الثلاثاء، ٢٤ يوليو ٢٠٠٧

في المصيف


بيحلم


اتصل بي بعد أن قابلته صدفةً هناك ، سألني : أين أنت ؟
قلت له : في الشقة .
قال لي : ألازلت في الشقة ؟!! ، تعالى مسرعاً ، أنا في المكان
ذهبت ، ظللت أراقبه من بعيد ، إنه سارح بخياله ، ينظر في الأفق ، اقتربت منه ، فلاحظ وجودي ، و ابتسم
جلست بجواره على صخرة في وسط المياه و الوقت قد جاوز العصر بساعة
نظرت إلى ما ينظر
قلت له : المنظر يبعث الشجون في النفس و يشعرني بنوع من الحزن
قال لي : فكر في شيءٍ يجعلك سعيداً
فصمت بعض الوقت و قلت له : حاولت و فشلت ، ثم سألته : إذاً فيما فكرت أنت ؟؟؟
قال : فكرت في أن يكون لي أسرة
و مع معرفتي بأفراد أسرته جميعاً ، إلا أنني فهمت ما يقصد
قلت له : زوجة طيبة و طفل رائع و طفلة جميلة ، إنه شيءٌ رائع و جميل بالفعل يجعلك سعيداً
فاستدركني قائلاً : لم أفكر في كذلك و لكن أقصد أن يكون لي زوجة أكون أنا و هي في هذا المكان العام المقبل
ففهمت أنه لا يزال يبحث عن ذلك الحب ، ذلك الوهم الصعب .





صعب و غريب


كم هو جميل
كم هو مخيف
كم هو بسيط
كم هو عميق
ماذا أخذ مننا
و ماذا أعطانا
صعب أن أكون سعيداً بمن كان سبباً في غياب أناس نحبهم و حرماننا منهم
صعب أن أدرك أنه يلمسني كما لامسهم ، و أنه يضمني كما ضمهم
و أنه يغمرني كما غمرهم ، و أنه يُلاعبني كما لاعبهم
صعب أن أدرك أنه قتلهم و هو لطالما
ساعدني على تحمل الحياة

إنه البحر

رحم الله أخي أحمد الألفي و أسكنه فسيح جناته و ألحقنا به على الخير و الحق و الهدى





لوحة


اليوم الأخير في المصيف
استيقظت لصلاة الفجر
وجدت نفسي في نفس الضيق
الذي لازمني كثيراً في هذا المصيف
صليت ثم توجهت إلى ذلك المكان الساحر
حيث يلتقي النيل و البحر يعانق كل منهما الآخر
عند منطقة اللسان جلست
ونظرت إلى بيتها أنتظر أن تخرج منه كي ألقي عليها نظراتي كالعادة دون أن أكلمها كلمة
و أخذت أسبح الله في هذا المكان الجميل
و أثناء انتظاري رأيت شباباً يدخن السجائر
و يحكم ، كيف تعكروا هذا الصفاء بهذا الدخان المقيت ، كلمات دارت في داخلي ، فلم أكن لأكلم أحداً و أنا في انتظارها
رأيت مراكب الصيد عائدة من داخل البحر بعد أن أمضوا فيه الليل كله و الصيادون عائدون برزق الله لهم ، كيف أمضوا هذا الوقت في هذا المكان المخيف الموحش و في هذا الظلام الحالك ؟!!
و أيضاً رأيت ،،
رأيت عن يميني زوجان ذوا سمت إسلامي طيب
و عن يساري زوجان على العكس من ذلك
فأدركت أنه ما استمتع العاصي بشيء إلا و تمتع به الطائع و زاد عليه تقوى الله
و نظرت إلى الزوجين عن يميني ، كم هما رائعين جميلين - الزوجة كانت منتقبة علشان ماحدش دماغه تروح بعيد – كم هما حبيبين ، و قلت للزوج في نفسي ( احمد الله على ما أتم عليك من نعمة و اسأل الله لي الزوجة الصالحة التي تعينني على أمر الدنيا و أمر ديني

و أخيراً و بعد طول انتظار ، خرجت التي جلست أنتظرها من بيتها جميلة مشرقة زاهية كعادتها ، شعرت بالغيرة لما رأيت الجميع حولي ينتظرونها مثلي
و اكتملت اللوحة عندما اكتمل قرص الشمس و صار يصبغ ماء البحر بلون أجمل من لون الذهب و توسط المنظر مركب صغير بسيط بمجدافين بسيطين و ارتفع سرب من الطيور تسبح في السماء
لم أتمنى أن تكون الكاميرا معي في أي لحظة في حياتي كهذه اللحظة لألتقط هذه اللوحة التي تعجز الكلمات عن وصف جمالها ، سبحان من أبدعها و صورها





