الإسلام و حب الحياة
في هذا المقال أغوص قليلا في أعماقنا لإخراج ما قد نخجل غالبا من إظهار
كثيرا ما أحلم بالشهادة وكثيرا جدا اقرأ القصص التي تحكي عن تلك الفتاة التي قابلت ذلك الفتي الذي قد تحبه ثم ما لبثا أن قضيا سويا شهداء في سبيل الله
وكثيرا ما سمعت من فتيات أن حلم حياتهن أن يروقوا الشهادة مع أزواجهن
الشهادة شيء عظيم اعتقد أنها لا تتحقق إلا بنية صالحة ودقيقة ، ليس فيها أدني خلل أو خطأ
فها أنا كثيرا ألمح في نبرات أصوات المتهيئين للموت في سبيل الله نبرات هروب من حياة صعبة ، أو نبرات حاجة إلى أمر وفعل يكفر لهم كل ما اقترفوا من المعاصي ويضمن لهم الجنة ، نبرات يأس من الحياة وحزن وعجز عن التغيير و هنا قد يحيد القصد عن مضمون الإسلام
فالإسلام دين حياة
(من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة و لنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) النحل – آية97
هكذا كان الجزاء الذي يجزي به الله الصالحون ، الحياة الطيبة المليئة بمجاهدة النفس ومحاربة الفساد نشر العدل والحق والدعوة إ لي دين الله سبحانه وتعالى
وها هو قول الله تعالى في الحديث القدسي يشير فيه إلي أن المسلم المؤمن الصالح يكره الموت
(إن الله قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته : كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه ، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن ، يكره الموت وأنا أكره مساءته ) صحيح الجامع ، حديث رقم 6225
فها هو الحديث يوضح كره المؤمن للموت وحب الحياة
نعم ، المؤمن يحب الحياة ، و لا يحب الدنيا
المؤمن يحب الحياة الطيبة المليئة بالجهاد والتعب والمشقة والإنتاج ، ولا يحب الدنيا المليئة بالشهوات والملذات التي حرمها الله
وتستطيع أن تستشعر الفرق بين معني الحياة ومعني المعيشة في قوله تعالي
( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً و نحشره يوم القيامة أعمى ) طه – آية124
وانظر معي في كيف أن الحياة الطيبة ترفع من قدر المؤمن في الآخرة أكثر من الشهادة
(عن طلحة بن عبيد الله أن رجلين كانا متواخيين ، فاستشهد أحدهما وبقي الثاني بعد المستشهد سنة ، قال طلحة : فرأيت الآخر من الرجلين دخل الجنة قبل المستشهد ، فحدثت الناس بذلك ، فبلغت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : أليس هو صام بعده رمضان وصلى بعده ستة آلاف ركعة ومائة ركعة ؟ ! يعني : صلاة السنة ) البحر الزخار 3/143
فها هو رسول الله (صلي الله عليه وسلم) يعلمنا كيف أن الحياة بجهادنا والصبر علي الطاعة والثبات عليها والبعد عن المعاصي والصبر عنها يرفع من درجات العبد أكثر من الشهادة .
