الأربعاء، ٩ أبريل ٢٠٠٨

اضراب 6 أبريل



6 أبريل ،، كان يوماً غريباً من نوعه ، و لكن كان الأغرب منه ، كل ما تبعه
خواطر كثيرة جالت بتفكيري عن ذلك اليوم الغريب
كان أولها عن :0

ما حدث في المحلة

و في الحقيقة ليس ما حدث في المحلة بعينه – من حرائق و تخريب و اشتباكات مع الشرطة و ما إلى ذلك - ما أذهلني ، و لكن ما أذهلني أكثر ، ما شاهدته في برنامج العاشرة مساءً ليلة الإضراب ، أو بمعنى أدق ، ما سمعته من ضيوف البرنامج
هم كانوا 4 ضيوف ، أحدهم لواء شرطة و الثاني عضو مجلس الشورى ، و الثالث النائب سعد الحسيني عضو مجلس الشعب – و أحد نواب الإخوان - ، و الرابع لم أنتبه لمنصبه
الكل أجمع - و أنا أؤيد ذلك – أن ما حدث لا يليق و لا يصح ، و لكن المبالغات التي قيلت عن عدم وجود انتماء و عدم حرص على مصلحة الوطن تثير تفكيري كثيراً ، حتى و إن صحت هذه المبالغات ، و لكن ، ألم يرى الذين قالوا ذلك الكلام – و هم لواء الشرطة و عضو مجلس الشورى – غياب الانتماء لدى المحتكرين ؟ ، و هم يعرفونهم جيداً ، ألم يروا غياب انتماء لدى المختلسين و المرتشين و الفاسدين ؟ ، ألم يروا غياب انتماء لدى من يقوموا بتزوير الانتخابات ؟؟ 0
إن ما حدث في المحلة من تخريب لا يعد شيئاً يذكر بجانب ما خربه المحتكرون و الفاسدون و المرتشون
لا يعد شيئاً بجانب مشكلة العبارة التي غرقت ، و التي هرب صاحبها عضو مجلس الشورى – زميل الضيف العضو في مجلس الشورى – بمساعدة أو قل بتغاضٍ من الحكومة ، فكلا الأمرين كارثة
إن ما حدث في المحلة من تخريب لا يعد شيئاً يذكر بجانب احتكار الحديد و الأسمنت و السلع الغذائية ، فضلاً عن تهريب الدقيق و بيعه في السوق السوداء ، و كل هذا على مسمع و مرأى من الحكومة
إذن أين الانتماء عند كل هؤلاء ؟؟0

ثم لم تطلبون من الشعب أن يكون عنده انتماء ؟! ، الشعب يشعر أن البلد ليست ملكه ، بل هي ملك خاص للنظام و الحكومة ، و الشعب ليس له فيها شيء ، فالحكومة باعت ممتلكاته دون إذنه ، و النظام يختار له من يمثلونه ، و يصدر القوانين كيف ما يشاء ، و يعدل الدستور كما يحب ، و يبني ما يريد ، و يهدم ما يريد ، لا أحد يستطيع محاسبته أو ردعه عن شيء يمضي فيه ، و الناس مطحونة ، مهانة في كل مكان ، أصبحت حتى لا تستطيع توفير قوت يومها ، إلى أن وصل الأمر إلى رغيف العيش الحاف
أي انتماء تسألون عنه ، بعد ضياع كرامة الإنسان المصري في كل مكان و في كل شيء ؟؟0
و إن كان بعد كل ذلك لا تزال نظرية المؤامرة تسيطر على تفكيري في هذه النقطة ، بأن الفوضى و التخريب ورائهم الأمن ، و أن الأمن هم من دسوا تلك العناصر التي أثارت هذا الشغب
أو إذا أحسنت الطن بهم أرجح ، أن التعامل الغبي للأمن مع المواطنين قد يؤدي بهم إلى أكثر مما حدث


