الأنتيم مشاركني فيه



اديت الباسورد لحد قبل كده؟

كل الباسووردات مع أختي ، يمكن مش تعرف اليووسرنيم بتاع كل حاجة ، لكن تعرف اليوسر بتاع أغلب المواقع و الإيميلات اللي بادخلها ، و تعرف البسووردات كلها



السفر بالنسبة لك؟

فترات حالمة



الـ moodبتاعك إيه ؟

بحب الهزار جداً ، و بموت في الضحك و الناس اللي بيحبوا الضحك و الهزار ، الباقي في سؤال ( انت سعيد ؟ ) في التاج اللي فوق



بتعمل ايه في وقت فراغك؟

بقضيه بنوع من العشوائية ، بحب جداً العشوائية في وقت الفراغ ، لأن أغلب حياتي مليانة نظام ، و بصراحة مابصدق إن يبقى فيه وقت فراغ ، علشان أعيش بشكل عشوائي



الأكله المفضله؟

الفراخ المشوية ، و الزنجر ، و المكرونة بالبشاميل ، و الكريم كراميل




الصفات اللى اخذتها من والدي؟

إني أكون عكس والدي ، كان شيئ مهم في حياتي و له أثر كبير في شخصيتي ، إجابة سخيفة جداً - أنا عارف - ، بس هي دي الصراحة



الصفات اللى اخذتها من والدتي؟

الطموح و الجدية و حب التفوق و تحدي الصعاب



أكتر ست حاجات بتكرهم؟

الخيانة ، و الجبن و السلبية ، و الظلم ، و كبت الحرية و الاستبداد بالرأي و قمع المخالفين – دول كلهم حاجة واحدة مع بعض - ، وكل سوء تسوله لي نفسي ، و أن أكون طاعناً في السن غير قادر على القيام بشئوني



لماذا دخلت عالم التدوين من الأساس؟

كنت معجب بـ ( الوعي المصري ) و كنت نفسي أعمل حاجة زيها ، بس اكتشفت إني مش حابب أكون صحفي ، فبدأت أكتب أشعاري و خواطري في المدونة القديمة ( من قلب مصر ) و أحط كمان صور التقطتها فيها ، و كنت شايف المدونة مكان كويس للاحتفاظ بأشعاري بدل ما باكتبها في ورق المذاكرة و بتضيع بعد كده ، لحد ما غررت بيا الأخت الكريمة ( منة الله ) – الله يسامحها :) - لكتابة مقالاتي و أفكاري في مدونة ، و كنت أكتبها من قبل ، و لازلت أكتبها في كشاكيلي ، و مشكلتي في التدوين الكتابة على الكمبيوتر بعد الكتابة في الكشكول




أحلي جملة قيلت في وصف مدونتك؟

في الوصف نفسه مش فاكر أو مش معلق معايا حاجة
لكن أكتر تعليقين فرحت بيهم هما
الأول : تعليق للأخت خديجة على بوست ( رسالة إلى رسالة ) بتقول فيه : بصراحة أنا أخدت فكرة مكلتملة عن رسالة من موضوع حضرتك لأني من فترة وأنا عايزة أشترك في رسالة وإن شاء الله هشترك قريباً لما تسمح الظروف
و الثاني : تعليق للأخت شهيدة الأقصى – دلوقتي اسمها بحب الحق - على بوست ( نحن ندون ) و ذكرت فيه أنني شجعتها لإنشاء مدونة و بالفعل أنشأت بعد ذلك مدونة ( دروب الحياة ) بالاشتراك مع صديقتيها
و أكيد لما باحس إن الفكرة وصلت لقارئها و أثرت فيه




اهمية التعليقات بالنسبة لك؟

مردود لما أكتب و لو إني لم أكتب بعد ما سوف يثير الكثيرين ، و لكن كله جاي إن شاء الله



احلي بوست كتبته؟

بصراحة ، لسه مش كتبته لحد دلوقتي ، لسه أصلاً مش بدأت أأذن بجد غير في البوست السابق ، و كان يا دوب كده أذان خفيف ، و إن كانت التدوينات اللي قبله بتحمل بعض الهمسات قبل الأذان في مالطة ، لكن لا يزال التقيل جاي لسه ، و ربنا يستر




افضل مدونه قرأتها؟

مش عارف



افضل بوست قرأته ؟

برضه مش عارف




الشغل بالنسبه لك ؟

ضرورة ، و رسالة ، و متعة ، و هو الترتيب كده عندي ، و حد الله بينا و بين الحرام




الانترنت بالنسبه لك؟

عالم واسع عليا ، بخبط فيه شوية
أكتر صديق بتحبه؟
حسام ، بس كتير بيزعلني و مش بيراعي مشاعري



تمرر التاج ده لمين ؟

لشقلبان لو لسه مش جاوبه

أحمد الجعلي

شهيدة

قبس من نور

Icehurted gurl




ياااااااااااااااااااااه ، الحمد لله ، التاجين خلصوا
كانوا متعبين بصراحة ، لكن تعب لذيذ
و ربنا يكرمنا و نبطل صراحة بقى :)

الأحد، ٥ أغسطس ٢٠٠٧

الإسلام و حب الحياة


في هذا المقال أغوص قليلا في أعماقنا لإخراج ما قد نخجل غالبا من إظهار

كثيرا ما أحلم بالشهادة وكثيرا جدا اقرأ القصص التي تحكي عن تلك الفتاة التي قابلت ذلك الفتي الذي قد تحبه ثم ما لبثا أن قضيا سويا شهداء في سبيل الله