حتى الشهادة في أصلها إنما كانت للحياة
( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون ) آل عمران – آية169
فالشهداء الحقيقيين الذين نالوا الشهادة بصدق ، إنما لم يرتضي الله لهم إلا الحياة وأبى الله أن يحسبهم الناس أمواتا ، وإنما في طي شهادتهم حياة غيرهم
و حتى القصاص من القاتل بقتله ، إنما كان للحياة
بالطبع من فهم أنني ضد أن أتمني الشهادة فهو مخطئ
فانا أتمني الشهادة
ولكن أتمني أن أقدم روحي في سبيل الله ، و أنا في أكثر لحظات عمري حبا للحياة
و أنا أهتف بحب الحياة
كان من دعاء سيدنا عليّ بن أبي طالب ( اللهم ارزقني شهادة في سبيلك بعد عمر طويل في سبيلك )
كل هذا جال بخاطري على أثر أحداث المسجد الأحمر
في إطار رفضي لما فعل الذين تحصنوا في المسجد
ومع رفضي الشديد أيضاً لما قامت به الحكومة من تصرف غير حكيم و معالجة غير صحيحة
هناك ١٩ تعليقًا:
البوست دا رائع
بجد تفكيرك في عجبني جدا
حقيقي
خير الناس من طال امده وحسن عمله
كتبت يوما
لا ينال الموت شهيدا كل من فكر او قال او حتي خطط لذلك
ولكن ينالها كل من علم وعمل واجتهد فكان له شانه بالحياة وكانت تتوجة عمله ان ينالها
لذلك علي كل من أرادها ان يسعي ويجتهد في حياته لتكون مكانته ليعلو ويعلو ليصل الي مكانة الشهداء باي حال من الاحوال وباي شكل وافته المنيه
ولنري حال الشهداء علي مر الحياة لنتعلم كيف كانت حياتهم ولنعلم كيف تنال الشهادة
فلنخطط لتعلو مكانتنا دنيا واخرة
"اعمل لدنياك كانك تعيش أبدا
وأعمل لاخرتك كانك تموت غدا"
والله المستعان
جزاك الله خيراً أختي الكريمة سالي
دائماً ما يسعدني مرورك و تعليقك
بارك الله فيك
و كلام حضرتك أروع بكتير جداً
و بالفعل يؤيده الواقع
و أمثلة كثيرة مثل الشيخ أحمد ياسين و الدكتور الرنتيسي و الكثير و الكثير مثلهم
جزاك الله خيراً
------------------
لا ينال الموت شهيدا كل من فكر او قال او حتي خطط لذلك
ولكن ينالها كل من علم وعمل واجتهد فكان له شانه بالحياة وكانت تتوجة عمله ان ينالها
لذلك علي كل من أرادها ان يسعي ويجتهد في حياته لتكون مكانته ليعلو ويعلو ليصل الي مكانة الشهداء باي حال من الاحوال وباي شكل وافته المنيه
ولنري حال الشهداء علي مر الحياة لنتعلم كيف كانت حياتهم ولنعلم كيف تنال الشهادة
فلنخطط لتعلو مكانتنا دنيا واخرة
-----------------
بجد الكلام جميل جداً فحبيت إنه يتكرر مرتين في المدونة
جزاك الله خيراً
رغم كثرة الضغوط هذا الصيف ..الا انني لا استطيع مقاومة القراءة
سواء في الكتب و المواقع و المدونات
الا ان ما تحتاجه الكتابة من وقت و تفكير و تنسيق
يرغمني على مقاومتها هذه الايام
مقاومة التعقيب و متعة النقاش
مقالات قليلة .. او لنقل
افكارا قليلة
تضعف مقاومتي .. و تسحبني بخفة الى صناديق الردود
مثل مقالتك هذه .. اعجبتني الفكرة نفسها
فحياتنا هي ما يوصلنا لاخرانا
فكيف ننبذ وجودنا فيها
و لا سبيل للجنة دونها
و لضيق الوقت .. ساترك حديثا لمن اوتي جوامع الكلم صلى الله عليه وسلم
حينما تمنى بعض الصحابة لو انهم كانو من الشهداء الاوائل
فقومهم الرسول قائلا
( منذ أن استشهد هؤلاء إلى اليوم كم صلاة صليتم ؟ كم صدقة تصدقتم ؟ كم فعلتم من خير .. لعلكم فُقْتم بهذا اجر الشهداء )
اود ان اضيف ايضا
انه فرق كبير
بين من يحب حياته في الدنيا لاجل الدنيا
و من يحب حياته في الدنيا لاجل الاخرة
السلام عليكم ورحمه الله
بجد مسغربه جدا ان فيه حد بيفكر بالطريقه دى ... بارك الله فيك
بس ممكن طلب صغير .... قول سيدنا على ممكن تكمله عشان عايزه اعرف بقيه الدعاء ايه
اما تعليقا بقى على البوست الرائع ده