ثاني خاطرة عن:0

مفارقات

كنت جالساً يوم الإضراب مع شخصية كانت عميدة إحدى الكليات العملية و مسئولة في إحدى المناصب الحكومية المتعلقة بالمعلومات ، و دار بينهما حديث عن الإضراب
العميدة تقول : اللي بيعمله الإخوان ده كتير و البلد مش مستحملة
و المسئولة المعلوماتية تقول : بصراحة معاهم حق ، اللي الناس فيه ده صعب أوي
دهشت كثيراً مما قيل
فشخصيات مثل تلك و في هذه المناصب لا تعرف أن الإخوان رفضوا أن يشاركوا في الإضراب ، فضلاً عن أن يكونوا هم منظميه ، هذا يدل على مشكلة كبيرة في اختيار المسئولين في مصر ، كيف يكون هناك شخصيات مثل هذه الشخصيات على هذا القدر من التغيب ، و مسئولة عن المعلومات !!!!! عجبي
أما ما جذبني أكثر ، هو أن ينسب عمل سياسي معارض لم يشارك فيه الإخوان ، أن ينسب هذا العمل للإخوان
إلى هذا الحد لا يعتبر الناس أي قوة من القوى السياسية غير الإخوان ، إلى هذا الحد أصبح في ذهن الناس أن اللاعب الأول و الأخير في صفوف المعارضة هم الإخوان
أما الأحزاب و الحركات المعارضة الأخرى ، فإن الناس لا تؤمل فيها كثيراً ، و لا تعتبر لها كثيراً
وضع محزن و لا شك ، أن تختصر الحياة السياسية في بلد كبير مثل مصر في الحزب الوطني و الإخوان
و بما أن الحزب الوطني لا يمارس السياسة ، بل يمارس البلطجة ، فمعنى ذلك أن الناس لا ترى أحداً يمارس السياسة في مصر إلا الإخوان ، و لا عزاء للحياة السياسية في مصر

ثالث خاطرة:0

موقف الإخوان المسلمين

بالطبع كنت أتمنى أن يشارك الإخوان في الإضراب ، و لكن وجدت أن عدم مشاركتهم خير و أصح ، لأسباب كثيرة ، منها
أن الإضراب لم يكن على المستوى التنظيمي المطلوب ، و ما عرف عن جماعة الإخوان أنها جماعة غاية في التنظيم ، فالتنظيم أهم ما يميزها
أن ما حدث من فوضى و تخريب ، كان و لا شك سوف ينسب إلى الجماعة ، و الوضع لا يحتمل ذلك ، لأن الجماعة تكون حريصة دوماً على أن تكون في تنظيمات تمنع دخول العناصر التي تثير الشغب في وسط تلك التنظيمات ، و هذا التنظيم كان يحتاج إلى وقت كبير لإعداده ، و هذا مل لم يكن متاحاً بالنسبة
إن السبب الذي ساقته الجماعة لعدم قبولها المشاركة ، و هو أنه لم يؤخذ رأي الجماعة في الأمر ، قد يراه البعض ليس بسبب قوي ، أو أنها ( حجة فارغة ) ، و لكن في الحقيقة أن الأمر ليس بالصورة التي يراها الناس
إن جماعة الإخوان المسلمين كما يعلم الجميع تقوم في إدارتها على أساس من الشورى ، و أمر كبير مثل أمر الإضراب ، لابد و أن يؤخذ فيه آراء أعضاء الجماعة ، و بالتالي فلابد أن تنزل الشورى في هذا الأمر إلى قواعد الجماعة ، و يؤخذ فيها الرأي ، ثم ترجع تلك الآراء إلى رأس الجماعة بناء على رأي الأغلبية
هذا الأمر يحتاج إلى وقت ليس بالقليل ، و هو ما لم يتوفر ، فالوقت بين الإعلان عن الإضراب و حدوث الإضراب ، لم يكن كافياً


أما الخاطرة الأخيرة هي:0

عدم اعتصام عمال المحلة

ما تردد عن إضراب 6 أبريل ، أنه دعوة انطلقت من عمال غزل المحلة ، فكيف يكونوا أصحاب الدعوة ثم لا يعتصموا ، الأمر الذي لم أعرف له تفسير مقنع إلى الآن


في النهاية ، أحب أن أقول ، أن فكرة الإضراب فكرة قوية ، و العصيان المدني هو أحد الوسائل المطروحة للخروج من هذا الوضع المتأزم ، و من تحت سيطرة هذا النظام البوليسي الغاشم ، و لكن لا شك في أن الأمر يحتاج إلى قرار موحد من كل قوى الشعب ، و أيضاً يحتاج إلى تنظيم دقيق يضمن نجاح تلك الوسيلة

هناك ١٢ تعليقًا:

غير معرف يقول...

لا لحسنى مبارك على كل عملة ورقية فيكى يامصر- هدية شعب مصر لمبارك

تخيل كل عملة فى مصر مكتوب عليها لا لمبارك

الشعب خايف وديه وسيلة سلمية تماما عشان الناس تشجع بعض !!

عاوزين ديه تكون هدية شعب مصر لمبارك
عاوزين العملة ديه تكون فى ايد مبارك يوم 4 مايو

عاوزين اى حد يمسك عملة مكتوب عليها لا لمبارك يبتدى يفكر
الشخص ده معارض او يعرف حد معارض !!