وكثيرا ما سمعت من فتيات أن حلم حياتهن أن يروقوا الشهادة مع أزواجهن

الشهادة شيء عظيم اعتقد أنها لا تتحقق إلا بنية صالحة ودقيقة ، ليس فيها أدني خلل أو خطأ

فها أنا كثيرا ألمح في نبرات أصوات المتهيئين للموت في سبيل الله نبرات هروب من حياة صعبة ، أو نبرات حاجة إلى أمر وفعل يكفر لهم كل ما اقترفوا من المعاصي ويضمن لهم الجنة ، نبرات يأس من الحياة وحزن وعجز عن التغيير و هنا قد يحيد القصد عن مضمون الإسلام

فالإسلام دين حياة

(من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة و لنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) النحل – آية97

هكذا كان الجزاء الذي يجزي به الله الصالحون ، الحياة الطيبة المليئة بمجاهدة النفس ومحاربة الفساد نشر العدل والحق والدعوة إ لي دين الله سبحانه وتعالى

وها هو قول الله تعالى في الحديث القدسي يشير فيه إلي أن المسلم المؤمن الصالح يكره الموت
(إن الله قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته : كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه ، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن ، يكره الموت وأنا أكره مساءته ) صحيح الجامع ، حديث رقم 6225

فها هو الحديث يوضح كره المؤمن للموت وحب الحياة

نعم ، المؤمن يحب الحياة ، و لا يحب الدنيا
المؤمن يحب الحياة الطيبة المليئة بالجهاد والتعب والمشقة والإنتاج ، ولا يحب الدنيا المليئة بالشهوات والملذات التي حرمها الله
و على الرغم من هذا فإن المؤمن يستمتع أيضاً في الحياة بما سخره الله له من زينة و رزق طيب
( قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين امنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الايات لقوم يعلمون ) الأعراف - آية 32

وتستطيع أن تستشعر الفرق بين معني الحياة ومعني المعيشة في قوله تعالي

( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً و نحشره يوم القيامة أعمى ) طه – آية124
فالجميع يعيش في هذه الدنيا ، المؤمن و غير المؤمن ، المسلم و غير المسلم ،
و لكن من يحيا حياة حقيقية طيبة ؟؟

وانظر معي في كيف أن الحياة الطيبة ترفع من قدر المؤمن في الآخرة أكثر من الشهادة

(عن طلحة بن عبيد الله أن رجلين كانا متواخيين ، فاستشهد أحدهما وبقي الثاني بعد المستشهد سنة ، قال طلحة : فرأيت الآخر من الرجلين دخل الجنة قبل المستشهد ، فحدثت الناس بذلك ، فبلغت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : أليس هو صام بعده رمضان وصلى بعده ستة آلاف ركعة ومائة ركعة ؟ ! يعني : صلاة السنة ) البحر الزخار 3/143

فها هو رسول الله (صلي الله عليه وسلم) يعلمنا كيف أن الحياة بجهادنا والصبر علي الطاعة والثبات عليها والبعد عن المعاصي والصبر عنها يرفع من درجات العبد أكثر من الشهادة .

حتى الشهادة في أصلها إنما كانت للحياة
( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون ) آل عمران – آية169

فالشهداء الحقيقيين الذين نالوا الشهادة بصدق ، إنما لم يرتضي الله لهم إلا الحياة وأبى الله أن يحسبهم الناس أمواتا ، وإنما في طي شهادتهم حياة غيرهم

و حتى القصاص من القاتل بقتله ، إنما كان للحياة
( ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب ) البقرة - آية179

بالطبع من فهم أنني ضد أن أتمني الشهادة فهو مخطئ
فانا أتمني الشهادة
ولكن أتمني أن أقدم روحي في سبيل الله ، و أنا في أكثر لحظات عمري حبا للحياة
و أنا في أكثر لحظات حياتي نجاحا
و أنا أهتف بحب الحياة
وأنا أستشهد ، أحب أن أكون شهيداً يحب الحياة

كان من دعاء سيدنا عليّ بن أبي طالب ( اللهم ارزقني شهادة في سبيلك بعد عمر طويل في سبيلك )

كل هذا جال بخاطري على أثر أحداث المسجد الأحمر
في إطار رفضي لما فعل الذين تحصنوا في المسجد
ومع رفضي الشديد أيضاً لما قامت به الحكومة من تصرف غير حكيم و معالجة غير صحيحة

الثلاثاء، ٢٤ يوليو ٢٠٠٧

في المصيف


بيحلم


اتصل بي بعد أن قابلته صدفةً هناك ، سألني : أين أنت ؟
قلت له : في الشقة .
قال لي : ألازلت في الشقة ؟!! ، تعالى مسرعاً ، أنا في المكان
ذهبت ، ظللت أراقبه من بعيد ، إنه سارح بخياله ، ينظر في الأفق ، اقتربت منه ، فلاحظ وجودي ، و ابتسم
جلست بجواره على صخرة في وسط المياه و الوقت قد جاوز العصر بساعة
نظرت إلى ما ينظر
قلت له : المنظر يبعث الشجون في النفس و يشعرني بنوع من الحزن
قال لي : فكر في شيءٍ يجعلك سعيداً
فصمت بعض الوقت و قلت له : حاولت و فشلت ، ثم سألته : إذاً فيما فكرت أنت ؟؟؟
قال : فكرت في أن يكون لي أسرة
و مع معرفتي بأفراد أسرته جميعاً ، إلا أنني فهمت ما يقصد
قلت له : زوجة طيبة و طفل رائع و طفلة جميلة ، إنه شيءٌ رائع و جميل بالفعل يجعلك سعيداً
فاستدركني قائلاً : لم أفكر في كذلك و لكن أقصد أن يكون لي زوجة أكون أنا و هي في هذا المكان العام المقبل
ففهمت أنه لا يزال يبحث عن ذلك الحب ، ذلك الوهم الصعب .