فبأيدك فى الرأى تماما وقبل كده كنت سمعت شيخ بيتكلم عن الحياه ان الناس لازم يكرهوها وان مينفعش حد يحب الحياه والاخره فى نفس الوقت ... وبصراحه استغربت لان ازاى ربنا يخلقنا فى مكان عشان نصلح فيه واحنا بنكرهه ... هنصلحه ليه اذا كنا كاريهنه ؟؟
الى جانب ان الزهد فى الحياه مش معناه ان الانسان يتمنى الموت ... بالعكس معناه انه يقبل على الطاعه اكتر واصلاح الارض طاعه
والمفروض الانسان اليائس من الحياه من المشاكل اللى فيها يكون اقرب الى الله من الانسان اللى بتغره الحياه ... ولو الانسان قريب صح من الله هيعرف ان الاصلاح امر لابد منه
بجد جزاكم الله خيرا على البوست الرائع ده
جزاك الله خيرا كثيرا
الموضوع رائع بحق
ما شاء الله خاطرة رائعة :)
أختي الكريمة منة الله
جزاك الله خيراً على مرورك الطيب
و أسأل الله أن يوفقك و يبارك لك في وقتك
أختي الكريمة ياسمين
جزاك الله خيراً على مرورك
و على الإضافة الطيبة
و الدعاء بتاع سيدنا علي كملته
معذرةً لأن أختي هي اللي بتكتب لي المقالات على الكمبيوتر لضيق الوقت و علشان كده أحياناً مش بتاخد بالها
لكن ربنا يبارك فيهاو يجازيها خير
و جزاك الله خيراً
و يسعدني دائماً تعليقك و تقييمك لما أكتبه في المدونة
أختي الكريمة شهيدة
سعدت كثيراً لتغليقك في المدونة و لعله التعليق الأول و أتمنى ألا يكون الأخير
جزاك الله خيراً
أختي الكريمة صانعة الحياة
جزاكم الله خيراً على مرورك الكريم
و استجاب الله دعائك و رزقنا الإخلاص و الشهادة في سبيله
سعدت بتعليقك الأول و إن شاء الله ليس الأخير في المدونة و يشرفني تقييمك الدائم
و جزاك الله خيراً
فكرة المقال رائعة وتشير إلى معنى مهم
كيف نعمر مكاناً لا نحبه ؟ وكيف نتغافل حب النبي - صلى الله عليه وسلم -لطيبات الحياة ؟
جزاك الله خيراً ، ورزقك شهادة في أشد لحظاتك إقبالاً على الحياة
د/ كوول
ليك في مدونتي تاج
ممكن تروح تستلمة
رؤية
جرائم ضد اخوانك
http://www.sendspace.com/file/gx0bsi
http://www.badongo.com/file/4093334
http://4filehosting.com/file/65126/er-rar.html
http://www.al-mobile.org/File/1187542365.rar
http://www.megaupload.com/?d=JRWW5LXL
http://rapidshare.com/files/49982385/er.rar.html
http://www.zshare.net/download/32148961a01245/
جزاك الله خيراً
هذا المقال جميل بحق وأوضح الالتباس اللي ممكن يحصل عندنا بين حب الحياة وحب الدنيا
فعلا الفرق أصبح واضحاً
جزاك الله خيرا بجد حضرتك وضحت معنى مهم جدا
مش لازم نتمنى الموت عشان نخلص من هم الحياة
بالعكس لما تحيا وتصبر وتصابر وتجاهد وتحاول مرة واتنين وتلاتة
هنه بييجي معنى الجهاد
الفكرة مش في شهادة اد ما هيه في جهاد وكفاح تحس بيه انك عملت حاجة لربنا ولاسلامك !!
جميلة المدونة ربنا يباركلك يارب :)
ختي الكريمة قبس من نور
أهلاً بك لأول مرة في المدونة و إن شاء الله مش تكون الأخيرة
سعد جداً بمروك
و مبارك لك و لنا مدونتك الجديدة
و إن شاء الله أروح أبارك هناك و أكون متابع جيد لها إن شاء الله
أختي الكريمة سالي
جزاك الله خيراً
روح استلمت ا فندم و الحمد لله قمنا منه بالسلامة
أخي / أختي نداء خفي
جزاكم الله خيراً على مروركم الكريم
و إن شاء الله نرى لكم مدونة قريباً و نتبادل الآراء و الرؤى
جزاكم الله خيراً
و أرجو ألا تحرمونا شرف زيارتكم و تعليقكم
أختي الكريمة فلونا
جزاك الله خيراً
و جعلك الله مستجابة الدعاء
و ذكرتني كلماتك بقول رسول الله صلى الله عليه و سلم
من خالط الناس و صبر على أذاهم ، خير ممن لم يخالطهم و لم يصبر على أذاهم
جزاك الله خيراً على تعليقكم الطيبو مروركم الكريم
إرسال تعليق