لما البواب يخدها من واحد راكب عربية
لما المكانيكى ياخدها من بيه

واحده واحده الشعب هايتجرأ

اكتبها بخط واضح وكبير
لا مبارك

انشرها وسط صحابك

هدية شعب مصر لمبارك فى عيد ميلاده

غير معرف يقول...

بداية احب ان اذكر موقف حدث امامي يوم الاضراب ..

رغم اني تمنيت نجاح الاضراب .. الا انني لم اضرب .. كان لدي لقاء عمل .. و دار امامي حوار بين مسؤول كبير في احد المناصب الحكومية و بين عميد احدى الكليات العملية ..

قال احدهما للاخر .. شوفت الاضراب اللي الاخوان عاملينه انهردة .. يرد الاخر .. بصراحة ملهمش حق .. البلد مش ناقصة

!

دعني اعلق ..

فبالنسبة لموضوع الانتماء و عدمه عند القائمين بالتخريب .. لا ادري لمست في تعليقك شيئا من التبرير لهذا التصرف .. مع ان الحقيقة ان الاصلاح لا ياتي عن طريق الفساد .. اقصد اننا ان كنا اضربنا من اجل ان نعلن عن غضبنا و عن رغبتنا في الاصلاح .. فهذا لا يتم ابدا عن طريق التخريب و افساد الصالح .. و في رايي ان القائمين بهذه الاعمال - ان كانو حقا من المضربين - فان القضية الاهم بالنسبة لنا هي كيفية استثمار هذه الجهود و هذه الرغبة و توجيهها في اتجاه سليم اكثر نفعا .. بمعنى اخر .. هؤلاء .. اصبحت الرغبة في التعبير موجودة عندهم .. و يبقى ان يعرفو كيف يكون هذا التعبير



الفقرة الثانية كانت عن موقف الاخوان .. انا في الحقيقة هنا مقتنعة بما تحدثنا عنه سويا .. و لا اريد ذكره فربما لا يروق لك ذلك


الفقرة الثالثة عن عدم اعتصام عمال المحلة .. الحقيقة الخاطرة الوحيدة التي لدي حول موضوع الاضراب اجمالا .. ان الحكومة ناجحة جدا .. ناجحة بالفعل في اقصاء الحياة السياسية عن هموم المواطن .. فالموقف الذي ذكرته في البداية .. موظفين الحكومة الذين لم يضربو خوفا من الجزاءات .. عمال المحلة الذين اجبرو على العمل .. كل هذا لا يسوقني الا للقول ان الحكومة ناجحة

Dr cool بادّن في مالطا يقول...

أخي صاحب التعليق الأول

فكرة جميلة بجد ، مش فاكر فرأتها فين قبل كده

بس هي فكرة جيدة للاعتراض

لكن تفتكر الواحد يعمل إيه إذا كتب على 100 جنيه لا لمبارك و ما اتصرفتش
هيكون صعب شوية على الناس تعمل كده
أنا شايف إنها تكون أوقع لو اتنفذت على الورقة المالية فئة الجنيه
بحيث إن الجنيه ككلمة هو عملة مصر ، و كقيمة ليست بالكبيرة
:D

Dr cool بادّن في مالطا يقول...

يا مراحب با مراحب يا أستاذة منة

الموقف الذي ذكرتيني به كتبته و كنت نسيت اكتبه ، خلاص كتبته

رداً على تعليقك

لم اقصد بالكلام عن موضوع الانتماء أن أبرر للتخريب الذي حدث ، بل بالعكس ، فقد ذكرت في الكلام أنني ضد هذا التخريب
و لكن كنت فقط أبرر لقضية الانتماء
فالكثير من الناس اليوم لا يشعرون أنهم يعيشون في بلدهم
فهم يشعرون أنهم غرباء في بلدهم و بين أهلهم
انت تعرفين جيداً أن من شروط نجاح أي عملية إدارية ، أن يشارك المدير و العاملين في ابداء الآراء و اتخاذ القرارت ، و هذا ما لا يحدث في مصر ، فراي الناس لا قيمة له ، و النظام يفرض آراءه بالقوة
و بالتالي يشعر الناس أن البلد ملك النظام و ليس لهم فيها شيئاً

إذا أصبحوا غير منتمين لهذه البلد ، فعندعهم كل الحق ، لأنهم دُفعوا نحو ذلك بكل قوة أوتيها النظام

و مرة أخرى ، في كل الحالات ، أنا ضد التخريب و الإضرار بالممتلكات ، سواء العامة أو الخاصة ، و سواء من يقوم بهذا التخريب الشعب أو النظام

fenoooon يقول...