صعب و غريب


كم هو جميل
كم هو مخيف
كم هو بسيط
كم هو عميق
ماذا أخذ مننا
و ماذا أعطانا
صعب أن أكون سعيداً بمن كان سبباً في غياب أناس نحبهم و حرماننا منهم
صعب أن أدرك أنه يلمسني كما لامسهم ، و أنه يضمني كما ضمهم
و أنه يغمرني كما غمرهم ، و أنه يُلاعبني كما لاعبهم
صعب أن أدرك أنه قتلهم و هو لطالما
ساعدني على تحمل الحياة

إنه البحر

رحم الله أخي أحمد الألفي و أسكنه فسيح جناته و ألحقنا به على الخير و الحق و الهدى





لوحة


اليوم الأخير في المصيف
استيقظت لصلاة الفجر
وجدت نفسي في نفس الضيق
الذي لازمني كثيراً في هذا المصيف
صليت ثم توجهت إلى ذلك المكان الساحر
حيث يلتقي النيل و البحر يعانق كل منهما الآخر
عند منطقة اللسان جلست
ونظرت إلى بيتها أنتظر أن تخرج منه كي ألقي عليها نظراتي كالعادة دون أن أكلمها كلمة
و أخذت أسبح الله في هذا المكان الجميل
و أثناء انتظاري رأيت شباباً يدخن السجائر
و يحكم ، كيف تعكروا هذا الصفاء بهذا الدخان المقيت ، كلمات دارت في داخلي ، فلم أكن لأكلم أحداً و أنا في انتظارها
رأيت مراكب الصيد عائدة من داخل البحر بعد أن أمضوا فيه الليل كله و الصيادون عائدون برزق الله لهم ، كيف أمضوا هذا الوقت في هذا المكان المخيف الموحش و في هذا الظلام الحالك ؟!!
و أيضاً رأيت ،،
رأيت عن يميني زوجان ذوا سمت إسلامي طيب
و عن يساري زوجان على العكس من ذلك
فأدركت أنه ما استمتع العاصي بشيء إلا و تمتع به الطائع و زاد عليه تقوى الله
و نظرت إلى الزوجين عن يميني ، كم هما رائعين جميلين - الزوجة كانت منتقبة علشان ماحدش دماغه تروح بعيد – كم هما حبيبين ، و قلت للزوج في نفسي ( احمد الله على ما أتم عليك من نعمة و اسأل الله لي الزوجة الصالحة التي تعينني على أمر الدنيا و أمر ديني

و أخيراً و بعد طول انتظار ، خرجت التي جلست أنتظرها من بيتها جميلة مشرقة زاهية كعادتها ، شعرت بالغيرة لما رأيت الجميع حولي ينتظرونها مثلي
و اكتملت اللوحة عندما اكتمل قرص الشمس و صار يصبغ ماء البحر بلون أجمل من لون الذهب و توسط المنظر مركب صغير بسيط بمجدافين بسيطين و ارتفع سرب من الطيور تسبح في السماء
لم أتمنى أن تكون الكاميرا معي في أي لحظة في حياتي كهذه اللحظة لألتقط هذه اللوحة التي تعجز الكلمات عن وصف جمالها ، سبحان من أبدعها و صورها





جزاها الله خيراً


تذكرت كثيراً الموقف الذي روته في تدوينتها وراء الشجرة
إيجابية
و ذاتية
و غيرة على الإسلام
و نهي عن المنكر
تكررت أمامي مواقف عديدة منذ أن قرأت تدوينتها ، و لكن لم أتحرك كعادتي و عادة الكثيرين غيري ، ربما ليست مواقف شبيهة بالذي روته ، و لكن كان يجب أن يكون لي تحرك مثل ما تحركت
حتى جاء الموقف الذي لم أستطع أن أقاوم هذا الإلحاح الداخلي المتراكم لدي كي أتحرك كما تحركت هي من قبل
هذا الرجل الذي ربما يتجاوز الأربعين أو الخمسين ، يسب الدين في محادثته لشخص آخر عبر التليفون المحمول ، مرة ثم الثانية و أنا أشعر بضغط داخلي ، ثم الثالثة و هذا الإلحاح يزيد ثم الرابعة و ما كاد ينطقها حتى تحرر لساني من سجن الخجل و نهرته بقوة عن سب الدين و لم أتخيل أن أرى الرجل قد خجل و ذهب بعيداً عن سمعي و نظري ، و شعرت بعزة و قوة ، عزة الإسلام و قوة الحق
جزى الله أختنا سالي كل خير ، فأخيراً تحررت من مشكلة لازمتني سنين لأشعر أنني أصبحت بفضل الله و بسبب أختنا سالي قوياً في الحق





