جوانب أخرى
لازلت أذكر تلك الملامح التي انطبعت في ذهني في بداية معرفتي به ، ليست بالضرورة ملامح شكلية خارجية ، بل الأرجح أنها ملامح إنسانية بما يحمل الوصف من معاني ، ربما أعجبتني ، و ربما استأت منها ، لكنها لا شك تركت لدى نفسي انطباع ، و رسمت جزءاً من صورة
هكذا غالباً يحدث عند بداية معرفتك بأي إنسان ، يترك لديك انطباع ما ، الانطباع الأول ، و كما يقول المثل الغربي " الانطباع الأول يدوم " و إن كنت لا أرى أنه يدوم طويلاً إلا أنني أرى أنه يترك و لا شك تأثيراً على تلك الصورة التي ترسمها في ذهنك عن هذا الإنسان
هي تماماً تشبه الصورة الفوتوغرافية ، تنقل جانباً واحداً من حياة هذا الاإنسان ، فربما حملت اللقطة جانب الزميل ، فنقلت سلوكه كزميل ، أو حملت جانب الكاتب ، فنقلت آراءه ككاتب ، أو حملت جانب العامل ، فنقلت أداؤه كعامل ، أو حملت جانب الجار ، فنقلت معاملته كجار ، و هكذا ، فالصورة الأولى لا تستطيع أن تحمل أكثر من جانب
مشكلتان هما ، يقع فيهما الكثير
الأولى : الانبهار بالصورة الأولى ، التي حملت جانباً واحداً فيصعب على المرء تقبل أي أخطاء في الجوانب الأخر ، هذا إن خلت الصورة الأولى من أخطاء ، و غالباً ما تكون كذلك ، لأنها غالباً ما تكون متجملة ، أو تحمل على الأقل الجانب الأجمل
و الثانية : و هي أخطر من الأولى و ربما مكملة لها ، و هي استكمال بقية الجوانب دون رؤيتها ، و استكمالها من محض التخيل و التوقعات ، فثمة صدامات عنيفة ربما تحدث لو لم توافق الواقع
أن تحدث هذه الصدمات ليس بالأمر المحتوم ، و لكنه لا شك وارد ، ربما وارد بقوة و باحتمالات كبيرة ، وربما مع اكتشاف بقية الجوانب تكون الصورة أجمل مما رسمت ، و يطغى جمالها عما استكملت ، و ليس بالضرورة أن يحدث العكس
" ضد الانبهار " ، هي دعوة ، ليس انتقاصاً من قدر الغير ، فربما يكون أجمل مما تصورت ، و تجد أن انبهارك لم يكن مكافئاً لحقيقته ، و لكن " ضد الانبهار " هي دعوة للوقوف على مشاعر حقيقية ، سواءً كانت بالإيجاب أو بالسلب
و ضد استكمال باقي الجوانب دون رؤيتها ، و لم دائماً نريد أن نسبق الحياة و نحن لن نسبقها ؟! و أفضل الأحوال أن نسير معها و فيها ، لم نتسرع و نعدو نحو صورة قد تكون سراب يحسبه الظمآن ماء ؟! لم نهرول نحو استكمال الجوانب و الصور دون رؤيتها و نتطلع دائماً للحسم العاجل و المتعجل للمواقف ؟!
تمهل و تروَّى ، لعلك تكتشف الأجمل ، أو ربما الأسوء ، اترك لتفسك متعة الاكتشاف ، و اكتشف جوانب أخرى
هكذا غالباً يحدث عند بداية معرفتك بأي إنسان ، يترك لديك انطباع ما ، الانطباع الأول ، و كما يقول المثل الغربي " الانطباع الأول يدوم " و إن كنت لا أرى أنه يدوم طويلاً إلا أنني أرى أنه يترك و لا شك تأثيراً على تلك الصورة التي ترسمها في ذهنك عن هذا الإنسان
هي تماماً تشبه الصورة الفوتوغرافية ، تنقل جانباً واحداً من حياة هذا الاإنسان ، فربما حملت اللقطة جانب الزميل ، فنقلت سلوكه كزميل ، أو حملت جانب الكاتب ، فنقلت آراءه ككاتب ، أو حملت جانب العامل ، فنقلت أداؤه كعامل ، أو حملت جانب الجار ، فنقلت معاملته كجار ، و هكذا ، فالصورة الأولى لا تستطيع أن تحمل أكثر من جانب
مشكلتان هما ، يقع فيهما الكثير
الأولى : الانبهار بالصورة الأولى ، التي حملت جانباً واحداً فيصعب على المرء تقبل أي أخطاء في الجوانب الأخر ، هذا إن خلت الصورة الأولى من أخطاء ، و غالباً ما تكون كذلك ، لأنها غالباً ما تكون متجملة ، أو تحمل على الأقل الجانب الأجمل
و الثانية : و هي أخطر من الأولى و ربما مكملة لها ، و هي استكمال بقية الجوانب دون رؤيتها ، و استكمالها من محض التخيل و التوقعات ، فثمة صدامات عنيفة ربما تحدث لو لم توافق الواقع
أن تحدث هذه الصدمات ليس بالأمر المحتوم ، و لكنه لا شك وارد ، ربما وارد بقوة و باحتمالات كبيرة ، وربما مع اكتشاف بقية الجوانب تكون الصورة أجمل مما رسمت ، و يطغى جمالها عما استكملت ، و ليس بالضرورة أن يحدث العكس
" ضد الانبهار " ، هي دعوة ، ليس انتقاصاً من قدر الغير ، فربما يكون أجمل مما تصورت ، و تجد أن انبهارك لم يكن مكافئاً لحقيقته ، و لكن " ضد الانبهار " هي دعوة للوقوف على مشاعر حقيقية ، سواءً كانت بالإيجاب أو بالسلب
و ضد استكمال باقي الجوانب دون رؤيتها ، و لم دائماً نريد أن نسبق الحياة و نحن لن نسبقها ؟! و أفضل الأحوال أن نسير معها و فيها ، لم نتسرع و نعدو نحو صورة قد تكون سراب يحسبه الظمآن ماء ؟! لم نهرول نحو استكمال الجوانب و الصور دون رؤيتها و نتطلع دائماً للحسم العاجل و المتعجل للمواقف ؟!
تمهل و تروَّى ، لعلك تكتشف الأجمل ، أو ربما الأسوء ، اترك لتفسك متعة الاكتشاف ، و اكتشف جوانب أخرى