السلام عليكم

اولا عودة طيبة يا دكتور كول للتدوين
جعلها الله في ميزان حسناتك وهداك للحق


اولا ، أعجبت بالتحليلات والخواطر والمفارقات

بالنسبة لأول نقطة :
وما تكلم عنه الضيوف من الانتماء وغيره
أعجبت بالتحليل جدا
حسبتهم بخجلون من الكلام عن الانتماء ، وهم يعرفون جيدا من هم من ليس لديهم انتماء ، من هم اهل السرقة والتخريب كما قلت ..
كما أنهم كمن يحللون مشكلة ، ثم ياتو بالنتائج ويلوموا عليها ، دون معرفة الاسباب ، او لنقل دون التأكد من صحة المسببات ، من هم من خربوا ، ولماذا خربوا ؟؟ واين اصل المشكلة ؟؟

هذا هو التفكير المنطقي لحل المشكلة
ولكنهم كالعادة يأتوا لذيل الأمر ويمسكوا بزمامه ، دون أن يحللوا بالخطوات السليمة
ليس معني كلامي ، الموافقة علي التخريب ، ولكني أقول نبحث عن جذر المشكلة ونتكلم عنها ..

في مفارقات :
تذكرت حديث النبي
(اذا ضيعت الامانة فانتظر الساعة) قال : وكيف اضاعتها؟ قال: اذا وسد الامر لغير اهله فانتظر الساعة)
وكم من أمر في هذا البلد ،موسد لغير أهله ...

علي أية حال ،
تدوينة طيبة

جزاك الله خيرا يا عمووووووورة :D

Sally يقول...

تحيتي لك اولا

كنت بتكلم مع حد فقولت اذا كان اصحاب الفكرة مش بيطبقوها _عمال المحله_ ازاي الناس تتضامن معاهم

فقالي رد عجبني
قال لانهم قتلوها في المهد

فوضى منظمة يقول...

بس اتمنى فقط ان يعي النظام الرسالة .. لانه اذا لم يستوعبها .. فلقادم اسوا على الجميع .. مقال جميل .. بالتوفيق

احمد الجيزاوى يقول...

تحياتى على تحليلك لاضراب 6 ابريل كلام رائع يجب ان يوضع فى الاعتبار عند تقيم الاضراب
تحياتى
احمد الجيزاوى

Dr cool بادّن في مالطا يقول...

أختي و شقيقتي الغالية رشا ( فنوووون )
حقيقي سعيد جداً بكلامك
لا لا بجد
مش كنت متوقع المستوى ده من القوة في الكتابة و الفصاحة
يعني أنا أعرف الكلام ده من المدونة عادي كده ، طيب ما احنا قاعدين مع بعض في البيت
و للا أنا الشغل واخدني للدرجة دي

على العموم ربنا يكرمك و يبارك لك دايماً يا رشا
يا رب يخليكي و افرح بيكي

كلامك تمام جداً

كان كلامي في قضية الانتماء بهدف الوصول إلى السبب المطلوب و ليس بهدف التبرير الرفوض

كلامك جميل أوي يا روشي ، و نفسي أشوف لك مدونة قريب

تسلمي لي يا جميل

Dr cool بادّن في مالطا يقول...

أستاذة سالي
أهلاً بيكي ، أتمنى إن منة تكون دايماً بتوصل لك سلاماتي
.
.
ربما يكون رأي محاورك صحيحاً ، و ربما لا ، لايزال غموضاً غريباً لدي عن موقف عمال غزل المحلة

و ربما بعد ما شاهدت في مدونة الأستاذ محمد عبد الغفار عن ذهاب رئيس الوزراء إلى المحلة و تقريره صرف منحة شهر لهم ، ثم فرحهم بذلك
http://inside-view.blogspot.com/2008/04/blog-post_09.html
ربما يجعلني هذا أحياناً أن أفكر في مسألة المصالح الخاصة

Dr cool بادّن في مالطا يقول...

أخي الحبيب بشمهندس أحمد شاهين

كلامك في محله

و لكم سرني بشدة و أسعدني بصدق زيارتك للمدونة و أرجو التعرف عليك عن قرب ، أنا عارف إنك مشغول اليومين دول و داخل على امتحانات التمهيدي ، ربنا معاك و يوفقك ، سألت أحمد الجعلي عن نمرة تليفونك ، لكن مش كانت معاه لأنه غير الموبايل ، ياريت لو تقدر تاخد منه نمرة تليفوني و نتواصل أكثر من ذلك ، فحقيقة أسعد بصداقة أخ مثلك

Dr cool بادّن في مالطا يقول...

أخي الكريم أحمد الجيزاوي

سرني كثيراً زيارتك للمدونة

و أسعني رأيك في المقال ، شهادة أعتز بها

جزاك الله خيراً

و مرحباً بك دوماً