إحساس


و طيلة أيام الرحلة و أنا بين أهلي
أبي و أمي و عمي و أبناءه
حتى عندما التقيت صديقي هناك على غير سابق موعد أو اتفاق
لم يلازمني طيلة هذه الأيام إلا شعور واحد
هو أنني وحيد
وحيد بين أهلي
و حيد مع صديقي
وحيد أمام البحر
وحيد تحت الشمس
وحيد بين الناس
و حيد في نفسي
و بداخلي وحيد
و لا أعرف ما السبب
إلا أنه شعوري و إحساسي
أنني وحيد

الاثنين، ٩ يوليو ٢٠٠٧

حالة

فجوة

كثيرة هي قناعاتي و أفكاري التي أعتز بها و أغازلها في خيالي و كأنها فتاتي التي أحلم بها ، و دائما ما أشدو بها في كل مكان وحين
و كثيراً ما تثير إعجاب الآخرين حولي و أسمع الكثير من الثناء على هذه القناعات ، و لكن أحياناً عندما ألتقي أنا و بعضها بالواقع و خصوصاً الأفكار التي تخص الأمور الإجتماعية أقابل مواقف تضعها على المحك ، أجد نفسي في اختبار عصيب
فإما أن أتخلى عنها ، و إما أن أتحمل عواقبها لأكون كالشاعر الذي قتله شعره
لعلني لا أستطيع قراءة نفسي بشكل صحيح ، أو لعلني متخاصم مع نفسي .. لا أعرف
و لكن ما أعرف أنني لا أستطيع أبداً أن أنافق نفسي
و أظل هكذا في حيرة من أمري ، بين أن أتحدث بقناعاتي التي تنال إعجاب الآخرين و أنشرها دائماً لعلها تنفع غيري أو لعلني أستطيع يوماً تحمل عواقبها و بين أن أكف عن ترديدها تماماً حتى لا أشعر بحرج داخلي مع نفسي من هذه الفجوة




دوائر

الإخوان المسلمون بالجامعة
الإخوان المسلمون بالحي
أصدقائي الملتزمين
أهل شارعي الذين أقابلهم أمام المسجد بعد الصلاة
منتدى كل الطلبة

هذه هي الدوائر المحيطة بي
قد تتشابك في أفرادها أو لا تتشابك ، و لكنها في النهاية تشترك في كونها دوائر من الملتزمين المتدينين ذوي الأخلاق الطيبة
إذاً أين أنا من المجتمع ؟؟؟ ، أين احتكاكي بالمجتمع ؟؟؟ ، أين أنشر فكرتي و دعوتي إذا كنت قد أحطت نفسي بالملتزمين ؟؟؟!!!!
أذكر كلمة الدكتور محمد جمال حشمت حين قال لنا
( الكثير من الإخوان أصبحوا يحبون الجلوس مع بعضهم البعض كثيراً ، و أصبح احتكاكهم بالمجتمع قليل)
فأصبحت أشعر أنني أعيش في مجتمع آخر بعيد عن المجتمع الحقيقي
ربما بعد انتهائي من الدراسة ، ربما يفتح لي العمل المجال واسعاً للاحتكاك بالمجتمع
فالدراسة تشغلني كثيراً و تجبرني على ألا أزيد عن هذه الدوائر




حلم

نموذج فريد لعالم مصري متميز ، قرأت عنه منذ ما يقرب من 10 سنوات ، فصاغ ما قرأته عنه الحلم الذي أحلم به
إنه العالم الدكتور مجدي يعقوب ، الجراح العالمي الشهير الذي تميز في جراحة القلب عن أقرانه و أصبح عالماً متميزاً
لطالما داعبت صورته طموحاتي ، فقررت أن أكون مثله ، عالماً متميزاً .
فأصبحت لا أنشد النجاح و إنما أنشد التميز ، و دخلت كلية الطب متأثراً به و ليس بسبب المجموع المرتفع في الثانوية العامة ، و الحمد لله سرت في طريق هذا الحلم و قطعت شوطاً طيباً من التفوق المرجو ، إلا أنني تعثرت قبل نهاية الطريق بخطوات
و لكن مازال الأمل موجود
فإن خطوت الخطوة الأخيرة بالتميز المطلوب فإنني سأكون بإذن الله قد وصلت إلى بوابة الحلم ، حلم حياتي الذي أرهقني كثيراً و أتعبني كثيراً
الشهور الخمس القادمة ، أخطو فيها الخطوة الأخيرة المهمة و المصيرية الخطيرة
أسأل الله العون و التوفيق لي و لكل مجتهد
و لا تنسوني من صالح دعائكم

الأربعاء، ٢٧ يونيو ٢٠٠٧

رسالة إلى رسالة






السلام عليكم

هذه التدوينة تحتوى على مجموعة من المعاني أوجهها في المقام الأول لنفسي ثم لزوارالمدونة الكرام



............................


منذ ما يقرب من أسبوعين تلقيت اتصالاً هاتفياً من جمعية رسالة – فأنا متطوع بالجمعية منذ أكثر من ثلاث سنوات - يخبرونني عن مشاركة الجمعية بأحد المعارض الكبرى التي تقام بالقاهرة هذه الأيام للقيام بحملة دعاية و جمع تبرعات للجمعية و أنشطتها المختلفة و يدعونني للمشاركة
و قد سعدت كثيراً و أخبرتهم في الحال بأنني مستعد للمشاركة و خصوصاً أنني في فترة أجازة قصيرة و ليس عندي ما يشغلني
ذهبت أولاً للاجتماع التحضيري للمعرض لتلقي محاضرتين عن مهام المتطوعين في المعرض