جزاها الله خيراً


تذكرت كثيراً الموقف الذي روته في تدوينتها وراء الشجرة
إيجابية
و ذاتية
و غيرة على الإسلام
و نهي عن المنكر
تكررت أمامي مواقف عديدة منذ أن قرأت تدوينتها ، و لكن لم أتحرك كعادتي و عادة الكثيرين غيري ، ربما ليست مواقف شبيهة بالذي روته ، و لكن كان يجب أن يكون لي تحرك مثل ما تحركت
حتى جاء الموقف الذي لم أستطع أن أقاوم هذا الإلحاح الداخلي المتراكم لدي كي أتحرك كما تحركت هي من قبل
هذا الرجل الذي ربما يتجاوز الأربعين أو الخمسين ، يسب الدين في محادثته لشخص آخر عبر التليفون المحمول ، مرة ثم الثانية و أنا أشعر بضغط داخلي ، ثم الثالثة و هذا الإلحاح يزيد ثم الرابعة و ما كاد ينطقها حتى تحرر لساني من سجن الخجل و نهرته بقوة عن سب الدين و لم أتخيل أن أرى الرجل قد خجل و ذهب بعيداً عن سمعي و نظري ، و شعرت بعزة و قوة ، عزة الإسلام و قوة الحق
جزى الله أختنا سالي كل خير ، فأخيراً تحررت من مشكلة لازمتني سنين لأشعر أنني أصبحت بفضل الله و بسبب أختنا سالي قوياً في الحق





إحساس


و طيلة أيام الرحلة و أنا بين أهلي
أبي و أمي و عمي و أبناءه
حتى عندما التقيت صديقي هناك على غير سابق موعد أو اتفاق
لم يلازمني طيلة هذه الأيام إلا شعور واحد
هو أنني وحيد
وحيد بين أهلي
و حيد مع صديقي
وحيد أمام البحر
وحيد تحت الشمس
وحيد بين الناس
و حيد في نفسي
و بداخلي وحيد
و لا أعرف ما السبب
إلا أنه شعوري و إحساسي
أنني وحيد

هناك ١٩ تعليقًا:

حلمك حلمى يقول...

إحساسك بخلق الله ونعمه مؤثر جداً تخيلت فعلاً كل إحساس حضرتك كتبته جائز لإنى بعشق البحر

جميل أن تتحرر من قيودك وتهرول لعز الإسلام

والأجمل أن يكون السبب فتاة

لكن حقيقى المحزن جداً والمدمر

إنك تشعر بالوحدة الشديدة دى

فحين إن فى قلب منتظرك

حقيقى شئ مدمر

حلمك حلمى يقول...

قابلته صدفةً

نسيت أقول لحضرتك إن مش المفروض تقول
كلمة صدفة(الأصح منها -قدراً-)لأن كل مايمر بحياتنا أقدار من المولى عز وجل وليست صدفة

(لازلت أُصر على إن إحساسك بالوحدة شئ يجعلنى فى أشد لحظات حزنى)

جزاكم الله خيراً

بن توفيق يقول...

احساسك جميل قوى يا عمور وعالى جدا

ربنال يخليك يا رب

بحبك فى الله يا عمور

ســـارة يقول...

البحر .. لغز عميق
تجتمع فيه معاني القوة والضعف والرقة والقسوة

شعرت أنني كنت أمام البحر أثناء قراءتي للكلمات

حلمك حلمى يقول...

كل عام وأنت على الطاعة أدوم وعن المعاصى أبعدوإالى الله أقرب

جميل أن تبدأ يوم جديد وعام جديد وحياة جديد

بصلاة ركعتين توبة إلى الله عن كل ما مضى لتبدأ حياة جديدة بتوبة جديدة

ويتحول كل مافات إلى حسنات

Dr cool بادّن في مالطا يقول...

أختي الكريمة حلمك حلمي

جزاك الله خيراً على المشاركة

و أعتذر أن يكون شعوري بالوحدة قد أحزنك

و لكنه يبقى أولاً و أخيراً شعور

لا أمتلكه رغم أنني يحيط بي كل الناس

و جزاك الله خيراً على التصحيح لكلمة صدفة

Dr cool بادّن في مالطا يقول...

أخي و حبيب قلبي ابن توفيق

جزاك الله خيراً على مرورك الطيب

و أسأل الله أن تفيدك كتاباتي دائماً و لو ببسمة صغيرة على وجهك الطيب

جزاك الله خيراً

Dr cool بادّن في مالطا يقول...

أختي الكريمة قبس من نور

جزاك الله خيراً على مرورك الكريم

و سعيد بأني رسمت صورة جميلة أمامك

سبحان الخالق الذي خلقها و صورها

Dr cool بادّن في مالطا يقول...

أختي الكريمة حلمك حلمي

جزاك الله خيراً على نصيحتك الطيبة

و إن شاء الله أعمل بها

أسأل الله أن يغفر لي ما فات

و جزاك الله خيراً على هذه اللفتة الطيبة

Sally يقول...