ثم كان أول يوم من أيام المعرض و لاحظت شيئاً لا أعرف له تفسيراً و هو التواجد القوي للفتيات و التواجد الضعيف للشباب ، و هو الأمر الذي استمر خلال كل أيام المعرض و الأمر الذي ألاحظه كثيراً في أغلب الأعمال التطوعية ،، هل لدى أحدكم تفسير لهذه الظاهرة ؟

ركبنا السيارات و اتجهنا لمكان المعرض و وصلنا نحن المجموعة القادمة من فرع المهندسين و كان عددنا كبيراً لنلتقي أعداد أخرى كبيرة قادمة من فرعي المعادي و مصر الجديدة ، العدد أصبح كبيراً جداً يتعدى الـ 100 متطوع ، الأمر الذي أزعج المنظمين كثيراً ، و حين تحدث المنظمين عن العدد الهائل ، رد عليه أحد المتطوعين الغير مسئولين بشكل غير لائق مما أثار استياء المنظمين لتنتهي الأمور إلى غضب المنظمين و اتخاذهم قرار بألا يتعدى العدد المشارك خمس متطوعين فقط

و بالتالي طلب المسئولون من باقي المتطوعين مغادرة المعرض و بالفعل غادر المتطوعون المعرض إلى بيوتهم و لكن من حسن حظي أنني لم أغادر مباشرة ، حيث كان قاد حان موعد صلاة الظهر ، فتوجهت أنا و متطوع آخر كنت - قد تعرفت عليه هناك ، فهو من فرع مصر الجديدة - لأداء الصلاة سوياً و بعدها اقترح عليّ التجول في المعرض نشاهد المعروضات سوياً
و بعد الجولة توجهنا إلى مقر رسالة في المعرض و استأذناهم في أن نبقى معهم باقي اليوم فوافقوا
كم كنت سعيداً و حمدت الله أن كتب لنا أن نشارك في هذا العمل ، لأشهد بعد ذلك ما لم أتوقع أن أشاهده من نماذج أكثر من رائعة من الشباب و الفتيات المتطوعين الجادين العاملين لوجه الله لا لشيئ سواه و كان العدد يصل أحياناً إلى 15 متطوع بالكاد حتى لا يغضب المنظمون و يغلقوا لنا مكان العرض " البارتيشن "

فأرى هذا المهندس و صديقه الطبيب يقفان في المنطقة المفتوحة بالمعرض – الغير مكيفة – في عز الحر و الجو الخانق في الأيام الماضية يبيعان مناديل الكلينيكس الخاصة بالجمعية و التي يدخل ربحها لصالح الأنشطة المختلفة بالجمعية ، المنظر لا يختلف كثيراً عن ذلك المنظر المعهود في إشارات المرور

و أرى تلك الفتاة التي تقف على قدميها منذ بداية المعرض و حتى انتهائه تُعرف الزوار على الجمعية و أنشطتها ، لا تستريح إلا قليلاً بالقدر الذي يجعلها قادرة على مواصلة العمل لتقف مرة أخرى تقدم رسالة و تبيع مناديل الكلينيكس ، لا تضيع الوقت في الكلام مع أحد ، لا يهمها إطلاقاً جذب نظر أحد تتجه إلى بيتها في نهاية كل يوم غير منتظرة لكلمة شكر من أحد لتعود في اليوم التالي و تبدأ العمل بنفس الحماسة

و أرى هذه الأم العظيمة ( مدام / إ. ) التي ما تفتأ تنتهي من عملها و واجبات بيتها حتى تحضر إلى المعرض ، تجوب الشركات شركة تلو الأخرى تعرض عليهم نشاطات الجمعية و معها هذا الشاب و تلك الفتاة يحاولون استجلاب أي نوع من المساعدات للجمعية سواء كانت مواد خام أو مساعدات مادية و لا تنصرف مدام إ. إلا في نهاية اليوم

رأيت نموذجاً فريداً لشاب إخواني يعمل مع شاب سلفي في عمل واحد كليهما يضع شعار الجمعية على صدره ، يتعاونان و يتحابان و يتبادلان العمل بحب يريد كل منهما أن يستريح الآخر و يحمل عنه العمل ، لم يخطر ببال أحد منهما أي خلاف في وجهات النظر بل كانا يعملان سوياً يريد كل منهما الخير للآخر ، هل لاحظتم كيف أذابت رسالة الفوارق ؟!!


رأيت نماذج لشباب يعمل في صمت دون ضجة
رأيت نماذج لشباب يعمل بروح المقاتل
رأيت ( و في ذلك فليتنافس المتنافسون )

و في الوقت الذي يتسرب اليأس لأحدهم نتيجة التضيقات من المنظمين يبث الباقين جميعاً فيه روح الأمل
تسودهم جميعاً روح الفريق ، يجمعهم الحب في الله ، يربطهم حب الخير ، و الخير يتدفق من الجميع ، و لا مجال لأي اختلافات أيديولوجية ، فقط الجميع يعمل و يعمل و يكد

ليحقق هذا العدد الضئيل جداً ما حققه المئات في السنين السابقة ( هذا ما عرفته اليوم من على منتدى شباب الخير
http://www.resala.org/forum/showthread.php?t=20074 )

كلمة لا أنسها :
حين قالت لي ( الآنسة / إ. ) : " كنت أرى الدنيا سوداء حتى حضرت و عملت معكم ، إنها أول مرة أشارك في أعمال رسالة و في العمل الخيري "