ربما لا استطيع ان اصف لك احساسي وانا اقرا هذا البوست فبالفعل فكرت بالغاء بوست من وراء الشجرة فاحسست انني كان بامكاني ان اوصل نفس المعني دون ان اقول اني صاحبة هذا الموقف
رزقنا الله واياكم الاخلاص


قولت في تعليقك علي بوست من وراء الشجرة
البوست ده أثر فيا أوي
و أكيد هيغير كتير
بجد أنا متضايق من نفسي أوي
لسه امبارح واحد قريبي بس أكبر مني بـ 32 سنة سب الدين قدامي و مش قولت له حاجة
أنا خجلان من نفسي أوي
مش عارف هو احنا بقينا خايفين نؤذى في سبيل الله و للا إيه ؟؟؟
و بقينا بنخاف على كرامتنا و شعورنا أكتر من حرصنا على دين الله و الدعوة إليه و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر
...
اتعرف قصة من صدق الله فصدقة الله
؟؟؟

جعلك الله دوما رجل من رجال الأسلام وجندي من جنود الدعوة الي الله


د/عمرو اسالك كيف تحزن وانت سببا في غزة الاسلام؟
كيف تحزن والسماء الارض والبحر والشمس مسيرون لخدمتك؟

ربنا يكرمك يا د/عمرو ويرزقك الفردوس الأعلى مع الشهداء والصالحين و الرسل والنبيين وحسن أولئك رفيقا

ورحم الله احمد الالفي وجميع موتي المسلمين واسكانهم الفردوس الاعلي والحقنا بيهم علي خير بقلوبا سليمة

اللهما امين

cleopatra يقول...

:)

مش عارفه اقول ايه

تدوينة عميقه جدا

Dr cool بادّن في مالطا يقول...

أختي الكريمة سالي

جزاك الله كل خير على ما كنتي سبباً في تغييره

و بالله عليكي لا تمسحى تدوينة ( وراء الشجرة) لعلها تغير غيري

لم أكن يوماً أتخيل أن أستفيد من المدونات بهذا الشكل

أما عن سؤالك : كيف تحزن وانت سببا في عزة الاسلام؟

لم أكن حزيناً و لكن كنت أشعر أنني وحيداً

ربما لأنني جلست مع نفسي كثيراً ، فأنا لم أجلس معها منذ فترة كبيرة و كنت أهرب منها في أمور عديدة

بصراحة لا أعرف ، و لا أريد أن أبحث و أعرف



و جزاك الله خيراً و بارك فيكي و لك

و جعلك الله ممن لا يرد لهم دعاءً

و رزقك الله الإخلاص في القول و العمل

و رزقك الفردوس الأعلى

ومضات .. أحمد الجعلى يقول...

كلام جميل يا دكتور عمرو وعميق جدا

شعرت انى معك هناك على ضفاف البحر بجماله ببهائه بسحره بعمقه بامواجه بغضبه بثورته بفورته

ليس غريب على شاعرنا أن يكتب مثل هذه الكلمات والأوصاف، ربنا يكرمك يا عمرو ويحقق لك كل اللى فى بالك

Sally يقول...

ها يادكتور فين جديد مدونتك

Dr cool بادّن في مالطا يقول...

أختي الكريمة كليوباترا

جزاك الله خيراً على المرور الكريم و التعليق الطيب

Dr cool بادّن في مالطا يقول...

حبيبي حبيبي حبيبي الجعلي

واحشني مووووووووووووووووووووت

دعواتك كتير يا أحمد الله يكرمك

محتاج لدعائك أوي

و ربنا يكرمك يا حبي على هذا التعليق الجميل

شهادة أعتز بها يا حبي

ربنا يكرمك

لا تنساني من صالح دعائك

Dr cool بادّن في مالطا يقول...

أختي الكريمة سالي

إن شاء الله قريباً

هي المقالات مكتوبة عندي

قعدت أكتبهم في المصيف

بس للأسف الوقت ضيق جداً

و أنا منشغل جداً

قريباً إن شاء الله

يمكن النهاره أو غداً

ربنا يسهل

جزاك الله خيراً على مرورك

الـفجـريـــة يقول...

خواطر جميلة وعميقة

دوما كنت اغبط اخوة واخوات المحافظات المطلة على البحر لانه منبع لخواطر وابداعات..فعندما نراه اسبوع فى العام يخرج لنا منا اكثر واجمل مما نظن..فما بالنا بمن يعيش معه دوما

ولكنى عرفت من بعضهم انه مع الوقت بيعتادوا

المهم جزاكم الله خيرا علي تلك الخواطر

Dr cool بادّن في مالطا يقول...

جزاكم الله خيراً أختي الكريمة أسماء ياسر على المرور و التعليق

و لكني في الحقيقة لا أمل بعض الأشياء

مثل الخضرة و الحقول

مثل النيل

مثل البحر

مثل الصحراء

إنها بالفعل أماكن موحية

و حتى لو سكنت بها أعتقد أنني لن أملها


جزاكم الله خيراً ، و أسعدتمونا بتعليقكم