أنا عن نفسي لم أشارك على الانترنت خلال أيام مشاركتي في المعرض ، فكنت أخرج في الـ 9 صباحاً و أعود في الـ 1 بعد منصف الليل تقريباً ، لأتأكد من فكرة كثيراً راودتني ، و هي أن مشاركاتي الكثيرة على الإنترنت إنما هي نتيجة نوع أو آخر من الفراغ ، و لو كان لدي ما أعمله مثل ما عملت في هذه الأيام لقلت مشاركاتي على الانترنت و التي تسبب لي كثيراً " حرقة أعصاب " و لأصبحت أكثر سعادة بالأعمال التي أنجزها

إنها رسالة ، إحدى الجمعيات الخيرية أو إحدى مؤسسات المجتمع المدني ، نموذج ناجح يوجد مثله نماذج أخرى ناجحة و لكن قليلية تلك النماذج
رسالة نموذج ناجح حيث بدأت منذ ما يقرب من 8 سنوات في كلية الهندسة على هيئة أسرة ذات نشاط طلابي ، ليصل اليوم عدد أفرعها إلى 27 فرع و اثنين آخرين تحت الإنشاء بالإضافة إلى مركز طبي خيري و مستشفى خيري و أخرى تحت الإنشاء و مدرسة للصم و البكم و المعاقين ذهنياً الأحدث من نوعها في الشرق الأوسط تحت الإنشاء
ربما لو لم توجد رسالة لتوجه الكثير من الشباب توجهات غير مطمئنة أو نستطيع أن نقول توجهات منحرفة
نحن نعاني في الدول المتأخرة و الغير ديمقراطية ذات الأنظمة الشمولية التي تحكم الشعوب بالقبضة الأمنية من غياب مؤسسات المجتمع المدني ، ما قد يولد انفجاراً ذات يوم ،
نحن نعاني غياب الأحزاب ، نعاني غياب النقابات ، غياب الجمعيات الخيرية ، الجمعيات الأهلية
نعم كل ما سبق موجود لكن تواجد غير حقيقي

لكن ،،
رسالة متواجدة تواجد حقيقي و لكن لا يكفي
صناع الحياة متواجدة تواجد حقيقي و لكن لا يكفي
رؤية متواجدة تواجد حقيقي و لكن لا يكفي

نريد من الدولة أن تدعم هذه الجمعيات و ترفع عنها أي معوقات بيروقراطية متخلفة



أناشد الشباب الذي لديه الوقت أن ينفق من هذا الوقت في هذه الجمعيات الخيرية









http://www.resala.org/ أقدم الشكر لجمعية رسالة
أقدم الشكر لكل من شارك في هذا العمل الرائع و العظيم
و أسأل الله أن يجزيهم كل خير

الأحد، ١٧ يونيو ٢٠٠٧

تزوجت الإخوان ،، حرية و التزام

السلام عليكم



مرحباً بكم مجدداً زوار مدونتي الكرام

في بدأ مرحلة الشباب ، يبدأ كل شاب في البحث عن ذاته ، و في القلب من رحلة البحث ، يكون الانتماء و الاتجاه السياسي ، و هنا نجد الشباب على حال من ثلاث
إما أن يكون شاباً غير مهتم و عازف عن السياسة و المشاركة السياسية لأسباب عدة لا مجال لذكرها في تلك التدوينة
و إما أن يكون شاباً يميل إلى السياسة و العمل السياسي ، و لكنه لا يجد تيار سياسي يناسبه و لهذا لا ينتسب إلى أي تيار سياسي ، و هؤلاء قلة في البلدان التي يوجد بها تعدد في التيارات السياسية
و إما أن ينجذب الشاب بطريقة أو بأخرى إلى تيار سياسي محدد و هذا هو موضوع التدوينة

و من وجهة نظري الشخصية و عن هذا الانجذاب أو الانتماء أرى أن الشاب بشكل أو بآخر يبحث عن التيار الأكثر توافقاً مع ميوله و ثقافته و اتجاهه ، لنجد في النهاية أن كل تيار سياسي يتكون من مجموعة من المتقاربين فكرياً حول رؤية سياسية معينة
و ليس بالضرورة أن يكون الجميع متفق على كل تفاصيلها ، و لكن هو نوع من التوافق و التقارب
الأمر يشبه كثيراً الزواج
فعندما يبحث الشاب عن فتاة للزواج يكون له مجموعة من المواصفات ، و بأي حال من الأحوال فإن الشاب لن يجد في أي فتاة كل الصفات التي رسمها ، لابد و أن تغيب فيها صفة أو أكثر مما رسم و حلم ، و ن يجد فيها عيباً أو أكثر ، و لكنه بالمجمل يرى أنه يستطيع التعايش مع ذلك و خصوصاً إن كانت فيها مميزات نادرة

و هكذا و بهذا الشكل أجدني أنتمي سياسياً إلى جماعة الإخوان المسلمين ، بالطبع الجماعة ليست سياسية فقط و لها جوانب عدة ، و بالطبع أنا أنتمي إليها في كل الجوانب و تختلف نسبة التوافق من جانب لآخر ، و لكنني هنا في هذه التدوينة بصدد الانتماء السياسي

هكذا أنتمي إلى الجماعة ، نوع من التوافق أتفق مع أكثر الأفكار و أختلف مع البعض ، قد أرفض بعض الموجود ، أو قد أطالب ببعض الغائب ، إذاً ليس بالضرورة كوني أحد أفراده أن أكون موافقاً على كل ما بها من أفكار و مرحباً بها ، بل إنني أجد هذا الاختلاف من شخص إلى آخر و بين البعض و البعض الآخر علامة صحية ، تدفع دائماً على المستوى العام إلى التجديد و الحراك في مواجهة الركود و الجمود

مبدأي في هذا الكلام يتفق مع كلمة الشيخ رشيد رضا للإمام محمد عبده عندما طلب الشيخ رشيد من الإمام أن يساعده في إصدار جريدة المنار في لقائه به 31 ديسمبر 1897م
حيث قال الشيخ رشيد للإمام محمد عبده
" ( إني أعاهدكم على أن أكون معكم كالمريد مع أستاذه – على نحو ما يقول الصوفية – و لكني أحفظ لنفسي شيئاً واحداً أخالفهم فيه ، عن : أن أسأل عن حكمة ما لا أعقله ، و لا أقبل إلا ما أفهمه ، و لا أفعل إلا ما أعتقد فائدته )

فقال له الإمام :
( هذا ضروري لابد منه !.. ) " (1)

أؤمن بهذه القاعدة على مستويين :
مستوى الفكر و التنظير
و مستوى العمل الفردي داخل الجماعة

أما على مستوى العمل الجماعي ، فلا مجال لهذا المبدأ ، و إنما المجال للرأي الموحد الذي يجمع عليه الأغلبية بعد طرح و مناقشة كل الأفكار و المقترحات ، ثم عمل تصويت عليها ، ما يسمى في الإسلام بـ ( الشورى ) ، و هو مبدأ تؤمن به جماعة الإخوان و تعتبره فرضاً (وأمرهم شورى بينهم ) سورة الشورى أية 38
و بعد الشورى لابد و أن يمتثل الجميع إلى القرارات التي تنتج عنها منعاً لشق الصف و توحيداً للعمل و الجهد إلا إذا كانت هذه القرارات تخالف ما أمر به الله عز و جل أو ارتأى الفرد ذلك

في هذه الأطر المختلفة و بهذه المضامين ، أفهم الانتماء السياسي و بشكل شخصي انتمائي إلى جماعة الإخوان المسلمين ، بين حرية الفكر و التعبير و حرية الدعوة إلى الأفكار و حرية العمل في الإطار الفردي بما لا يؤثر على الإطار الجماعي و بين الالتزام الجماعي و التقيد بما يجتمع عليه الأغلبية

بهذا أجدني متزوج من الجماعة ، أتوافق فكرياً معها كثيراً ، أختلف أحياناً ، في بعض الأطر ألتزم فكري و نهجي الخاص سواءً اتفق كع الجماعة أو اختلف – بما لا يضر بالنهج العام للجماعة – و في أطر أخرى أنزل على رأي الجماعة – المبني على الشورى – سواءً اختلفت معه أو اتفقت

فهل بعد كل هذا من النهج الديمقراطي سأجد من يقول ( سمع و طاعة عمياء )
و للا أنا بادّن في مالطة

أقم الصلاة يا بني

--------------------------------------------------
(1) مسلمون ثوار – تأليف الدكتور محمد عمارة – ص 453 الطبعة الرابعة – دار الشروق


*******************************************************


على هامش التدوينة

----------------


أتقدم بالشكر للسيد الدكتور / محمد السيد حبيب النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين على رسالته التي أصدرها يوم الثلاثاء الماضي بخصوص خوض الإخوان المسلمين انتخابات مجلس الشورى ، حيث خاطب الإخوان مخاطبة الأخ الذي يستشعر ما يدور بأذهان إخوانه من تساؤلات و حيرة حول هذا الأمر ، معترفاً ضمنياً في بدأ الرسالة بأن القرار كان له سلبياته و إيجابياته ، أرجو أن يتعلم قادة النظام في مصر و قادة كل المؤسسات هذا السلوك الرائع النبيل و الأخلاقي الحكيم من قادة الإخوان المسلمين ، و أهمية التواصل بين القيادة و القاعدة العريضة
حقيقةً سعدت كثيراً بهذه الرسالة و استشعرت فيها بأن والداً يشرح لابنه أمراً حيره و استفهم عنه ، نعم هو واجبه ، و أنا أشكره على أدائه الواجب و أقول له
جزاكم الله خيراً أخي و والدي الكريم ، الدكتور / محمد السيد حبيب
طالع نص الرسالة
رسالة إلى الإخوان

الأحد، ١٠ يونيو ٢٠٠٧

نحن ندون ،، أول أدان يمكن يكون الفجر

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

مرحباً بكم زوار مدونتي الكرام ، أسال الله أن ينفعني و ينفعكم بها و أن يجعلها في ميزان حسناتنا و أن تكون حجة لنا لا علينا .

في الحقيقة ، حرت كثيراً في كتابة أول تدوينة و في اختيار الموضوع الذي تتناوله ، ربما لأن أول تدوينة هي صاحبة الانطباع الأول ، و كما يقول المثل الإنجليزي – على ما أذكر – ( الانطباع الأول يدوم ) ، و ربما لأنني أحب أن تكون البداية قوية ، أو ربما لأن للمدونة عندي مكانة خاصة ، حيث أنها سوف تحمل أغلى ما أملك ، فأنا بذلك أعتبرها جريدتي الخاصة التي أكتب فيها ، فأنا فيها الصحفي و رئيس التحرير ، ربما لذلك أو لغير ذلك .

كنت قد قررت التدوين منذ ما يقرب من شهرين بعد أن أخذت جولة في المدونات و نضجت فكرة التدوين لدي ، و قررت تأجيل الفكرة بسبب انشغالي الشديد بالدراسة و الامتحانات ، و الحمد لله انقضت الامتحانات .

و رأيت أن أبدأ من حيث انتهى الآخرون ،،

حيث فوجئت في الآونة الأخيرة بتقرير المصري اليوم عن المدونين الإخوان ، و تابعت ردود الأفعال ، و لكن أكثر شيئ أثار ذهني هو تساؤل الكثيرين من شباب الإخوان ( لماذا النقد الذاتي العلني من شباب الإخوان في المدونات ؟ لماذا لا نناقش أمورنا داخلياً ؟؟؟ )
السؤال الذي استوقفني كثيراً حيث شعرت بنوع من الارتباك و سألت نفسي ،،

لماذا ندون من الأساس ؟؟؟؟؟

ليصبح هذا التساؤل موضوع أول تدوينة .

و لكن قبل أنا أحاول في إجابة السؤال أحب أن أذكر أمرين

الأمر الأول أننا عندنا مشكلة في دول العالم الثالث و هي مشكلة ( عدم الكتابة ) ، فنحن لا نكتب ، و هذه مشكلة حقيقة ينتج عنها ضعف عام في ثقافة الشعوب ، و يستطيع أي أحد منا أن يرجع للإحصائيات ليعرف ما هو إنتاج العالم العربي مثلاً من الكتب سنوياً و يقارنه بإنتاج إسرائيل مثلاً أو أي دولة متقدمة من الكتب ليعرف الفرق ، فتجد أنه في مصر لا يزيد عدد الكتب التي تصدر سنويا على ألف كتاب، في حين أن إسرائيل ينتج أكثر من 14 ألف كتاب سنويا - حسبما ذكرت د. سهير فهمي وسطاوي أمين عام المكتبات بمكتبة الأسكندرية و بالتالي نحن نعاني من مشكلة في انتاج الكتاب و في الكتابة أيضاً ، المشكلة يتحملها الجميع هذا كله فضلاً عن مشكلة القرءة .

الأمر الثاني ، هو أننا لم نكن أول من يدون ، فتجد مثلاً أن ( ابن الجوزي ) كان يكتب الخواطر التي تراوده ، و ألف منها كتابه الرائع جداً ( صيد الخاطر ) ، فأنا أعتبر ذلك تدويناً ، و تستطيع أن تطلق على أي مقال صحفي ( تدوينة ) و أن تقول أن أي كتاب يتكون من عدة ( تدوينات ) مترابطة مع بعضها البعض بفكرة أو أكثر و هكذا ..

و لذلك أجد أننا لسنا أول من يدون ، بل أستطيع أن أقول أن التدوين ليس بالشيئ الحديث ، فقط كل ما في الأمر تغيرت هو استحداث شكل جديد .


إذاً ،، لماذا ندون ؟؟؟؟؟

ربما لا نجد أحداً يسمعنا و نريد أن نتواصل مع غيرنا
ربما نريد أن ننشر أفكارنا التي نؤمن بها و ندعو إليها
ربما نريد أن نوصل أصواتنا لمن هو في موقع مسئولية و من هم أصحاب القرار
ربما نريد أن نتحاور و نتبادل الأفكار و نوسع ثقافتنا و مداركنا
ربما نكون اختنقنا و نريد أن نتحدث فقط لكي نتحدث و نخرج ما بداخلنا بدلاً من أن ننفجر داخلياً
ربما رأيناها فرصة لأن نرسم مستقبلنا سوياً و نخط له معالمه
ربما هي أيضاً فرصة لنكتب بأنفسنا ما سوف يصبح يوماً ما في المستقبل تاريخاً فنكون كتبنا تاريخنا بأنفسنا

فالأمر في كل الأحوال فرصة ، علينا استغلالها و إلا نكون ضيعنا الفرصة مثل ما تضيع الكثير من الفرص


و هكذا أجدني أدون ،،

فقد أكون تارة (
واحد من الإخوان ) و أقول أحياناً ( يلا مش مهم ) ، ربما لأنني ( أتنفس بصعوبة ) ، و لكن لأن ( لساني ملوتوفي ) و عندي ( كلمة واقفة في زوري ) فإن صوتي يعلو كثيراً صارخاً ( هتكلم و هقول ) و أجدني أحياناً أرد على نفسي قائلاً ( إنسى ) .

و ربما أكون تارة أخر (
مش معاهم ) و ذلك كوني ( بحب النور ) و دائماً ما أحتاج إلى ( ومضات ) تنير لي الطريق لـ ( تستمر الحياة ) .

و لأن (
أحلى ما في الدنيا ) ( أوقات الفراغ ) أحب فيها ( طرقعة الكيبورد ) و أرسم كثيراً ( شخابيط ) ربما تعبر عن ( طرطشة أفكار ) ، و استمع إلى ( رنين الصمت ) فأكتب أحياناً مذكرات ( شاب مصري ) أحلم فيها بـ ( حلم الحرية ) و أرفض يوماً أن أكون من ( الأغلبية الصامتة ) و عندما تسألني لماذا كل هذا ؟؟؟ أقول لك بهدوء ، ( أنا كده ) ، ( مع نفسي )

و كل يوم في (
الفجرية ) و بينما يلون الحياة ( طيف ) زاهي ، أصعد إلى ( مأذنتي ) لأرفع الأذن .

و لكن يبقى السؤال و لم أحط بكل الأجوبة ،،

لماذا ندون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